#الثائر
ونحن حاضرون من اجل المساهمة في إعادة الاعمار وجميعنا في حالة تأهب من اجل تقديم العون
---
الرئيس عون: لبنان يتطلع الى مساعدة دول الاتحاد في إعادة الاعمار
لا سيما في ما خص الأمكنة الأكثر تضررا وعلى وجه الخصوص المنازل المدمرة
---
الملك فيليب: ندرك الكرامة الجمّة التي يتمتع بها الشعب اللبناني وقدرته على النهوض مجددا
ونؤكد لكم اننا الى جانبكم داعمين اياكم من اجل إعادة بناء مستقبل سلام وازدهار
---
اكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي السيد شارل ميشال ان لبنان ليس وحيدا على الاطلاق في ظل الفاجعة التي المت به نتيجة الانفجار المريع الذي هز العاصمة بيروت، فكافة دول الاتحاد الأوروبي وشعوبها هي الى جانب لبنان وشعبه، مشيرا الى ان أوروبا تجد في ذلك واجبا ملقى على عاتقها تجاه الشعب اللبناني. اضاف: "من الطبيعي ان نبادر الى تقديم المساعدة وقد اسرعنا بتخصيص 33 مليون يورو بشكل اولي لمساعدة لبنان، ونحن حاضرون من اجل المساهمة في إعادة الاعمار. وجميعنا في حالة تأهب من اجل تقديم العون."
كلام السيد ميشال جاء في خلال اللقاء الذي عقده مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي استقبله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا.
ورد الرئيس عون مرحبا بالسيد ميشال والوفد المرافق، متمنيا لو ان زيارته للبنان جرت في ظروف افضل. وقال: "ان الشعب اللبناني اليوم يعيش ظروفا اليمة، ونحن شاكرون لكم وللاتحاد الأوروبي وقوفكم الى جانب لبنان وشعبه، اضافة الى تقديمكم على وجه السرعة كافة اشكال المساعدات الإنسانية تأكيدا على عمق الروابط التي تجمع لبنان الى دول الاتحاد وشعوبه"، مشيرا الى ان لبنان يتطلع الى مساعدة دول الاتحاد في إعادة الاعمار، لا سيما في ما خص الأمكنة الأكثر تضررا وعلى وجه الخصوص منازل العائلات التي فقدته نتيجة الانفجار، كاشفا ان ذلك يشكّل أولوية بالنسبة الى إعادة اعمار بيروت.
تصريح ميشال
وبعد اللقاء، تحدث ميشال الى الصحافيين فقال: "لقد تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية، وكانت مناسبة تقدمت في خلاها الى فخامته بأحر تعازي المجموعة الأوروبية ، الى جانب دعمها الكامل للشعب اللبناني. نحن في حالة ذهول قصوى امام هول الفاجعة التي المت بلبنان. وقد شاهدت الصور الأليمة التي بثتها مختلف وسائل الاعلام، لكن مشاهداتي بأم العين لما جرى يُظهر مدى حجم هذه المأساة التي ضربت بشكل مباشر عددا كبيرا من العائلات. وتتوجه افكاري أولا الى السيدات والسادة والأطفال الذين هم ضحيتها، لا سيما منهم أولئك الذين فقدوا اما او أبا، والعائلات التي فقدت أبنة او ابنا، إضافة الى العديد ممن بات اليوم من دون مأوى."
أضاف: "ان الرسالة الأهم التي اود نقلها الى اللبنانيات واللبنانيين في هذه اللحظة، هي انكم لستم وحيدين. ان الاتحاد الأوروبي الى جانبكم، ليس من خلال التصاريح والكلمات فحسب، انما من خلال الأفعال. ومن هنا فانه في الساعات التي تلت مباشرة هذه المأساة، عمدنا الى تعبئة فرق أوروبية عدة متخصصة لتقديم كافة أنواع الدعم الى اللبنانيين. كما اني بادرت الى اجراء العديد من الاتصالات منذ مساء امس تحضيرا لهذه الزيارة اليوم الى بيروت لا سيما مع عدد كبير من القادة الأوروبيين. ولقد اجمعوا على تصميمهم الحازم لمساعدة لبنان لا على المدى القصير فحسب، لمواجهة طوارئ هذه الازمة، انما ايضا على المدى البعيد من اجل إعادة اعمار ما تهدم وإعادة بناء البنى التحتية."
وقال: "اننا نعرف بأن لبنان كان يواجه، قبل هذه الفاجعة، تحديات جسيمة، لا سيما الأعباء الناجمة عن إيواء العدد الكبير من النازحين السوريين. واننا ندرك حجم الصعاب التي يعانيها لبنان جراء هذا الامر. ولأجل ذلك كان الدعم الأوروبي للبنان في مواجته كافىة هذه الأعباء، إضافة الى مواجهته ازمة سياسية واقتصادية ،وأزمة كورونا التي تعصف بالعالم بأسره وهي لا تستثني لبنان."
وختم بالقول: "تطرقنا كذلك خلال اللقاء الى الإصلاحات الواجب اتخاذها لدعم الحوكمة في لبنان وإصلاح القطاع المصرفي ومكافحة الفساد من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة، وهي كلها تأتي في سياق تدابير من الواجب اتخاذها. كما انها مهمة بالنظر الى الحوار الجاري مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. وانا لن اتخلف، بعد عودتي الى بروكسيل عن حث زملائي في المجموعة الأوروبية للعمل معا من اجل البقاء ملتزمين في شراكة متينة وفاعلة مع لبنان. كما سألتقي لهذه الغاية مديرة صندوق النقد الدولي التي بإمكانها ان تساهم في الدعم الاقتصادي للبنان. ويبقى ان وجودي هنا اليوم، ولا سيما في المكان الذي وقع فيه الانفجار، يدعوني الى التوجه بفكري الى جميع أصدقائي اللبنانيين في بيروت الذين تضرروا مباشرة. انني آت من بلد، كما تعرفون، هو بلجيكا التي لديها جالية لبنانية ومن المتحدرين من اصل لبناني فاعلة ونشطة. وانا اعرف كم ان لبنان يعاني اليوم جسديا، وكم تعاني بيروت في قلبها وجسدها. وها اني هنا لأكرر لاصدقائي اللبنانيين واللبنانيات ان الاتحاد الأوروبي هو الى جانبكم."
وكان ضم اللقاء عن الجانب الأوروبي: سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان السفير رالف طراف، ومستشارة السياسة الخارجية في الاتحاد السيدة مريم فان دن هوفل Maryem Van den Heuvel، والمستشارتان السيدتان لويزا بارا Luiza Baraوياسمينا اميريYasmina Amire .
وحضر عن الجانب اللبناني: وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه، ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.
برقية تعزية
الى ذلك، تلقى الرئيس عون برقية تعزية من ملك بلجيكا فيليب، جاء فيها: "لقد صعقت بنبأ الانفجار الهائل الذي أدى الى تدمير مرفأ بيروت ومعظم الاحياء المجاورة. وتنضم الي الملكة وجميع أبناء العائلة المالكة لنتقدم منكم، ومن خلالكم الى الشعب اللبناني، بأحر التعازي."
أضاف: "اننا نفكر بشكل خاص بعائلات الضحايا، كما بذوي الجرحى والمصابين، إضافة الى الى الذين دُمرت منازلهم. اليهم جميعا نرفع الدعاء لكي يحافظوا على شجاعتهم وقوتهم لتجاوز هذه المأساوة المريعة."
وختم بالقول: "ان الشعب البلجيكي يقف الى جانب الشعب اللبناني. ونحن مدركون الكرامة الجمّة التي يتمتع بها الشعب اللبناني وقدرته على النهوض مجددا على الدوام. وإننا نؤكد لكم اننا الى جانبكم، داعمين اياكم من اجل إعادة بناء مستقبل سلام وازدهار."