#الثائر
ودع حزب "الكتائب اللبنانية" وعائلة الفقيدة المسؤولة السابقة في الحزب جوسلين خويري ، بالصلاة عن روحها، في كنيسة مار سمعان العمودي في بلدة غوسطا في قضاء كسروان. وترأس المراسم راعي أبرشية جونية المارونية المطرن نبيل العنداري موفدا من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عاونه لفيف من الأساقفة والكهنة.
وشارك في القداس ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب روجيه عازار، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، النواب: نديم الجميل، إلياس حنكش، شوقي الدكاش، الوزيران السابقان: ريشار قيوميجيان وإدمون رزق، رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ممثلا بالنائب بيار بو عاصي، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ممثلا بالوزيرة السابقة ندى البستاني، نائب رئيس "الكتائب" الوزير السابق سليم الصايغ، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، الأمين العام "للكتائب" نزار نجاريان، الدكتور فؤاد ابو ناضر، أعضاء المكتب السياسي الكتائبي والمجلس المركزي، رئيس الرهبنة اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، النائب البطريركي العام على نيابة صربا بولس روحانا، القاضي جان فهد، الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني وحشد من الكتائبيين والأصدقاء.
وتلا الرقيم البطريركي الأب يوحنا مارون قويق، فقال: "بكثير من الألم والأسى، نودع معا العزيزة جوسلين، التي بعد صراع مع المرض أسلمت الروح"، مشيرا إلى أنها "ابنة بيت مؤمن وأسرة كريمة، تربت على الإيمان بالله والقيم الإنسانية ومحبة الوطن، وانضوت تحت لواء حزب الكتائب، وكانت من المناضلين المقاومين في الحرب اللبنانية".
أضاف: "لقد اختبرت يد الله وحماية العذراء، فكان التحول الجذري في حياتها، وأسست جمعية اللبنانية امرأة 31 أيار"، لافتا إلى أنها "راحت تلتزم بمختلف النشاطات الاجتماعية والكنسية، فأسست مركز يوحنا بولس الثاني للخدمة الثقافية والاجتماعية، والمركز الحبري لحوار الأديان في لبنان، وكانت عضوا فاعلا في أنت أخي".
وتابع: "نحن ندرك أن الخسارة كبيرة على كل صعيد، لكن عزاءنا في أن جوسلين هدية ثمينة للسماء وشعلة الإيمان بالله ومحبة الوطن، تواصل التوهج في بيتها الوالدي".
وختم "إكراما لدفنها وإعرابا عن عواطفنا الأبوية، نوفد المطران أنطوان نبيل العنداري ليرأس باسمنا الصلاة لراحة نفسها وينقل تعازينا الحارة".
الجميل
وألقى الجميل كلمة باسم حزب "الكتائب"، فقال: "بحزن كبير وألم عميق في غوسطا، نودع عزيزتنا جوسلين، المناضلة الفاضلة المكرسة الاستثنائية عملا لا قولا، من أجل الله والوطن والعائلة" مشددا على أن "جوسلين تميزت في ميادين عدة، وناضلت حتى الرمق الأخير، في سبيل لبنان وخدمة الإنسان".
أضاف: "في العائلة، نشأت في بيئة وعائلة مسيحية مؤمنة ومناضلة، وتربت هي وأشقاؤها وشقيقتها على حب الله والوطن، ونذرت حياتها لتجسيد القيم، وأصبح لبنان بأسره عائلتها، تنشر فيه المحبة والخبرة الروحية".
وتابع: "في الوطن، انتاب جوسلين خويري الشعور بالواجب، فهبت للدفاع عن الوطن، وانخرطت في صفوف القوى النظامية في الكتائب، وتميزت بحس القيادة والتنظيم، وأسست شعورا منها بقدرات المرأة، فرقة القوى النظامية، التي تميزت بأعمال خارقة، وحس إنساني".
وإذ استذكر "محطة هامة من مسيرتها النضالية"، قال: "أذكر في شكا كيف أتت على رأس فرقة من النظاميات، للمساعدة في المعركة، فطلبت منها أعمال الأمن الداخلي، وغضبت وقالت: أتيت إلى هنا من أجل الدفاع عن البلدة، وليس من أجل الحراسة، أو القيام بعمل الشرطة، وقاتلت في الصفوف الأمامية فلا تخاف من المخاطر ولا تعمل حسابا للتهديدات، وطلبت منها الحضور إلى أخطر المعارك، أي موقع كارلوس، وكانت المؤتمنة على الموقع بقوة وشجاعة حتى الانتصار الأخير".
ولفت إلى أن "بيار الجميل أسس مدرسة أخلاق وتضحية، فسارت جوسلين على خطاه من دون تردد ولا ملل، كما كان همها مساعدة الجرحى وأهل الشهداء، وكرست نفسها لمساعدة المعوقين، وحملت شهادة الدم، كما رسالة الكلمة والآلام، وكانت المناضلة الوطنية والإنسانة المؤمنة".
وقال: "عندما استراح المحارب، عادت جوسلين خويري إلى حبها الأول، أي الله، الذي لم يفارقها يوما، وكان شربل إلى جانبها حتى الرمق الأخير".
وتوجه إلى الراحلة: "يا جوسلين ستبقين القدوة والمثال ومحفورة في القلب والوجدان ورمز العطاء والفداء، وأملنا أن تكون تضحياتك، وكل ما قدمت للبنان الملهم من أجل إنقاذنا من المحنة والإيحاء من أجل توحيد القوى وجمع الهمم، لإنقاذ لبنان المعذب".
وختم "روح جوسلين ستواكبنا في عملنا، ونأمل أن تكون عبرة من أجل عزة لبنان وإنقاذ الإنسان".
أبو ناضر
من جهته، قال أبو ناضر: "في أواخر ال80 وال90 عندما كنت ألتقي بجوسلين، كانت تخبرني عن نشاطاتها في إيطاليا، وكانت فخورة جدا، ومرت الأيام، ومنذ سنة ونصف السنة، في محاضرة في البرلمان الإيطالي، تحدثوا لساعتين عن جوسلين وأنا متفاجئ".
أضاف: "لقد اعتبروا جوسلين نورا هداهم وأعطاهم مادة نضالية، للاطلالة على الإيطاليين، وأخبروني عن تأثيرها، وتأثرت كيف أن المرأة هذه، قامت بتأثير كهذا في إيطاليا، كما تركت أثرا بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وكم عملت لترسيخ المصالحة من خلال المصارحة".
وختم: "في آخر مرحلة عشتها يا جوسلين، رأينا إرثك إرث المحبة والشجاعة والابتسامة لم تفارق وجهك، والقضية التي ناضلت من أجلها، مقدسة وتستحق أن نعطيها الأغلى لدينا".
الأخت أنياس
وقالت الأخت أنياس مريم الصليب من راهبات الكرمل ومن جمعية "ابن الإنسان" في لبنان: "من الصعب علي أن أفتتح الكلمات، لأنني لست أهلا للمهمة، وحسب طلب العائلة واللبنانية 31 أيار، أردت أن أعرفكم على وجه جوسلين الروحي"، مشيرة إلى أن "جوسلين بدأت بالجهاد الأصغر وانتهت بالجهاد الأكبر، فقبل دخولها المستشفى، زرتها وقالت لي: إنه من الصعب علي ألا أكمل نشاطاتي، فأبلغتها بأن الرب يدعوها لعيش توق نفسي نحو الحبيب".
أضافت: "منذ البدء تقول إنها كانت مدعوة للتكرس، ولكن الرهبانية قالت لها إن رسالتها خارجية"، لافتة إلى أننا "طلبنا من راهبات الكرمل المحصنات، أن تسجى جوسلين لديها، فقبلت برحابة صدر، ولأول مرة فتحت أبواب كنيسة الوحدة في حاريصا لجثمان جوسلين، حيث كانت مثل العروس، وهيبة الله على وجهها".
وتابعت: "لقد خرج الجمع أثناء نقل الجثمان، وقبل وصول الراهبات، تشاورن لأن جوسلين كانت ستكون راهبة لديهن، ونريد ان نعدها من عديد راهباتنا، وأخذن الأسكيم الأسود الذي يعني التكرس التام ليسوع المسيح، وأعطين إياه لجوسلين عربونا لتكرسها التام والسري ليسوع، وقلن إن جوسلين عضو سري في الرهبنة الكرملية كمنذورة أبدية".
وختمت "إرثك باق والآن بدأت رسالتك، لأن في الأبدية لا شيء يموت".
بشعلاني
وألقت ثريا بشعلاني كلمة جمعية "اللبنانية امرأة 31 أيار"، التي قالت: "إن الجمعية عهد مؤبد ليس لدربنا أن تفارق دربك، ولست بعد اليوم، ها هنا، بل في أحضان الآب أنت، يضيق الوقت في يوم وداعها، والأمانة من المسيح ومريم حملناها مع جوسلين، ونبقى وتأتي أيام ونعود بها إليكم".
وختمت: "يصعب اختزال 40 سنة بكلمة، وهي مكللة بالمجد عند الآب، وأنت امرأة مريمية لبنانية، وكانت كرامة المرأة عنوان عملك وعلمك، مريمية أنت، ما رأيت مثالا تتشبهين به إلا مريم، وما خاطبت مسيحيا ومسلما إلا ومعك مريم، لبنانية للبنان الواحد والموحد، وما سلكت درب المقاومة، إلا حبا ودفاعا عن لبنان وكل أبنائه، ومسيرتك فداء وتضحية ومحبة".
أسطفان
وألقى الأديب أنطوان أسطفان كلمة باسم أهالي غوسطا، فقال: "أيقونة غوسطا العلية جوسلين، أرزة على جبل، ونجمة للأمل، ورفعة للجبين، وحمامة في منقارها زنبقة من صوان، وبين جناحيها بندقية من عنفوان، وفي هديلها نغمات النشيد الرنان، وفي قلبها نذر لزهرة الأوطان".
أضاف: "كنت يا جوسلين زينة المقاتلات، ومشعل الساحات، وبطلة في المهمات، وسيفا يقطر الأرجوان، وتتعلقين وتعلقين وتجابهين وتصمدين مهما تكابر العدوان".
وتوجه إلى الراحلة بالقول: "لبنان لا ينساك والتاريخ لا ينساك وماضيك لا يمضي، يا جوهرة في ثنايا القضية، وهبت شبابك للوطن".
أضاف: "اليوم يا جوسلين لبنانك غير لبنانهم، وبئس من حطم مرآة الشرق وأذل العنفوان، ومن شوه الرسالة وهشم وجه الإنسان، وجعله في الأرض ناهبا، ومن سرق وأثرى على حساب شبابنا، باسمك أقول لهم: الأرض حيث المفسدون جهنم، وحيث الأنقياء سماء، يا نقية في السماء، طوبى لك يا مجاهدة في حقلي الدين والوطن، والملتزمة برسالة يسوع، وكأني به يقول رب مأتم بين الناس، هو عرس عندي بين الملائكة".
وختم: "باسم غوسطا وباسم شهدائها الكتائبيين الأبرار، نودعك على رجاء القيامة، أنت الغافية في نور الله، وأقول إن القيامة عندنا حقيقة، وسيدحرج الحجر، وعلى صخرة إيماننا وبدماء شهدائنا، سيقوم لبنان والشر يتكسر".
خويري
وألقى شقيق الراحلة سامي خويري كلمة مقتضبة باسم العائلة، فقال: "إن سرا واحدا مكلفا أن اقوله، وهو وراء نجاح جوسلين، وهو تدخل مباشر من العذراء مريم، ومنذ ذلك الوقت تغيرت وتبدلت حياتها، وتعرفنا على مريم من خلالها".
أضاف: "عشنا بطولات لم نكن نعرف من وراءها، لكن مريم وراء إنقاذ لبنان في 75 و85، وفي القيامة الجديدة، ولبنان سينجو بفضل مريم".
وقدمت "جامعة آل خويري" درعا تقديرية إلى الراحلة، سلمه جورج بطرس خويري لشقيقها سامي، وتخليدا لها، في سجل "الكتائب"، سلم نجاريان، الى شقيقها سامي درعا تقديرية أخرى، قبل أن يوارى جثمانها في مدافن العائلة.