#الثائر
كتبت صحيفة " الشرق " تقول : قبل ان يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة بعد سيل من الانتقادات السياسية جراء التأخير في ظرف مماثل، سارع الرئيس سعد الحريري الى حسم امره: لست مرشحا لرئاسة الحكومة.. اسحبوا اسمي من التداول. قطع الرئيس السني الاقوى في بيئته الطريق على المساومات واسقط التسويات وقرر رمي كرة النار في ملعب الآخرين ليتحملوا مسؤولية اقترافاتهم. فماذا بعد؟ اي حكومة سيكتب لها ان تبصر النور، رئاسة وشكلا ومضمونا؟ هل يسلم الثنائي الشيعي بمطلب حكومة الخبراء المستقلة عن حق القادرة على تنفيذ الاصلاحات، ام يعود الى نغمة حكومة الوحدة التي انقطعت امالها؟ هل يستعيد سيناريو حكومة الرئيس حسان دياب بعدما اثبت فشله فيُلدغ من الجحر مرتين؟
الفرضيات كثيرة والخيارات قليلة. لكن الاكيد، بحسب ما تفيد اوساط سياسية مطلعة ان مسارا جديدا بدأ في اتجاه اعادة بناء الدولة التي باتت تحت مظلة الرعاية الدولية وعينها المفتوحة على لبنان واداء قيادته السياسية وتعاطيها مع الملف الحكومي. وتجزم ان زمن المحاصصات والتسويات ولّى ولبنان الجديد وشيك الولادة.
الحريري.. لست مرشحا
اعلن الرئيس الحريري "انه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة"، متمنياً من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد". وشدد على "ان المدخل الوحيد احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فوراً لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف".
ولفت في بيان الى أن بعض القوى السياسية ما زال في حال من الإنكار الشديد لواقع لبنان واللبنانيين، ويرى في ذلك مجرد فرصة جديدة للابتزاز على قاعدة أن هدفه الوحيد التمسك بمكاسب سلطوية واهية أو حتى تحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة.
اتصالات ابراهيم
وفي المقلب الحكومي، نشط المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم كوسيط بين الجهات السياسية محاولا التقريب بين وجهات نظرها المتباعدة حيال التكليف والتأليف. وغداة زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، سجلت امس زيارة قام بها الى قصر بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. ومن بعبدا، انتقل اللواء ابراهيم الى دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في ظل توجه للدار الى التحرك اعتراضا على ما يجري في الملف الحكومي، ثم زار الرئيس سعد الحريري.
لا استشارات
في الغضون، تضاربت المعلومات في شأن موعد الاستشارات بين من يشير الى توجيه الدعوة خلال ساعات ومن يعتقد انها لن تعقد هذا الاسبوع وقد ترجأ الى الاسبوع المقبل خصوصا بعد انسحاب الحريري. وفي هذا الاطار، أفادت المعلومات في بعبدا ان "موعد الاستشارات لم يحسم بعد وتحديده يتوقف على ما سيعلن هذا الاسبوع من مواقف بنتيجة المشاورات المستمرة".
الأعلى للدفاع
في الاثناء، ينعقد "المجلس الاعلى للدفاع في العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم للبحث في الاوضاع الامنية وتطور مسار التعبئة العامة والتمديد لليونيفيل قبل نهاية هذا الاسبوع وقد يتطرق الى الانتخابات الفرعية التي اعد وزير الداخلية مرسوم الدعوة اليها".
التمديد لليونيفيل
وعشية بت مجلس الأمن الدولي في جلسة يعقدها الجمعة المقبل، في قرار التجديد للقوات الدولية العامة في جنوب لبنان "اليونيفيل" سنة إضافية، سلّم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، خلال لقائه في قصر بسترس كلا من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، روسيا الكسندر زاسبكين، فرنسا برونو فوشيه، الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا بريطانيا كريس رامبلنغ والصين وانغ كيجيان، مذكرة بشأن موقف لبنان المتمسك بالتجديد لـ"اليونيفيل" من دون تعديل في الولاية او في العديد. وفي هذا الإطار، يلتقي الوزير وهبة غدا قائد القوات الدولية ستيفانو ديل كول.
سلامة
ماليا، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تأييده التدقيق في حسابات مصرف لبنان من قِبَل خبراء بنك فرنسا من أجل دفع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وأكد سلامة رداً على سؤال لـ"اراب نيوز"، أن "البنك المركزي لم يأخذ أموالًا من المودِعين، بل قدّم قروضاً بالليرة اللبنانية وهي العملة التي يصدرها بنفسه"، وأوضح أن "جعل البنك المركزي مسؤولاً كقناة بين المودِعين والمصارف والدولة، ليس كلاماً واقعياً. نحن قادرون على طباعة الأوراق النقدية بالليرة اللبنانية، فلا داعي لاستخدام أموال المصارف".
الحريري يدعو لسحب اسمه من ترشيحات التكليف ولاحترام الدستور
قوى سياسية في حالة إنكار تبتز لتحقيق أحلام شخصية مفترضة لاحقاً
اعلن الرئيس سعد الحريري "انه غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة"، متمنياً من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد".
وشدد على "ان المدخل الوحيد احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فوراً لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف."
وقال في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي "كنت قد آليت على نفسي عدم اتّخاذ موقف سياسي قبل صدور حكم المحكمة الخاصة لبنان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبل استكمال الاتصالات مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي ومع القوى السياسية اللبنانية بشأن المبادرة التي حملها الرئيس الصديق إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان.
وفي الحقيقة، إني أرى أن الاهتمام الدولي المتجدد ببلدنا، وعلى رأسه مبادرة الرئيس ماكرون والزيارات التي قام بها عدد من المسؤولين الدوليين والعرب، يمثّل فرصة قد تكون أخيرة ولا يمكن تفويتها لإعادة بناء عاصمتنا الحبيبة بيروت، وتحقيق سلسلة إصلاحات يطالب بها اللبنانيون ونحاول تنفيذها منذ سنوات عديدة، ولفكّ العزلة الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، بموارد خارجية تسمح بوقف الانهيار المخيف في مرحلة أولى ثم الانتقال تدريجيا إلى إعادة النمو في مرحلة ثانية".
اضاف "ومع شكري الجزيل لكل من طرح اسمي مرشحا لتشكيل حكومة تتولى هذه المهمة الوطنية النبيلة والصعبة في آن معا، إلا أنني لاحظت كما سائر اللبنانيين أن بعض القوى السياسية ما زال في حال من الإنكار الشديد لواقع لبنان واللبنانيين، ويرى في ذلك مجرد فرصة جديدة للابتزاز على قاعدة أن هدفه الوحيد التمسك بمكاسب سلطوية واهية أو حتى تحقيق أحلام شخصية مفترضة في سلطة لاحقة. وهو مع الأسف ابتزاز يتخطى شركاءه السياسيين، ليصبح ابتزازاً للبلد ولفرصة الاهتمام الدولي المتجدد ولمعيشة اللبنانيين وكراماتهم.
وبناء عليه، وانطلاقا من قناعتي الراسخة أن الأهم في هذه المرحلة الحفاظ على فرصة لبنان واللبنانيين لإعادة بناء عاصمتهم وتحقيق الإصلاحات المعروفة والتي تأخرت كثيراً وفتح المجال أمام انخراط الأصدقاء في المجتمع الدولي في المساعدة على مواجهة الأزمة ثم الاستثمار في عودة النمو، فإني أعلن أنني غير مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة وأتمنى من الجميع سحب اسمي من التداول في هذا الصدد".
وشدد على "ان المدخل الوحيد هو احترام رئيس الجمهورية للدستور ودعوته فورا لاستشارات نيابية ملزمة عملا بالمادة 53 والإقلاع نهائيا عن بدعة التأليف قبل التكليف".
وختم الحريري "بالطبع، فإنني مع كتلة المستقبل النيابية، وفي الاستشارات النيابية التي يفرضها الدستور دون إبطاء، وينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر، سنسمّي من نرى فيه الكفاءة والقدرة على تولّي تشكيل حكومة تضمن نجاح هذه الفرصة الوحيدة والأخيرة أمام بلدنا، كما سنراهن أن تكون هذه الحكومة قادرة شكلا ومضمونا على القيام بهذه المهمة، لنتعاون معها في المجلس النيابي لتحقيق إعادة إعمار بيروت وتنفيذ الإصلاحات اللازمة وفتح المجال أمام أصدقائنا في المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب لبنان إنسانيا واقتصاديا وماليا واستثماريا".