عربي ودولي

وزير الخارجية الإماراتي يحدد أولويات السلام في المنطقة

2020 أيلول 15
عربي ودولي سكاي نيوز عربية

#الثائر

نشر وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد ، مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تحدث فيه عن أولويات السلام، تزامنا مع توقيع أبوظبي وتل أبيب معاهدة للسلام، والبحرين وإسرائيل اتفاقية تأييد السلام، وذلك في البيت الأبيض، الثلاثاء.

وقال الشيخ عبد الله بن زايد إن الأولوية الأولى للسلام هي تقليل التوترات في المنطقة، والثانية توسيع مجتمع التعايش السلمي، أما الثلاثة فهي تعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي.

وشدد على أهمية إحراز التقدم في إقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدا مركزية الأمر، مشيرا إلى أن معاهدة السلام الإسرائيلية الإماراتية قد أوقفت خطط ضم أراض فلسطينية.

وفيما يلي نص مقال الشيخ عبد الله بن زايد:

قبل أسبوعين، حطت في أبوظبي أول رحلة تجارية إسرائيلية أقلعت من تل أبيب، وكان على متن الطائرة وفد كبير ضم مسؤولين إسرائيليين وممثلين عن وسائل إعلام إسرائيلية.

وكانت الطائرة التي تقل الوفد تحمل رسالة أكبر من ذلك، وهي كلمة "سلام"، التي كتبت بأحرف كبيرة وبثلاث لغات، الإنجليزية والعربية والعبرية.

إن إقامة علاقات دبلوماسية بين الإمارات العربية والمتحدة وإسرائيل إنجاز دبلوماسي تاريخي، وإشارة مفعمة بالأمل، تظهر بأن التقدم في الشرق الأوسط ممكن.

وحمل الأسبوع الماضي نبأ بأن البحرين ستقوم بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وهذه فرصة لنهج جديد من أجل التعامل مع تحديات المنطقة. إنها منطقة وفترة حافلة بالأخبار السيئة، لذلك تمثل معاهدتا السلام فرصة وروحا للتفاؤل عوضا عن الصراع والانهزامية.

إن التوقيع على معاهدة السلام هذا الأسبوع استجابة أمينة، وتذكير بأن الإماراتيين والإسرائيليين وكل شعوب الشرق الأوسط، قد تعبوا من الصراع.

إن الأولوية الآن هي لاستمرار في تحديث مجتمعاتنا وتأمين استقرار الحدود في المنطقة، فالعلاقات الأفضل بين الدول العربية وإسرائيل ستساعد في هذا المجال، ولكن يجب أن نذهب أبعد وأسرع على الجبهات الأخرى.

إن الأولوية الأولى والأكثر إلحاحا هي تقليل حدة التوترات والبدء في حوار إقليمي حول السلام والأمن. نحن نريد جيرانا طبيعيين.

إن المعاهدات الفعّالة والقابلة للتحقيق هو الهدف، ولكن في ظل توقعات منخفضة للغاية ومخاطر عالية، فإن التقدم المتواضع في قضايا مثل المساعدات الإنسانية والاستجابة لفيروس كورونا من شأنه أن يبني الثقة.

لقد كان دعم الولايات المتحدة ومشاركتها في مثل هذه الجهود مهما. لقد كان دعم الولايات المتحدة ومشاركتها في مثل هذه الجهود حاسم.

الرئيس دونالد ترامب دعا إلى محادثات جديدة العام المقبل، ونائب الرئيس السابق، جو بايدن أوضح بأنه أيضا يسعى إلى مبادرة جديدة. ودول الخليج يجب أن تشارك مباشرة في أي حوار، على أن تكون أجندة هذا الحوار شاملة.

أما الأولوية الثانية هي توسيع مجتمع التعايش السلمي. لقد أدت المخاصمة المتواصلة والتطرف الطائفي إلى انتشار جائحة مميتة من الفوضى والنزاع على مدى عقود. وفي الإمارات، نحاول أن نثبت نموذجا مختلفا.

نحن ملتزمون بالمبادئ الحقيقية للإسلام والاعتدال والاندماج والسلام. لقد استضفنا أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية العام الماضي، ونحن نبني بيتا مشتركا للأديان الإبراهيمية في أبوظبي، ويضم في جنباته مسجدا وكنيسة وكنيسا.

والأولوية الثالثة هي بناء محرك قوي من أجل التبادل الاقتصادي والثقافي، بما يولّد الفرص والتفاهم بين جميع أنحاء المنطقة، من الخليج إلى البحر الأحمر إلى قناة السويس إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط فشبه الجزيرة العربية الممتدة هي ملتقى طرق العالم.

إن على الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل الاستعانة باقتصادهما وبنيتهما التحتية المتطورة وأسواقهما الكبيرة وصناديقهما الاستثمارية ومؤسساتهما التعليمية ورأس مالهما البشري لضمان أن الأردنيين والفلسطينيين والمصريين وغيرهم يستفيدون أيضا.

إن التقدم في سبيل إقامة دولة فلسطينية أمر مركزي، فمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل أوقفت عملية الضم، وعلى القيادة الفلسطينية استغلال هذه اللحظة من أجل إعادة ترتيب نهجها والاستعداد لانخراط في محادثات مثمرة.

وكما دائما، ستجد القيادة الفلسطينية الدعم الكامل من جانب الإمارات، الذي يحمل الآن وزنا مباشر وأكبر على إسرائيل. إن وتيرة ونطاق العلاقات لن تنفصل عن التقدم في مجال إقامة دولة الفلسطينيين وحقوقهم.

وأخيرا، يشير اتفاق السلام إلى أهمية الدور الأميركي وتحوله في الشرق الأوسط. وما كان لهذا التقدم أن يحدث لولا تأثير الدبلوماسية الأميركية وإعادة التأكيد على التزاماتها الأمنية، وفي الوقت نفسه، فإن هناك مكاسب للولايات المتحدة، نقل مزيد من الأعباء المتعلقة بالاستقرار الإقليمي إلى فريق أقوى من الشركاء الذين يملكون الرغبة ويمكن الاعتماد عليهم.

في عام صعب ومنطقة صعبة، تعتبر معاهدة السلام نقطة انطلاق مشرقة من أجل مستقبل الشرق الأوسط.

إن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في بداية نشطة للتعاون في مجالات فيروس كورونا والتكنولوجيا والفضاء والطاقة والاستثمار والأمن الغذائي.

الشباب الإماراتي يتعلمون اللغة العبرية وستبدأ الجامعات الإماراتية في قبول الطلبة الإسرائيليين، والرحلات الجوية المنتظمة ستبدأ العام المقبل.

إن هذه الخطوات وغيرها الآلاف، سواء أكانت كبيرة أو صغيرة، ستنقل رسالة: سلام، شالوم، بيس في جميع أنحاء المنطقة.

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
أسرار الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 26 تشرين الثاني 2021
المزيد
بوتين: روسيا سيطرت على 47 بلدة أوكرانية منذ بداية 2024
المزيد
أسبوع إضافي لتعديلات الموازنة.. إقرارها ضرورة قبل بدء السباق الانتخابي
المزيد
لبنان في عين العاصفة والتصعيد وإسرائيل تسعى إلى جر الولايات المتحدة إلى النزاع
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية