#الثائر
- " فادي غانم "
اشارت المعلومات المسرّبة عن لقاء الرئيس المكلف مصطفى اديب برئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس في بعبد، عن عدم حسم شكل الحكومة بعد، فيما تدور معارك طاحنة تحت الطاولة، بين القوى الحليفة على الحقائب .
لقد ابلغ مندوبا الثنائي الشيعي رسالة إلى الرئيس المكلف، بضرورة أن تكون وزارة المالية للطائفة الشيعية، التي تتمسك بالتوقيع الثالث على المراسيم، إلى جانب توقيع رئيسي الجمهورية والحكومة. وفي مقابل ذلك يصر التيار الوطني الحر على وزارة الطاقة، أو مداورة كاملة في الحقائب السيادية وحصة وازنة له .
لا اسماء محسومة لدى الرئيس المكلف بعد. ورفض حتى الآن الاجتماع برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، كي لا يُقال أن باسيل هو من يُشكّل حكومة اديب، كما حصل مع دياب من قبل، لكن يبدو أن لا تشكيل دون مشاورات مع القوى الرئيسية، ولقد بات واضحاً تمسك هذه القوى بحصص وازنة، عكس ما أعلنته للرأي العام، عن أنها لا تريد شيئاً في الحكومة القادمة .
في الصباح أزمة بنزين مفتعلة، وبعد الظهر يعلنون أن لا أزمة. يدعمون المواد الأساسية دون خطة واضحة وضوابط، ثم يُعلنون رفع الدعم، لأن الأسعار لم تنخفض، وبعض التجار هم من يستفيد من الدعم وليس المواطن. تعاميم بالجملة لحاكم المصرف المركزي، وتبقى حبراً على ورق دون التزام المصارف، والطلاب الذين يدرسون في الخارج ما زالوا عاجزين عن السفر ومتابعة دراستهم، لأن المصارف تماطل وتكذب ولا تُلزم بتحويل الأموال، ثم يتبين أنه يحثّ بمعنى يتمنى على المصارف والتجار .
مسؤولون يريدون أن يقودوا البلاد بالتمني والترجي، ويُجرون إصلاحات بالخطابات، ويكافحون الفساد بمزيد من الفساد، وبعقود بملايين الدولار، بتدقيق مالي من هنا، وتحقيق جنائي من هناك، دون كشف أي فاسد أو محاسبة أي مسؤول .
هل فعلاً يصعب على الرئيس المكلّف أن يجد أربعة عشر وزيراً نظيفي الكف في لبنان ليشكّل حكومته؟
على أبواب المدارس ولا قرار من السلطة بعد!!!!! كيف سيكون التعليم للعام القادم؟ والكتب المدرسية بأسعار مضاعفة. أما الكتب الأجنبية فوفقاً لسعر الدولار في السوق السوداء، والقرطاسية أصبحت شبه ترف للطلاب، الذين باتوا عاجزين عن دفع التكاليف .
أسعار لبنان هي من الأغلى في العالم، ورواتب الموظفين أصبحت لا شيء، ولا تكفي لسد الحاجات الأساسية. والمسؤولون يتلهون بالخطابات، ونظريات الدولة المدنية، والعلمنة، وحل مشاكل الشرق الأوسط من هنا من بيروت، مركز النضال العالمي، ومركز إدارة العالم كما يعتقد البعض .
فالرد على افتتاح العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات، حتماً يجب أن يأتي من بيروت، وليس من فلسطين أو أي مكان آخر. فزارنا هنية مهدداً إسرائيل من عين الحلوة، ومتوعداً بتحرير القدس بصواريخ ابعد من حيفا، فتشتعل بعد يوم واحد حروب السلاح المتفلّت، من طريق الجديدة إلى طرابلس وبعلبك .
تصفية حسابات على ارض لبنان، لصراعات عديدة. من إيران وأمريكا، إلى تركيا وفرنسا، والعرب وإسرائيل، ثم يُلام غبطة البطريرك الراعي على دعوته للحياد وانقاذ لبنان .
دولة الرئيس المكلف!!! الثورة تولد من رحم الأوجاع، والشعب المتألم المقهور، لم يعد يحتمل ترف حفلات التلهي التي تُقيمونها كل يوم، باسم الإصلاح والسعي للتوافق، ومداراة الخواطر وإرضاء حكام افسدوا كل شيء .
دولة الرئيس اديب! شكّل حكومتك من رجال كفوئين مخلصين! وواجه بها الجميع، واحفظ مصلحة شعبك ووطنك، وإلا فلما الإنتظار؟ فاذا كان ذلك غير ممكن، فلا داعي للانتظار أربعة أشهر أو حتى شهر واحد، فالشعب لم يعد يحتمل، وصمتنا لن يطول، والثورة قادمة لا محال.