#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بعد المؤتمرِ الصحافي المزلزِل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وما سبق ان كتبناهُ البارحة، فإننا لا نضيفُ كلمةً واحدةً عما كتبناه، حيث ان الرئيس ماكرون هو الذي اكتشف ان ما وعدوهُ بهِ لم يفوا بوعودهم وسمّاهم بالخونةِ .
بالنسبةِ إلينا نحن اللبنانيين الأمورُ عاديةٌ جداً لدينا إذ إننا نعرفُ سببَ العلةِ وأفعالَ الطبقةِ السياسيةِ التي تكررُ نفسها في الخيانةِ وعدم الوفاء .
المهم من كل ذلك هو الغدُ ، وماذا يحملُ لنا ؟ قال ماكرون : لا تنتظروا الإنتخابات الأميركية، إبدأوا من اليوم ، فكل شيءٍ مازال مكانهُ .
وهنا يُطرَحُ السؤال: متى ستبدأ الاستشاراتُ الملزمةُ للتكليف ؟ ومَن سيكون الرئيس المكلَّفُ العتيد ؟ هل يسمي رؤساء الحكومات السابقون مجدداً الرئيس مصطفى أديب ؟ هل تكونُ التسميةُ لأحدِ اعضاءِ نادي رؤساء الحكومات السابقين غير الرئيس سعد الحريري الذي أعلن انه غيرُ مرشحٍ للاسبابِ التي أسهبنا في شرحها امس الاثنين وأنه لن يُسمي أحداً في استشاراتِ التكليف؟
على الأرضِ، الغضبُ يزدادُ والجوعُ يتفاقمُ ،ولئلا نكرر، الغضبُ هو الذي سيحدد :
هل تقرر الناس مصيرها او ان السياسيين سيتسلمونَ الدفةَ مرةً جديدةً ؟
الناسُ في حالةِ فورةِ غليان، ولكن الشعب بمكانٍ والسياسيين بمكانٍ آخر ، فإلى ان يُدرِك السياسيون أيَّ وضعٍ وضعونا به ،
فإن الشعبَ سيبقى غاضباً كالنارِ تحت الرمادِ، وأحياناً فوقها .
***
ولأن الرئيس ماكرون صارح اللبنانيين باقصى حدودِ الصراحة ، فالواجبُ يقتضي بأن يُقال لهم كل شيءٍ لأن مصيرهم بالدق :
الرئيس ماكرون تحدث عن حزب الله واتهمهُ بالعرقلة ، بالتزامن مع ذلك كان وزير الخارجية الاميركي في العراق يلوحُ بإقفالِ السفارةِ الأميركيةِ في بغداد رداً على الضغط الايراني على العراق . كما ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتحدث اليوم الثلاثاء عند الثامنةِ والنصف مساءً للرد على ماكرون .
من الآخر،المواجهةُ واضحةٌ : ماكرون يعلنُ مواصلةَ مبادرتهِ . حزب الله يتجهُ الى مواجهةِ هذه المبادرة. هل هناك وضوحٌ أكثرُ من هذا الوضوح ؟
***
وفي هذه الأثناء، البلدُ رهينةٌ، والشعبُ رهينةُ فسادكم وهدركم والنهب والتحاويل، أفقرتمونا من جراءِ الغلاءِ الفاحش بسبب ما نهبتموه من جيوب الشعب، وتفشي الكورونا بسبب اهمالكم، انقطاعُ الادوية بسببكم يا طبقةً فاسدةً، ومصيرنا حتماً مجهول،ما دمتم الحاكمين والمتحكّمين بوجودكم المثقل على قلوبنا.
بانتظارِ يومِ الغضبِ الكبير في الذكرى السنويةِ الاولى لاندلاعِ ثورةِ 17 تشرين.