#الثائر
كتبت ندى عويجان تقول:
"لازم يرجعوا اولادنا على المدارس،
وكرمال التوازن العام بحياتهم، والتوازن في نموّ شخصيتهم،
لازم يرجعوا يتعلّموا، ويتخالطوا وما يبقوا بالبيت.
ولكن، لازم العودة تكون آمنة تربوياً نفسياً وصحياً".
العودة الآمنة تتطلب ...
إيام قليلة تفصلنا عن بداية العام الدراسي، والخاسر الأكبر هو التلميذ ومن بعده المعلّم والأهل والمدرسة، ومن ثم الوطن. "إن أردتم أن تهدموا أمّة فاقضوا على التربية فيها".
كنّا منذ البداية، منذ أكثر من خمسة أشهر، نطالب بضرورة تعزيز التعلّم عن بعد، ونطالب بضرورة تأمين المستلزمات ودعم المقوّمات الأساسيّة لهذه المقاربة، والعمل على إطلاق المدرسة الافتراضيّة، مدرسة عاديّة تعتمد الحلول الرقمية بكل مجالات عملها، الإداريّة، والماليّة والتعليميّة، كون العودة الى المدارس مرتبطة بتطوّر جائحة كورونا، وكون التعلّم عن بعد هو المقاربة الأصعب بالتطبيق.
ولكن التعلّم عن بعد يتطلّب :
- رؤية واضحة وخطة عمل إجرائيّة، جامعة ومرنة،
- منهج معدّل، وبيئة ألإلكترونية آمنة، وموارد تربوية مشبّكة مع المنهج اللبناني، وكتاب رقمي محصّن وسّلّة تّربويّة مدعومة،
- وأستاذ مدرّب على المقاربة الجديدة في التعلّم عن بعد وتلميذ يعرف تطبيقها،
- وبرنامج للدعم النفسي الإجتماعي وبروتوكول صحّي،
إضافة الى كل ما ذكر،
- الإنترنت المجانيّ السّريع، والتّيّار الكهربائيّ والتجهيزات الإلكترونيّة الّلازمة للمتعلمين والمعلّمين،
هل نحن جاهزون؟ "طبعاً لأ "
الجهود مبعثرة، والجهوزيّة متفاوتة بحسب المناطق، وبين المدارس والمعلّمين وحتى بين التلامذة والأهل، وبحسب إذا كان التعلّم وجاهي أو عن بعد. في بعض البلدان المتقدّمة التي عمدت الى فتح المدارس، ما لبست أن أقفلت العديد منها. مع الإشارة أن القدرة الاستيعابيّة في مستشفياتهم تفوق كل البعد قدرة مستشفياتنا. نأمل أن لا يكون هذا مصير مدارسنا وأولادنا. وإلّا فليحمل المسؤوليّة من أتّخذ القرار بذلك، ومن كان من داعميه لأغراض شخصيّة وماديّة.
"لازم يرجعوا اولادنا على المدارس،
وكرمال التوازن العام بحياتهم، والتوازن في نموّ شخصيتهم،
لازم يرجعوا يتعلّموا، ويتخالطوا وما يبقوا بالبيت.
ولكن، لازم العودة تكون آمنة تربوياً نفسياً وصحياً".
إن جهودنا ومثابرتنا فيما يتعّلق بتقليص الدروس، والكتاب الوطني الرقمي والتدريب، بدأت تظهر نتائجها. فشكراً لكل يد بيضاء ساهمت بهذا العمل الوطني. يبقى التحدّي في المصداقيّة والمهنيّة بالتعاطي مع الموضوع ، في ظل غياب المستلزمات والمقوّمات الأخرى لإنجاح بدء العام الدراسي.
في الوقت الحالي، لا يوجد في الوزارة حل شامل للجميع، بل خطّة فرديّة مبعثرة، تنظيريّة غير قابلة للتنفيذ. وبدل من أن يتم تحمّل المسؤوليّة من قبل المعنيّين، رُميَت المسؤوليّة على عاتق المعلّم وعلى عاتق المدرسة، والأهل والتلميذ...
الحصول على الفرص المتكافئة في التعليم والتعلّم الجّيد، بكامل مضامينه وأنواعه وأساليبه وطرائقه، هو حق لكل تلميذ ومعلّم في بيروت، في جبل لبنان، في أقصى الشمال، في أقصى الجنوب وفي أقصى البقاع.
ولكن، في ظل الوضع الحالي، لا يوجد أي تكافؤ في الفرص ولا عدالة في التوزيع، لا على مستوى التلامذة ولا على مستوى المعلّمين ولا على مستوى المدارس.
فهل ستكون تجربتنا هذه السنة مشابهة لتجربتنا في العام الفائت؟
"إن أردتم أن تهدموا أمّة فاقضوا على التربية فيها".