#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليس هناك بلدٌ في العالمِ يطرحُ فيه مواطنوه عشراتِ الاسئلةِ على الأقل عندما
" يُفتِّحون عيونهم كل صباح " إلا لبنان :
شو الاخبار؟
شو سعر الدولار اليوم؟ ( في السوقِ السوداء طبعاً لأنه خارج هذه السوق لا دولار).
هل رُفِع الدعمُ عن الدواءِ والقمحِ والمحروقات؟
هل ستفتحُ المدارسُ والجامعاتُ "أون لاين" فقط؟
هل ستُدفَعُ الأقساطُ بالليرةِ أو بالدولار، ووفقَ أي تسعيرةٍ بالليرة؟
هل صحيحٌ أن عدد المصارف سينخفض من ستين مصرفاً إلى عشرين مصرفاً؟
ما هو مصيرُ الأربعين مصرفاً ، هل ستُدمَج مع المصارف التي ستبقى؟
ما هو مصير الموظفين فيها؟
هل هناك إفلاساتٌ لبعض المصارف؟
ما هو مصيرُ التعاميم التي اصدرها حاكم مصرف لبنان؟ هل ستلتزم بها المصارف ؟
هل سيعيد مَن اخرج أموالاً 15 في المئة أو 30 في المئة من الأموال إلى لبنان؟
ماذا لو لم يلتزم مَن اخرج اموالاً؟
***
أسئلةٌ كثيرةٌ وكبيرةٌ وصعبةٌ، وليس من السهولةِ الإجابةُ عنها إلا على يد الخبراء والقانونيين .
الخبيرُ الماليُ والإقتصاديُ الوزير السابق والمصرفيُ العريق مروان خير الدين رئيس مجلس ادارة بنك الموارد ،ليس خائفاً ، ويعتبر ان الامورَ ذاهبةٌ إلى الترتيب ولو اخذت بعض الوقت ، كما يعتبرُ ان من مصلحةِ المصارف رفع رساميلها لتستطيع الإندماجَ والصمود لأن الخياراتِ الأخرى ليست مريحةً .
طمأنةُ مروان خير الدين تعني الكثير لأنه بالإضافة إلى كونهِ خبيراً مالياً ونقدياً ، فإنه أساسيٌ في قطاعِ المصارف ويتمتعُ باتصالاتٍ واسعةٍ واطلاعٍ عميق .
***
كما ان كبارَ القانونيين يُعطون أجوبةً فيها الكثيرُ من القانون والمنطق، ومما أوضحوه :
مسألةُ خروجِ الأموال شيءٌ، ومسألةُ تبييضِ الأموال وتهريبها شيءٌ آخر،
فالذين يُهربون أموالاً يجب ان يعيدوها كلها، يعني كلها.
فالتهريب وتبييض الاموال جُرمٌ، والمجرمُ والسارقُ عليهم ان يعيدوا كل الاموال التي سرقوها .
اما صاحبُ الهندسات فنسأله: الذين تعبوا وكدّوا وكانت اموالهم من تعبهم ،
فكيف يجوزُ لكم مساواتهم بالمهربينَ والمجرمين؟
يا سعادةَ الحاكم ، كل لبنانيٍ معروفٌ من أين صار معه قرشٌ؟ ومن أين جمَّع امواله ، فلماذا تحاولون "تضييع الشنكاش" وخلطِ الحابلِ بالنابلِ؟
صحيحٌ أنكم تقولونَ ان "المصرف المركزي لديه في الوقت الحاضر سيولةٌ بحدود 19.5 مليار دولار ويمكنه أن يستخدمَ كل ما يفوقُ الاحتياطي الالزامي ،وقد بلّغنا الحكومة انه لا يحقُ لنا استخدام الاحتياطي الالزامي لتأمين الدعم".
***
ما همنا نحن؟ ولماذا كنتم تُقرضون الدولة أي السلطةَ التنفيذية، ألم تدركوا شيئاً حينذاك؟
كنتم جميعاً سعداء، تُغدقون على الطبقةِ الفاسدة من مالِ المودعين،
والاّ كيف وصلتم فقط بقطاعِ الكهرباء الى 45 مليار دولار ديناً بين قروضٍ وفوائد على القروض؟
الاّ تشعرونَ سعادةَ الحاكم،"بنوبةِ ضميرٍ" وحسرةٍ، وندمٍ،
كيف تبخرت اموالُ المودعين في لبنان الذين آمنوا بكلامكم "الواهي" سابقاً وابقوا جنى عمرهم في المصارف اللبنانية.
أقلُ ما يُقال طبقةٌ فاسدةٌ، من سهّل وأمّن ومرّر ملياراتِ الدولارات من الضرائب والمناقصاتِ والمشاريعِ الوهمية التي يدفعها الشعب ، التي سُرقت لتصليح واعادة تصليح لمشاريع وهمية وما اكثرها وكلها من اموالِ المودعين.
الطمأنةُ بالتأكيد لا تكفي ؟ اذ من لديه عمرٌ ليرى اموالهُ المودعة في المصارف اللبنانية على اقلهُ بعد 3 او خمسِ سنواتٍ .
سؤالٌ اخيرٌ مع العلم ان كل مواطنٍ لبنانيٍ حضاريٍ يعرفُ لكن علينا التكرار، والتكرارُ لانه يُعلّم... أين هُدرت اموالُ المودعينَ الشرفاء.