#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
اللبنانيون بأجمعهم ليس بمقدورهم القفزُ فوق محطاتٍ واستحقاقاتٍ وملفاتٍ باتت تعيشُ معهم سواءٌ في منازلهم أو في مكاتبهم أو حتى في ايام عملهم أو عطلاتهم :
ومن هذه المحطات والإستحقاقات والتواريخ :
17 تشرين الأول 2019
21 شباط 2020
4 آب 2020
18 آب 2020
***
يستحيلُ القفزُ فوق هذه التواريخ لأن القفزَ فوقها يجعل اللبناني في حال انعدام الوزن :
في 17 تشرين الأول 2019 اندلعت الإنتفاضة ، وعلى رغم كل محاولاتِ قمع هذه الإنتفاضة فإنها مازالت قائمةً بشكلٍ أو بآخر ، صحيحٌ ان الإنتفاضةَ تتبدَّلُ في الشكلِ بين حينٍ وآخر ، لكنها مازالت قائمةً .
والدليلُ الأبرز على حيويتها أن جميع الموفدين الغربيين الذين يأتون إلى لبنان ، كانوا يطالبون السلطاتِ اللبنانية بالإستماعِ إلى وجهةِ نظر الإنتفاضة ، كما كان الموفدون يجتمعون بدورهم مع قادة الإنتفاضة ، هكذا فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وهذا ما فعله وكيل وزارةِ الخارجية الأميركي السفير دايفيد هيل ...
وما سيفعله الرئيس ماكرون ثانيةً حين يعودُ إلى لبنان في الأول من الشهر المقبل ، وربما هذا ما سيفعله الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر الذي يصل أواخر هذا الشهر إلى لبنان ايضاً .
هذا هو المُعطى الأول : لا إمكانيةَ للقفز فوق الإنتفاضة .
***
المُعطى الثاني الذي لا يمكن القفزُ فوقه أيضاً ، هو تاريخ 21 شباط ، وهو تاريخ بدء إصابات كورونا ... الخطورةُ في الموضوع ان الإصابات منذ ذلك التاريخ كانت تعدُ يومياً على عدد أصابع اليد الواحدة . اليوم باتت الإصاباتُ اليومية نحو 500 إصابة .
***
المُعطى الثالث ، والأخطر هو 4 آب 2020 ، هذا التاريخ هو تاريخ الزلزال الذي ضرب المرفأ ونصف العاصمة تقريباً :
الخطورةُ في هذا الملف أنه إذا انشغلت الدولُ الداعمة بملفاتها او بملفاتٍ أخرى، فهذا يعني أن على لبنان أن يُقلِع شوكهُ بيديه ... ولكن كيف سيتمكن لبنان من أن يُقلع شوكه بيديه ؟ والكلفةُ تصل إلى نحو اربعين مليار دولار .
لقد تعلمنا في لبنان أن وعودَ بعض المساعدات تبدأ كبيرةً ثم تصغرُ تدريجاً، فإذا حصل هذا الأمر هذه المرة ، فعندها " على لبنان السلام " فهذا البلدُ بحاجةً فوريةً إلى أربعين مليار دولار لخمسين الف عائلة لأعادة بناء منازلها المدمرة أو المتضررة ... كما البلدُ بحاجةٍ إلى إعادة بناء المرفأ .
لا عودة إلى الوضع الطبيعي من دون إعادةِ إعمار الأشرفية والجميزة ومار مخايل وبرج حمود والمرفأ. ،
وكذلك لا إمكانية لإعادةِ الإعمار في ظل غياب الأموال والمساعدات ! مَن يحلُ هذه المعضلة ؟
***
اما صدور الحكم عن المحكمة الدولية بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، فهو اثباتُ ما كان يعرفه الجميع.
وتعود بنا الذاكرة الى الصحافي الكبير بوب وودوارد في الواشنطن بوست بعد فضحه لعملية ووترغيت، واستطراداً استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون.
لقد سُئل حينذاك بوب وودوارد: كيف عملتَ على هذه القضيةِ؟
فاجاب: ثبتُّ ما يعرفهُ الشعبُ الاميركي.