#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من يراقب حركة المشاورات التي تمشي كالسلحفاةِ لتشكيل حكومةٍ جديدةٍ يتأكد ان الامور للوصول الى الانقاذ بعيدةٌ وشاقةٌ وصعبةٌ. حتى الان وبعد اسبوعين واكثر على استقالة حكومة حسان دياب لا موعد معلناً او مرجحاً للمشاورات والاستشارات في قصر بعبدا لان الامور كما تبدو لم ترسُ على اسم لترؤس الحكومة.
الاكيد ان ثمة موانعَ خارجيةً ومعروفةً تعرقلُ وصول سعد الحريري لرئاسة الحكومة رغم الحركة الفرنسية وطلب الرئيس ماكرون شخصياً..
***
وعليه يمكن القول ان سعد الحريري بات بحكمِ المؤجل حتى لا نقول الملغى عن رئاسة الحكومة رغم القبول الشيعي الداخلي والذي يقابله في الوقت عينه فيتو من وليد جنبلاط وسمير جعجع على اسمه.
فكيف يمكن لسعد الحريري ان يشكل حكومة رغماً عن الارادة العربية، وعن ارادة مكوّنات اساسية في البلاد بمن فيها التيار الوطني الحر ايضا، ولا رضى عليه الا من الثنائي الشيعي والفرنسيين؟
وكيف يمكن له ان يُشكلَ حكومةً تأتي بمساعداتٍ وقروضٍ ومنحٍ والاسباب التي منعت ذلك داخلياً وخارجياً هي نفسها؟
***
وفي المقابل:
الاسماء الاخرى على قلّتِها تبدو وكأنها قد تصطدمُ بعقبةِ الخيبةِ السنية الداخلية وخصوصا بعد صدور قرار المحكمة الدولية ... فمن سيتجرأ على ترؤسِ حكومةٍ؟
فعليه، تبدو الامور مقفلةً الى ما بعد الانتخابات الاميركية وربما الانتخابات السورية والانتخابات الايرانية...
***
عملياً نحن امام عامٍ خطيرٍ وصعبٍ حتى لا نقولَ كارثياً...
المصرف المركزي سيوقف الدعم بسبب نفاد احتياطيه من الدولار بعد اسابيع، وعمليا:
ارتفاعٌ جنونيٌ في اسعار المحروقات والخبز والطحين وكل السلع المدعومة من مصرف لبنان .
باستثناء الاموال التي سترد مباشرة الى الجمعيات غير الحكومية عبر الامم المتحدة للاغاثة بعد انفجار بيروت اضافة الى بعض اموال الاغتراب للمساعدة واموال بعض شركات التأمين، فليس في الافقِ ما يوحي الى ورود اموالٍ بالعملةِ الصعبةِ الى لبنان.
صندوق النقدِ بحاجةٍ الى خطةِ اصلاحات مع الحكومة الجديدة.
الكهرباء تستنفد اكثر من الدولة من الاحتياطي ... المؤسسات زادت انهياراً بعد 4 آب، الخسائرُ بالملياراتِ، بيوتٌ مهدمةٌ، عائلاتٌ مشردةٌ ، مدارسُ مقفلةٌ، البطالةُ تفوقُ المليون شخص. اكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خطِ الفقرِ... كورونا زادت في الطين بلّةً. حصارٌ في السياسة على لبنان لن يفكه بالطبع حجمٌ ضئيلٌ من المساعداتِ نتيجةُ زلزال بيروت.
***
ماذا بعد؟
قبل ولادةِ الحكومةِ لا أملَ بأي قرشٍ لبلدٍ يحتاجُ الى ثلاثين مليار دولار "كتقليعةٍ" ... هذا اذا كانت الحكومة تُرضي المجتمع الدولي...
كل ما ورد يؤكد حتميةَ المطالبةِ بمشروعٍ لبناني دولي على طريقةِ خطة مارشال بعد الحرب... صندوقٌ سياديٌ عالمي لانقاذ لبنان... فمن سيهبُ للنجدة ولماذا؟ طالما ان لا اصلاحاتٍ على الاطلاقِ وما زالتْ السلطةُ تتسلى بمصائبِ الناسِ وتتناتش ارزاقهم وجنى عمرهم..
وفي الانتظار، الخوفُ كل الخوف من تفلتِ الامن على طريقة ما حصل في الكورة ولالفِ سببٍ وسبب. وتفلتُ الامنِ ليس بحاجةٍ لكثيرٍ من الصواعق، يكفي صاعق دخول طرفٍ على الارض لاكثر من جهة لتفجير الوضع.. ولعلّ الصاعقَ الاكبرَ هو الجوعُ والفقرُ الذي قد يوصلُ الى حربٍ اهليةٍ. فهل من يسمعُ؟