#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
سؤالٌ يطرحهُ عليَّ كثيرٌ من القراءِ الاعزاءِ والاصدقاءِ الصادقين وعائلتي الحبيبةُ بالطبع:
لماذا تحَمّلُ كل هذا الظلمِ والخوفِ ومشاهدِ دمارِ بيروتَ الحبيبةِ ، وتحمّلُ ايامِ العوزِ والجوعِ وتفشي وباءِ الكورونا ، وانعدامِ الاستقرارِ وقد باتت المستشفياتُ فارغةً من اكبر اطبائها الاكفاءِ وممرضاتها، وكأننا على ارضٍ تحتها نارُ جهنمٍ ؟
***
لماذا استمرُّ، وأجهِدُ نفسي بالكتابةِ يومياً، و"القلمُ" إرثُ والدي سعيد فريحه رحمه الله، هو في صلبِ عقلي وقلبي ووجداني وضميري وعروقي ؟
ستبقى صورتي التي اطلُ بها منذ فترةٍ طويلةٍ، على القراء، متشحةً بالسوادِ، احتراماً وعزاءً لكلِ مواطنٍ غاب عنا وأقفلتِ الدنيا في هذا البلد في وجهِ كثيرٍ من الشركاتِ والمؤسساتِ والاعمال الحرةِ والسياحة والمطاعم،
والأهمُ اكراماً لمجزرةِ العاصمةِ بيروتَ وأهلها من كرامِ المواطنين.
يسألونني لماذا كلُ هذا الجهدِ ولا احدَ من الحاكمينَ المتحكّمين " بالكادِ" ان يقرأوأ، واذا صادفَ ومرَّ احدٌ منهم على مقالٍ ما يضحك !
بمعنى أين هو ؟ واين الفكرُ ؟ الذي لا قيمةَ له عندهم !
***
الحقيقةُ انني من صلبِ شعبِ لبنانَ البطلِ الحضاريِ.
وما دامَ يوجدُ لبنانيٌ عندهُ حبٌ لوطنهِ وتربتهِ وتاريخهِ المشرّفْ برجالٍ كبارٍ...
ان الحكمَ العثماني الذي دام 400 سنة ، مرّ على لبنانَ وزال ، ومروراً بالحربين العالميتين ، وبالاختصارِ... الى بؤس أيامنا هذه .
سأستمرُ مع الشعبِ الصامدِ، بالرغمِ من الشحِّ بكلِ ما كان متيسراً ،
لكننا شعبٌ واعٍ مدركٌ سببَ علتهِ ومصيبتهِ ومأساتهِ ومعاناتهِ.
ان كلَ من مرَ بجنةِ الحكمِ، استفادَ منا نحنُ الشعبُ ومن جيوبنا وسرق عرقَ جبيننا،
" لنا عليكم كلكم" وليس العكسُ اطلاقاً.
***
اللهُ معنا....
ولو أصبحنا في ظلِ وادي الموتِ ، لا نخافُ شيئاً لأن الربَ معنا...
من نهبوا وسرقوا ودمروا مقوماتِ الدولةِ هم المذلولونَ ، هم الجائعون ، هم فقراءٌ بالجهلِ، والحضارة، وبالثقافةِ،وبتاريخِ حبِ الانتماءِ الى وطنهم.
بالخلاصة، جهلُكم بادارتكم للدولة،وفشلكم وعجزكم، بحيث التوقعاتُ تشيرُ إلى ان الدولارَ الواحدَ سيصبحُ 17,500 ليرة ،
أليس هذا عيباً مُشيناً عليكم، وكلُ من ساهم بقلةِ اخلاقٍ وطمعٍ وشرهٍ وجشعٍ،
وما اكثرهم، تجاه لبنانَ وطنِ الارز؟.