#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
نكلمكم بصدقٍ .... نحن جيلُ مَن عايشَ الحربَ اللبنانية منذ الطلقةِ الاولى، ولم نُهاجر لبنان .... شعورنا بأن ما يجري هو إعادةٌ لعقاربِ الساعةِ إلى الوراء 45 سنة ...
نتذكَّرُ وتتذكرون كيف بدأتِ الحربُ :
وسط بيروت ، المرفأ ، شارع المصارف ، الفنادق .
يعني: اقتصادُ البلد وترانزيت البلد ومصارفُ البلد وسياحةُ وخدماتُ البلد .
كانت الحربُ تُسمَّى بالاسماءِ الآنفةِ الذِكرِ :
حربُ الفنادق
حربُ المرفأ
حربُ الاسواق
حربُ المصارف .
***
أخطر المعطياتِ ان تفشلَ مهمة الرئيس ماكرون، بعدمِ القدرةِ على التلاحم بتأليفِ حكومةٍ، بعد الانفجار الذي دمّر المرفأ وبيروت،
واستطراداً كل هذه المأساة ، لم توحّدْ الطبقة السياسية لـتأليف حكومة .
آملين ان التاريخ لا يعيد نفسه، وكأن المخططَ نفسهُ.
المرفأ تدمَّر ، الاسواقُ تضررت بشكلٍ فادح ، الفنادقُ لا حياةَ فيها ، والمصارفُ إسمٌ على مسمى .
هذه المرة يتم تنفيذ المخطط بشكلٍ أذكى، ونكادُ ان نقول من دون ضربةِ كف، أما الهدفُ فواضحٌ :
تهجيرُ اللبنانيين ، ولمن لا يصدق نسأله :
هل تعرفون طلبات الهجرة من مختلف الاعمار ؟
لم تعد الهجرةُ تقتصر على طلاب العِلمِ بل اصبحت تشملُ عائلاتٍ بكاملها ، هذه لم تعدْ هجرةً بل اصبحت تهجيراً او اقتلاعاً من الوطن !
أصلاً حين يُسافر طالبُ العِلمِ فإن هناك احتمالاً صغيراً ان يعود الى الوطن ، في غيابِ فرصِ العمل لا بل انعدامها . اما حين تُسافر العائلات فإنها تبيعُ كل شيءٍ لأنها لا تنوي العودة ، فهل هذا يُسمَّى غيرُ اقتلاعٍ من الارضِ؟
***
يا حضراتِ الطبقةِ السياسيةِ المسؤولةِ السابقةِ والحاضرةِ .... الانانيةُ والمصالحُ بعدمِ تأليفِ حكومةٍ وبالتالي ضياعُ مبادرةُ الرئيس ماكرون...
تنبهوا جيداً إلى ما يجري ! لا تستسهلوا الأَحداث ! لا تستخفوا بالمخططاتِ الجهنمية ! لا تجعلوهم يُلهونكم بحريقٍ من هنا وحادثةٍ من هناك . وسِّعوا دائرةَ المشاهدة ، انظروا الى ما يجري حولكم .
ومن اجلِ عيونِ بيروتَ العاصمةِ المدمرةِ والشهداءِ والمتضررين والمشوّهين والمهاجرين...هل يعقلُ الا تتفقوا؟
يبدو لا !
لا نريدُ ان نعيشَ خلف أكياسِ الرملِ من جديد.
لا نريدُ ان نقف صفوفاً طويلةً من اجلِ ربطةِ خبزٍ ومن أجلِ غالون بنزين.
لا نريدُ ان ينقطعَ الدواء.
بصراحةً ، حياةُ الذلِ لا نريدها.
فلماذا هذا التعنتُ ؟ لماذا هذا العنادُ ؟
فما العملُ، هل المطلوبُ ان نموت جميعاً؟
للأسفِ المحزنِ والمؤلمِ والمخيّبِ للآمال لم تعرفوا يوما كيف تُديرون البلاد والعباد،
هل تعتبرون التنحي عيباً جسيماً؟
العيبُ هو التشبثُ وحبُ الذاتِ والإمعانُ في البقاءِ في السلطةِ في ظلِ الفشلِ الذريع المتنامي والمتواصل .
***
حكومةٌ مصغرةٌ ، حكومةُ اختصاصيين ، حكومةٌ موسعةٌ ، حكومةُ أقطابٍ ، حكومةٌ مختلطة .... تتعددُ التسميات والمطلوبُ واحد :
حكومةٌ تنقذُ الوضعَ المتدهورَ، وتنتشلُ مَا تبقَّى من الوطن.
***
لا تكرروا تجربةَ الحربِ مرتين :
فالجيلُ الذي عاش الحربَ، لا يحتملُ حرباً ثانيةً.
والجيلُ الشابُ لا يحتملُ إطلاقَ رصاصةٍ.
البلدُ،الناسُ، الاجيالُ، الارزاقُ والاعمار ( ونعني الحياةَ او الموت)،وليس إعماراً وتعميراً، بل دمارٌ وتدميرٌ..من ايديكم!