#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا مكانَ إلا للدمعِ، ولا تُختزنُ في القلبِ إلا الأحزانُ.
قولوها يا أهلَ السلطة: تريدون ان يهاجر كلَ من استطاع؟
هذا "اللبنانُ" الذي صنعهُ أجدادنا بالدمِ وعمّروهُ بالإيمانِ، في عيدهِ المئوي، هل جاءت لحظةُ التضحيةِ به على مذبحِ المصالحِ الصغرى والكبرى؟
نحنُ نؤمنُ بلبنان، بتنوُّعهِ وفرادتهِ الجميلة… !
***
يا مَن حكمْتمْ وتحكمونَ الشعبَ اللبناني… هل تعرفونَ ما جَنَت أيديكم من هدرٍ وفسادٍ حتى الاهمال النووي المدمّر؟
هل تستطيعونَ النوم بسلامٍ؟
ألا يستفيقُ فيكم الكابوسُ أم صرتم معتادينَ على تحميلِ الضمير؟
كيف تنامون، فيما 300 ألف مواطن فقَدوا كل شيءٍ، حتى الوسادةَ؟
كيف تنامون، فيما يرقدُ 200 بريئاً تحت الترابِ بسببكم، وفيما آلافُ الأمَّهات والآباء والأشقاء والأحبَّة لا يغمضُ جفنٌ لهم؟
نعم تنامون. وكيف لا، وقد أقفلتم الآذانَ على أنينِ الجرحى، وحجرْتم قلوبكم لمصالحكم...
فما أضعفَكمْ في تَسلُّطِكمْ، وما أتعسَكم في ذروةِ سلطتكم .
***
نحنُ الشعبُ اللبناني الحضاري نريدُ ان نعيشَ بسلامٍ وامانٍ وأببسط حقوقِ شعوبِ العالم، وقد هاجر من استطاع الهجرة، اما الاكثريةُ فلا حيلةَ لديهم سوى تحمّلكمْ.
لم ولن نرفع يوماً إلا رايةَ الوحدةِ الوطنيةِ في لبنان ولم نتحدث يوماً بلغةِ الطوائفِ خلال حربٍ دامت 16 سنة.
ولكن، الوقائعُ تفرضُ علينا أن نطرحَ بعض الأمورِ بصراحةٍ:
بسببِ الاهمالِ والتراخي وعدم المسؤولية ، ألم تُصَبْ كلُّ المناطق المجاورةِ للمرفا، فقط للتذكيرِ معظمها مناطقُ مسيحيةٌ مطلقةٌ بالاوليةِ وسنيةُ؟
وهل مَن وزراءٍ مستقيلين ووزراءٍ سابقين، ونوابٍ حاليين ونوابٍ سابقين تهافتوا إلى بلسمةِ الجروحِ البليغة، والتي تسبَّبت بنزفٍ خطير؟
وحتماً لم يجرأوا على وضع اعينهم في عيون المواطنين المنكوبين.
***
تعالوا نخبركم:
كثيرون من أبناء المرفأ والجميزة ومار مخايل والأشرفية… وحتى فرن الشباك والأحياء القريبة يعيشون اليوم حالَ القرفِ من كل شيء…
تصوّروا يا اهل السلطة لو انتم من العصاميين، بنيتم بانفسكم، وعمّرتم بيوتكم بعرق جبينكم، ومدخراتكم ضائعةٌ في المصارف، ألم تكونوا تهرولون الى مناطقكم المنكوبةِ، والانكى من كل ذلك مع كل حجمِ المصائب هناك من يريدُ شراء الابنية المحطّمة والمحلاتِ المكسّرةِ بأبخسِ الاثمانِ ؟
***
لكن الأخطرَ هو:
هَوَسُ الهجرةِ للاجيالِ الصاعدة الذين أتخذوا قراراً واحداً: "الفيزا" والسفر، للدراسة أو للعمل، ولا عودة في الوقتِ الحاضر .
أولادنا وأحفادنا "ينزحون" إلى أوروبا وأميركا، وأصحابُ الكفايات إلى دولِ الخليج وسواها، والعائلات تُجرِّبُ كندا وأوستراليا…
حتما ترددون: اصمدوا، مرحلةٌ وتمرّ.
ولكن،ما نقوله نحن لكم: "الجمرةُ لا تكوي إلا مطرحها".
وبصراحةٍ اكثر :البلدُ لا يتَّسعُ للناسِ وللظلمِ.
***
كيف يصمدُ الناسُ عندما يكونُ مصيرُ مساعداتهم غامضاً، وعندما لا يكون في البلد معملُ زجاجٍ لسدّ النوافذ والواجهات على أبواب الشتاء؟
وكيف يصمدون عندما يتمُ تنظيفُ المرفأ "مِن قريبو"،من شركة المرفأ ومشكورٌ الجيش اللبناني الآبي ، وتولى شبابنا تكنيسَ الشوارع بنخْوَةٍ منهم.
بالمناسبة، لقد "ظَبَطِت معكِ حضرة الدكتورة عقيلة حسان دياب الاكاديمي المستقيل، عندما دعوتِ شبابنا إلى مهنةِ التكنيس والعمل على محطاتِ الوقود!
***
بل، كيف يطمئنُّ الناس وسط غموضِ التحقيق في الانفجار منذ 4 آب ولغاية اليوم ؟
"إهمالٌ بلديٌّ" عمرهُ 7 سنوات؟
وما مسؤوليتكم يا أصحاب السلطةِ والدولةِ جميعاً، النائمينَ سعداء على 2700 طن من المتفجرات في قلب بيروت؟
وكيف تصمدون وسط الأخبار الخبيثة، ولولا ما اتخذتهُ مخابراتُ الجيش بحقهم والتكذيب اللازم عن متفجراتٍ في مناطق اخرى، ما كان لدينا الا الدعاءُ الصادق: "يا رب"...
***
ونختمُ بمعلومةٍ لا تزيدُ ولا تُنقصُ، أن مستشار الرئيس دياب خضر طالب، اتصل بدولته في 3 حزيران الفائت وأطلعه على مخاطر الملف الوارد من المرفأ، وقد استعجل د. دياب وقرر زيارة المرفأ في حينه..
لكن احداً عاد واتصل به، وابلغهُ انها مسألةُ موادَ زراعيةٍ لا أكثر؟
ونكتفي لليوم ...