#الثائر
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّه مع اعتذار الرئيس المكَلَّف مصطفى أديب أصبحَت البلادُ أمام أخطارٍ متعدّدةٍ ليس أقلَّها غيابُ حكومةٍ تقودُ عمليّةَ إنقاذِ البلاد وملاقاةِ المؤتمراتِ الدوليّةِ والتفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ.
وقال في عظة الأحد: "فوق ذلك خيَّب الاعتذار أمالَ المواطنين ولاسيما الشباب الّذين كانوا يراهنون على بَدءِ تغييرِ في الطبقةِ السياسيّةِ من خلال حكومةٍ جديدةٍ بوجوهِ واعدة، وفاقم الازمة الوطنية والحكومية، اذ بدا كأنه يسلمّ بــ"فيتو" غير موجود في الدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني".
وأكّد الراعي أنّ البطريركية المارونيّة تنطلق دائمًا من اركان الدولة الثلاثة المتكاملة: الدستورِ والميثاقِ ووثيقة الوفاق الوطني التي تحفظ توازن مكوّنات وطننا الواحد، المشترك والنهائي، وتجمعنا في وحدة وطنية على تنوّع طوائفنا ومذاهبنا واحزابنا وحرية الرأي والتعبير.
وقال: "إذ نحرص على ان تبقي فرنسا مشكورة عزمها على مساندة لبنان، فاننا حفاظًا على الاركان الثلاثة ندعو الى عدم تخصيص اي حقيبة وزارية لاي فريق او حزب او طائفة او مذهب بشكل دائم، بل الى اتباع قاعدة المداورة الديمقراطية. فلا يمكن الاعتداد بعرف أو التفرّد بخلق أعراف من دون توافق، ومن دون اعتراف الآخرين بها".
وأضاف: "وفي كل حال مهما اختلَف اللبنانيّون، يجب أن تَبقى لغةُ الحوارِ أقوى من أيٍّ لغةٍ أُخرى. ويجب أنْ تَبقى إرادةُ العيشِ معًا أقوى. فمعيارُ نجاح "العيش معًا" ليس الوجود الجسديّ بل التفاعلُ الروحيُّ والحضاريُّ والوطنيُّ والنظرةُ إلى أفْقٍ واحدٍ وغاية واحدة،هما لبنان وشعبه".
من جهة أخرى، وجِّه الراعي تحيّةَ تقديرٍ لقيادةِ الجيشِ على التضحياتِ التي قدّمَها والإنجازاتِ التي حقّقها وكان آخرها العملية الأمنية التي جرت بالأمس في منطقة وادي خالد ضدّ المجموعات الارهابية ومطاردتهم بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى.
وشدّد على أنّ الجيش مخوَّل، مع سائر القوى الأمنيّة الشرعيّة دون سواهم، حمايةَ سيادةِ لبنان، واحتضانَ ثورةِ الشعبِ اللبنانيِّ من أجل التغيير. فإليه وحده يرتاحُ الشعب.