#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إكرامُ الميتِ دفنهُ .... بالمعنى السياسي واجبٌ،
في الأصلِ جئتم وزيراً للتربية في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ويُنقَل عن دولته أنه من الأمور التي يندمُ عليها هي تسميتكم وزيراً للتربية، ولم يكن من إنجازاتكم سوى مجلَّدين عن وجودكم في وزارة التربية .
أمس رحلتِ الحكومةُ بعدما تسببتم بإهمالكم في تحويل مرفأ بيروت إلى ركامٍ، وكذلك جزءٌ من العاصمة بيروت .
وكرةُ الثلج ستكبرُ وتتكاثر وتنحدر على كل رؤوسِ الفسادِ والهندساتِ، فرداً فردأ، حساباً حساباً، ان كان في سويسرا او في زوريخ ، او في باناما او في جزر العذراء البريطانية، عبر حساباتٍ باسماءٍ وهميةٍ على زمن الذي اودى بنا الى الافلاس.
رحلتِ الحكومةُ هذا هو لسان حالِ الناس، لكن مَن يُزيلُ آثارها الركامية على البلدِ ؟
المهم أن مسحةَ تفاؤل بدأت تلوح في الافق،ولو للأسف الشديدِ والقاهر والمؤلم ان يأتي هذا التفاؤل بكلفةٍ عاليةٍ جداً جداً جداً ...
***
التفاؤلُ ان دولًا عدة ابدت تعاطفاً هائلاً مع الشعب اللبناني وليس مع السلطةِ اللبنانية ...
التفاؤل ان الدول المعنية تُراقب عن كثبٍ وجهةَ المساعدات .
التفاؤلُ ان مشروع مارشال قد يوضَع لأعادةِ إعمار ما تهدم ولكن الأموال ستكون بأيادٍ أمينةٍ، ولن يصل إلى لبنان إلا أرقامٌ وأكلافٌ لأي مشروع ، يعني :
1- ودِّعوا التلزيماتِ بالتراضي .
2- ودِّعوا متعهد الجمهورية، وقد اصبحا متعهدين، بعد دخولِ ثانٍ محسوبٍ على " سلطةِ الظل "
3- ودِّعوا الصناديق والمجالس .
4- لا بل إستعدوا لمعرفةِ أحجامِ الأموال المختلسة بعدما أصبحت كل المعطيات موجودةً لدى الدول التي سترعى اعادة الإعمار، وكأنها تقول للناهبين :
نهبتمُ أموالَ الإعمار الأولِ فتفضَّلوا بتحملِ جزءٍ من كلفةِ الإعمارِ الثاني من الأموال التي نهبتموها !
***
من بابِ الشفافية،
ولأن الدولةَ اللبنانية قاصرةٌ ومقصّرةٌ، وليس بوسعها محاسبةُ نفسها،وبالتالي تعقبُ الأموال المنهموبةِ، المعروفةُ وجوه اشخاصها.
ولأنه تم تدويلُ الأزمةِ السياسيةِ، لا بد من تدويلِ الوضعِ المالي ، بهذا المعنى فإننا كشعبٍ لبناني لن نتخلى عن هذا المطلب أياً تكن العراقيلُ والمطباتِ ،
وبدأت حملةُ تواقيعَ على اوسعِ نطاقٍ من لبنانيين مقيمين ومغتربين تُطالب الدول الداعمة بتشكيل لجنةِ تحقيقٍ تفتشُ عن الأموال المنهوبة، وتكون هذه الأموالُ جزءاً من أموالِ الصندوق الذي سيتم تأسيسهُ لأعادة الإعمار .
***
نقولها بالفمِ الملآن:
كل قرشٍ منهوبٍ سيتمُ استردادهُ ... تعبُ الناسِ لن يذهبَ هدراً ، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى ...
منذ ستةِ أشهرٍ كتبنا وقلنا لكم :
حكومتكم ساقطةٌ من اليوم الأول، فعبثاً تأخذون فترة سماح، اصريتم وأمعنتم في الفشلِ والعجز والفراغ والتلاهي، إلى أن تأكدتم انه كان يجب ان تستقيلوا منذ الشهر الاول، لكنكم بقيتم وكان بقاؤكم مكلفاً جداً جداً .
***
نجح رهاننا ، استقلتمْ ... نريدُ وقتاً للملمةِ جراحنا وخرابِ بيوتنا منتظرين ان تبدأ الرحلةُ الطويلةُ الشائكةُ مع المخلصين لنخرجَ من هذا الكابوس.