#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لماذا نعود الى الكتابة عن فيروس كورونا في لبنان؟
لأن لبنان يدخل اليوم الشهر السادس على بدء تفشي هذا الوباء في لبنان،وللتذكير فإن أول إصابةٍ سُجلت في لبنان كانت في ٢١ شباط الماضي. يومها قال وزير الصحة: لا داعي للهلع .
1- اليوم،وبعد خمسةِ أشهرٍ بالتمام على الإصابة الاولى،يبدو الوضع الى مزيدٍ من التدهور للأسباب التالية :
باتت الاصاباتُ تشكل ارقاماًعاليةً،تصل احيانا الى ١٥٠ اصابةٍ في اليوم الواحد ثم تنخفض ولكن ليس كثيراً بل الى ستين اوسبعين اصابة .
2- المشكلةُ الثانيةُ ان عدد الفحوصات التي تُجرى ليست كثيرةً،مما يعني انه يمكن ان تكون هناك اصاباتٌ غير معروفةٍ .
3- المشكلةُ الثالثةُ ان ليس هناك التزامٌ تامٌ بالاجراءات الوقائية والتعليمات الصارمة،ما يجعل انتقال العدوى مسألةٌ سهلةٌ .
4- المشكلةُ الرابعة ان الحكومة اعادت فتح البلد وفتح المطار في محاولة لإنعاش الوضع الاقتصادي،ولئلا تخسر فرصة إدخال عملات صعبة الى البلد عبر المغتربين العائدين،لكن يُخشى ان الذي جرى قد يؤدي الى ان يخسر البلد معركته الصحية والاقتصادية في آن واحد،ففي الاساس حفنةٍ من دولارات العائدين لن تُنهض لبنان من تعثره،فكم سيعيد المغتربون معهم من دولارات؟ هل تصل الى عشرة ملايين دولار؟
لبنان كان يصل اليه ما لا يقل عن ستة مليارات دولار سنويا،من اهلنا في بلاد الاغتراب،هذه التحويلات توقفت بسبب ما اوصلتنا اليه الحكومات السابقة الفاسدة وتخبط الحكومة الحالية من جراء تدهور البلد... من الفساد والهدر وصولا حتى الافلاس.
***
5- المشكلة الخامسة ان السلطات المعنية لم يعد بمقدورها تعقُّب الإصابات لحصرها وضبطها. في الايام الأولى كانت كل اصابة تُعرَف من أين أتت فيُصار الى اتخاذ الاجراءات الصحية الوقائية من حجر وعزل ومنع اختلاط ،ويتذكر الجميع كيف كانت تُعزل بلدات بكاملها الى حين "تصفير" حالات الإصابات.
اليوم بات من الصعب تعقب الاصابات لأن هناك مصابين لا يلتزمون شروط الحجر والعزل وعدم الاختلاط فينقلون العدوى الى آخرين وهؤلاء ينقلونها الى آخرين قبل ظهور العوارض عليهم، وهكذا دواليك .
***
6- المشكلة السادسة ان الاستعدادات الصحية والاستشفائية في لبنان غير كافية، يا للعار الى أين اوصلتم مستشفى الشرق لبنان، وهذا الامر غير مفاجىء .
مَن ينسى مشهد الأسرّة في المستشفيات الايطالية حيث الغرف لم تعد تتسع، فوضعت الاسرّة في الممرات؟مَن يتذكّر كيف ان الاطقم الطبية في المستشفيات الاميركية لم يعد يتوافر لديها الثياب العازلة فارتدى ممرضون وممرضات أكياس النايلون كبديل من الثياب العازلة؟
هل سنصل في لبنان الى التجربتين الايطالية والاميركية،لا سمح الله؟
الأمر يتوقف على استعادة الاجراءات المتشددة،فكل شيء ينتظر إلا الصحة:
الاختلاط ينتظر،السهر ينتظر،النشاطات على انواعها تنتظر،فلماذا العجلة طالما فيروس كورونا ما زال يطرق الأبواب؟ فاريا وفقرا تنتظران والمسابح ايضا.
***
ناهيكم عن فيروس الكورونا المستفحل،وقبله بكثيرٍ "ياما أتحفتموننا" ببراعةِ انواع فسادكم،الذي بدأت كل الصحف العالمية تكتب عنه .
اضافة الى حصدِ سوءِ ادارتكم السابقة،والتخبطِ بادارتكم الحاضرة،
يبدو انكم حضرات الفاسدين "مطعّمين" ضد فيروس الكورونا الذي "يهْشُلُ" من رائحةِ فسادكم.