#الثائر
زار السفير الروسي الكسندر زاسبكين مقر "اللقاء الارثوذكسي" في الاشرفية، مودعا مع انتهاء مهامه في لبنان، بحضور ممثل بطريركية موسكو وسائر روسيا في لبنان الارشمندريت فيليب فاسيلتييف، وكان في استقباله كل من عميد مجلس الامناء في "اللقاء" نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي وأمين عام "اللقاء" النائب السابق مروان ابو فاضل، وأعضاء مجلس الامناء والهيئة الادارية المؤلفة من النائب السابق سليم حبيب، محافظ بيروت الأسبق نقولا سابا، قنصل روسيا الفخري ورئيس مجلس الاعمال اللبناني الروسي جاك صراف، نقيب مربي الدواجن في لبنان موسى فريجي، عضو لجنة الرقابة على المصارف سابقا سامي العازار، المصرفي أنطوان غريب، المحامي ميشال تويني، المحامي غسان خوري، الطبيب أسعد مقدسي، الاعلامي بيار عطالله، السيد جو مطر، بالاضافة الى أمين سر هيئتي الامناء والادارية سمير نعيمة والمدير الاداري "للقاء" جرجس سمعان.
استهل اللقاء بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء نكبة 4 آب في بيروت، فصلاة باللغة الروسية للايغومان فاسيلييف لراحة أنفسهم وشفاء المصابين.
أبو فاضل
بعد ذلك، قال أبو فاضل: "نعتبرك ركنا من أركان اللقاء الارثوذكسي الذي أضحى الحالة المستقلة المتقدمة لطائفتنا ويجسد الوجدان الارثوذكسي بأجلى المعايير التي وضعها غبطة أبينا البطريرك المناضل يوحنا العاشر يازجي. لا اذكر أنك غبت عنا طوال السنين التي مضت فكنت بيننا في المناسبات التي شارك فيها ألوف الاخوات والاخوة كاليوم الثقافي في ضهور الشوير أو ذكرى اختطاف المطرانين يازجي وابراهيم، وكنت معنا في المناسبات الرسمية عندما استضفنا وفود المنظمة البرلمانية الدولية للارثوذكسية، ووفود الدوما والجمعيات التي زارتنا مرارا وفي مقدمتها الجمعية الامبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية. وكنت أيضا مهندسا للقاءات خاصة مثل الذي جمعنا بنائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ورئيس لجنة الدوما لتنمية المجتمع المدني في قضايا الجمعيات الاجتماعية والدينية سيرغي غافريلوف، وغيرها وغيرها من المناسبات السياسية والاجتماعية والدينية حيث كانت لياقة حضورك وحديثك تجذب الحاضرين".
أضاف: "أنت تعرف منطقتنا جيدا فعلى امتداد ما يقارب الخمسين عاما من خدمتك في مصلحة دور روسيا، هذه الدولة العظيمة الزاخرة بتاريخ حضاري عريق، دون اغفال خصوصيات الدول التي عينت فيها ومنها السعودية واليمن وسوريا ولبنان، فضلا عن تبوئك موقع مساعد مدير ادارة الشرق الاوسط في الخارجية الروسية. فلذلك نطالبك بالاستمرار في اهتمامك بمصلحة شعبنا ونشكر عبرك روسيا الاتحادية بكافة مؤسساتها السياسية العسكرية والشعبية وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين على صوابية الانخراط الاستراتيجي في مشرقنا الذي كان له الدور الحاسم في درء الخطر الارهابي التكفيري عن ربوعنا وشعوبنا".
الفرزلي
بدوره قال الفرزلي: "لا نقيم حفلا وداعيا لان الوداع يكون لمن ليس في القلب سكنة بل من يكون له في القلب سكنة يكون له مكان مرموق في قلوبنا وعقولنا في صورة مستمرة، والود ما بعده ود هو أقوى من الحب وجعلك تتصدر جميع المجالس".
أضاف: "نحن نشعر اننا قد غبنا قليلا عن الحضور المفترض في قلب القرار في روسيا الاتحادية، ونعول على دور اكثر يلعبه السفير الروسي بعد انتقالك الى روسيا لتلعب دورا دقيقا. نحن الآن نتعرض الى حملة ومشروع استئصال او تهميش واستتباع هائل بالرغم مما نمثل".
وتوجه الفرزلي الى زاسبكين قائلا: "يكفي ان اقول لك ان الديمغرافيا الارثوذكسية في الشرق من فلسطين وسوريا والاردن الى التضييق، وانت تعلم جيدا ما يتعرض له ارثوذكس لبنان من تهميش متماد على مستوى الاعتراف بدورها الذي يجب دائما ان يكون كطائفة تأسيسية لهذا الكيان اللبناني بعودته الى جذوره الاساسية. ونحن نعلم ايضا ان الكنيسة الارثوذكسية الروسية تتعرض هي ايضا للتقسيم والشرذمة كما في اوكرانيا بسبب استهداف الدور الروسي بطريقة او بأخرى".
وختم: "يجب اعادة تذكير من يجب ان يتذكر في الادارة الروسية لجهة المراهنة على دور آخرين متناسيا الدور العميق الذي يجب ان تلعبه هذه الادارة تجاه المراهنة على الطائفة الارثوذكسية العربية. نحن لا نريد ان نعيش كالاغنام، نحن طائفة تأسيسية في الكيان ونريد ان نعيش في هذا البلد ولن نهاود سواء قدم لنا الدعم او لا، فنحن نعول على دورك سعادة السفير تعويلا كبيرا صادقا اخويا ومؤمنا ونراهن على ان بشائر الاتصال باللقاء الارثوذكسي ستكون سريعة وقريبة جدا بعد ذهابكم الى وطنكم الام هناك حيث ستلعب الدور المرغوب لكي تقوم روسيا بدورها الاساسي المنشود تجاه الارثوذكس".
زاسبكين
وفي الختام قال زاسبكين: "يشرفني اليوم أن أرحب بكم في هذا الحفل المميز الذي يسمح لي أن أتوج خدمتي في لبنان على مدى 10 سنوات تقريبا، كنت خلالها أتواصل معكم بصورة دائمة. كانت هذه المرحلة تتميز بالمخاطر التي تهدد دولا وشعوبا بأكملها، فقد جرت الحروب ووقعت النزاعات والفتن وانتشر التطرف والإرهاب وما زالت الأزمة مستمرة حتى الآن في المناطق العديدة ونتائج المواجهات بين قوى الشر والخير لم تحسم بعد".
أضاف: "تهدف سياسة روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين، إلى تحقيق المصالح الجوهرية لشعوب كافة الدول وتسعى روسيا إلى طرح وتنفيذ الأجندة الإيجابية على الصعيد العالمي ابتداء من الاستقرار والأمن الاستراتيجي ووصولا إلى تسوية النزاعات الإقليمية. إذ اننا نعمل من أجل القضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط والحفاظ على استقلال دول عربية ووحدة أراضيها فنقف في وجه التدخلات الأجنبية غير الشرعية ونضع الحاجز أمام محاولات إشعال الفتن الطائفية والإثنية ونعزز مبدأ حسن الجوار بين كافة مكونات المجتمع العربي. وعلى مدى السنوات الأخيرة نتفاهم ونتعامل في هذا المجال على مستوى دول وبين الكنيسة الارثوذكسية الروسية والكنيسة الأنطاكية وما بين التجمعات الارثوذكسية الروسية واللبنانية والسورية".
وتابع: "تقف روسيا بصورة متواصلة من أجل السلام والوفاق في لبنان وتؤيد مطالب الشعب المتعلقة بإجراء الإصلاحات في المجالات الاقتصادية الاجتماعية والتحول من النظام السياسي الطائفي إلى دولة مدنية".
وأردف: "بالعودة إلى خدمتي في لبنان، أود أن أعرب عن سروري وسعادتي لأنني كنت شاهدا ومشاركا في العديد من المناسبات الرائعة وبدرجة أولى زيارة قداسة بطريرك موسكو وكافة روسيا كيريل إلى الكنيسة الأنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس في العام 2011. كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر الذي يتحدث إلي دائما بمنتهى المحبة والصراحة، كما لا أنسى أبدا حوارات هامة جرت مع غبطة البطريرك المرحوم إغناطيوس الرابع، كما أعرب عن امتناني لسيادة المطارنة وخاصة لسيدنا نيفون الذي ساهم مساهمة جبارة في العلاقات اللبنانية الروسية على كافة الصعد وهو يساعدني دائما بالنصائح والأعمال. كما أقدر دولة الرئيس إيلي الفرزلي الذي يعتبر من أروع السياسيين وبرلمانيا بارعا، وأشكر الصديق العزيز مروان أبو فاضل على التنسيق الوطيد لمصلحة قضية الارثوذكس وكل لبنان وأرحب بكل الأصدقاء الأعضاء في اللقاء الارثوذكسي، الذين يسعون إلى تطوير صلات الود مع زملائهم في روسيا وخاصة في البرلمان".
وختم: "أود أن أؤكد أنني أمارس عملي بالتعاون الوثيق مع ممثلي الكنيسة الارثوذكسية الروسية، وفي الوقت الحاضر مع الأرشمندريت فيليب. وختاما أقول لكم إلى اللقاء وعاش اللقاء الارثوذكسي والصداقة الروسية اللبنانية والتعاون بين بلدينا".