#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما من رئيسٍ في العالمِ يُنهي عطلةَ نهايةِ الاسبوع بعقدِ مؤتمرٍ صحافيٍ يتحدثُ فيه عن بلدٍ غيرِ بلدهِ ... الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فعلها، عقد مؤتمراً صحافياً عند السابعة مساء امس بتوقيتِ فرنسا من اجل لبنان وبعد فشل الرئيس المكلّف مصطفى أديب في تشكيلِ حكومتهِ التي هي " حكومةُ مهمةٍ " وفقَ المبادرةِ الفرنسية التي استلزمت زيارتين للرئيس ماكرون للبنان ، ووعداً بمؤتمرٍ دوليٍ لمساعدةِ لبنان في منتصفِ الشهرِ المقبل ، وزيارةً ثالثةً للبنان في كانون الاول المقبل .
***
لم يستعجل الرئيس ماكرون عقد المؤتمر الصحافي إلا لأنه شعرَ بانه تلقى صفعةً من الطبقةِ السياسيةِ التي أسقطت مبادرته . ولا نلومُ القوى السياسية التي فرضها الرئيس ماكرون شخصياً على طاولةِ الحوار في قصر الصنوبر ، اذ من اليوم الاول للمبادرة شعرَ الفرنسيون بان الطبقةَ السياسية ستخذلهم ، قالها وزير الخارجية الفرنسي في مجلس النواب الفرنسي :
" ايها اللبنانيون، بمعنى السياسيون منهم، ساعدوا أنفسكم لنساعدكم "، اي ان المبادرةَ الفرنسية مشروطةٌ بان تبادرَ السلطةُ الحاكمةُ إلى مساعدةِ نفسها قبل ان يساعدها الفرنسيون .
لكن الذي حدثَ هو العكس.
ألم تعلم امنا الحنون ان هذه الطبقة السياسية برمتها اوصلتِ البلدَ الى الافلاسِ وانتفض الشعبُ الحضاريُ في 17 تشرين مطالباً " كلهم يعني كلهم".
والسلطةُ الحاكمةُ المتحكمةُ سابقاً وحاضراً،بالمختصرِ المفيد دمّرت احلامَ الشعبِ اللبناني الحضاري ونكتفي بهذا القدر.
***
هذا من جهةٍ، ومن ناحيةٌ اخرى، هل توقفَ أحدٌ عند الكلام الذي أطلقه خادمُ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، امام الامم المتحدة عن انفجارِ مرفأ بيروت وتسميتهِ حزب الله بالإسم ؟
لقد دخل البلدُ في صراعِ الدول العظمى والجبابرة ، أليس من الافضلِ في هذه الحالةِ أن تصحو الطبقةُ السياسيةُ لأننا وصلنا إلى جهنمٍ بفضلِ هدرهم وفسادهم المستشري وسياساتهم ؟
أما كان من المفيدِ والأجدى ان يُقدمَ الرئيسُ المكلفُ تشكيلتهُ ويوقعها رئيسُ الجمهوريةِ وتذهب إلى مجلسِ النواب وتاخذُ الثقة او لا تأخذها وتُصرفُ الاعمال ، فمَن سيفعل ذلك ؟
ما دخلُ الشعبُ اللبناني البطل الذي دفعَ وسيدفعُ كل الاثمانِ الحياتيةِ والمعيشيةِ والى كل ما هناك من تردي الوضعِ برمتهِ.
***
"سيرة وانفتحت"، صرح الرئيس الحريري : لن أكون رئيساً للحكومة...
من فضلكم، عذركم، "خذونا بحلمكم" شيخ سعد، أين "بوسطاتِ" الشعبِ المطالبةُ بكم؟
كلام خادم الحرمين الشريفين، أقفل البابَ اساساً على كل الفريق للطائفة السنية الكريمة التي هي من جهة سياسةِ المملكة.
دولة الرئيس.... كنتم رأسَ حربةٍ مرةً، ونسيتم وتناسيتم كل من كانوا سيوفا معكم، ووصلنا الى ما وصلنا اليه، ولا لزومَ للتكرار، نعم يريدونكم، لكن هل ستكونون رأس حربةٍ مرةً ثانيةً؟
***
ما الذي ينتظرنا في الاسابيع القليلة التي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الاميركية .
لا شيءَ الاّ زيادةُ العقوبات، وصولاً الى الشح المالي لمصرف لبنان المشكورِ على دعمهِ وكرمهِ الحاتمي للطبقة السياسية الفاسدة وصولاً الى استنزافِ كل اموالِ رصيد المودعين، مما يعني ان الجوعَ والغلاءَ الفاحش والتشريدَ والازماتِ المعيشيةَ والطبية والتربوية المتفاقمةَ لا يمكن الاّ ان تتسبب في:
ثورةٍ لا هوادةَ فيها، لأن الشعبَ أنظلمَ ، ولن يرضى بالقهرِ والأذلالِ والجوعِ ..
ويريدُ لبنانهُ خارجَ... "جهنم الحمرا".