#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من فضلكم، أوقفوا اللفّ والدوران.
بفسادكم أفلسْتم البلدَ، ودمَّرتم بيروت وقتلتم خيرةَ الشبابِ والصبايا، وقضيتم على 30 الف شقةٍ سكنيةٍ بالكامل، فماذا تريدون بعد؟
"هَشَّلتم" كل الذين جاؤوا لمساعدتنا. حتى صندوق النقد الدولي أصابهُ "القرفُ" من مناوراتكم وأوقف المفاوضات، فإلى أي جحيمٍ تأخذون البلد؟
لا أحد من الشعبِ يقبل ان تجرّبوا المجرَّب.
الثقة بكم مفقودةٌ. وأي حكومةٍ من قماشة الطاقم الفاسد ستكرِّس انعزال لبنان وانهياره إلى حيث لا قيامةَ!
***
من أي نوعٍ أنتم؟
فوق مئات الجثامين وآلاف المتألمين، ومئات آلاف المشرَّدين،
وفي جحيم الإفلاس يبدو انكم نسيتم انكم أفلستم الدولة اللبنانية من فجور فسادكم، ومن ثم اتتنا "الكورونا"، تشعلون سيجارةَ نيرون وتتجادلون بترفٍ: لمَن رئاسةُ الحكومة؟
إلى هذه الدرجة "نفْسُكم قَطّيعة"؟
***
كونوا على ثقة،ان أيَّ حكومةٍ للطاقم الفاسد سيقاطعها كل العالم. خذوا العبرةَ من المساعدات الإنسانية، بعد الانفجار. السفراء والديبلوماسيون والموفدون نزلوا إلى الأرض لتوزيعها مباشرة لأن الثقةَ بكم مفقودةٌ!
هل من إدانةٍ لكم أكبر؟ وهل مِن إشارةٍ أوضحُ إلى رفض التعاطي معكم؟
***
شكراً لكل مَن ساهم ويُساهم في تضميد جرحٍ لمواطن.
وكلنا أمل أن تتشكّل الحكومةُ المنشودةُ فتسلك المساعدات طريقها، بالتوازن، داخل المؤسسات، فلا تصاب جمعيةٌ أو هيئةٌ إنسانية بالتخمة على حساب أخرى، وهذا ما يحصلُ.
الدعم الدولي والعربي الحقيقي لن يأتي إلا للحكومةِ النظيفة… وإلا فبالكاد "كراتين إعاشة".
***
خسائر ضربة المرفأ قاربت 15 مليار دولار. ورغم استنفار ماكرون حصلنا على 325 مليوناً. وهذا لا يكفي للزجاج والألمنيوم!
إذاً، لا مساعداتٍ حتى لإعمار المرفأ وبيروت، فكيف، إذاً، حال المساعدات المنتظرة منذ أشهرٍ للخروج من الأزمة المالية والاقتصادية، وهي تفوق الــ 40 ملياراً؟
وإذا كان أقصى طموحاتنا الحصول على 20 ملياراً من صندوق النقد و"سيدر"، فمن أين سنأتي بعشراتِ المليارات الباقية؟
***
المناوراتُ القديمةُ الجديدةُ لن تنقذَكم.
بعد الإفلاسِ، أتيتم بحكومةٍ اكاديميةٍ لا تستوعبُ،وليس لها معرفةٌ اطلاقاً بادارةِ الافلاس.
واليوم تحاولون الرجوع الى ما قبل 17 تشرين،وتمرير تركيبة افلاس البلد.
يكفي التحقيق الهزيلُ في الانفجار: قراراتٍ وإجراءاتٍ شكليةً، وعملية تمييع تدور بين الوزراء والإداريين والأمنيين والقضاة. وكل ذلك منعاً لتظهير الحقيقة… الساطعةِ كعينِ الشمس!
***
انتهت مسرحيةُ "فسادِ الفاسدين".
العالم يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا، ويدرك خفايانا مهما حاولنا إخفاءها.
اليوم يأتينا ديفيد هيل، وسيشترط الإصلاح مجدداً والحكومة الحيادية والتركيبة النظيفة.
وبعد أيامٍ، سيأتي ديفيد شينكر ليؤكدُ المؤكد. وعندما يزورنا ماكرون مطلع أيلول سيكون قد نسّق خطواته مع الأميركيين، وكل العالم المحبِّ لانقاذ لبنان المفلسُ من الطبقة التي مللنا منها ومن فسادها.
عبثاً تحاولون استباقَ زيارة الضيف الفرنسي بحكومةِ أمرٍ واقعٍ.
***
هل الشعب بعد هذه الضربة القاضية يصدّق ان بعض "الفلول"يفضلون الفوضى على تشكيل حكومةٍ حياديةٍ نظيفةٍ.
وكلنا ثقة في أن الشعب اللبناني عنيدٌ، وأن أصدقاء لبنان وأشقاءه لن يتركوه.
وستحكم الأيامُ الآتيةُ أيَ مسارٍ سيُكتبُ لنا: الفوضى الكاملةُ أو الانتصارُ؟
يبدو أنها مسألةُ أسابيعَ قليلةٍ. فعسى خيراً.