#الثائر
منح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الجامعة اللبنانية- الأميركية الدكتور جوزف جبرا وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديرا لعطاءاته التربوية والجامعية خلال توليه رئاسة الجامعة.
وأقيم للمناسبة حفل في قصر بعبدا حضره الى الدكتور جبرا وقرينته الوزير السابق بوصعب والوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والرئيس الجديد للجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور ميشال معوض وعدد من أعضاء مجلس الأمناء ونواب رئيس الجامعة وعائلة الدكتور جبرا.
في البداية، تلا المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد أسباب منح الدكتور جبرا الوسام فقال:
"نجتمع اليوم في القصر الجمهوري لتكريم مفكر وشاهد وقدوة، ما انفك يوماً عن الدفاع عن سلطة الكلمة وقيم الفكر وسلطان العقل.
اليوم، يكرّم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الدكتور جوزف جبرا، الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الأميركية LAU، وهو افنى عمراً من قيم، في تنشئة اجيال طامعـــة برونق العلوم على اختلافها. وهذا امر يستحق عليه تقدير الأسرة الجامعية التي عرفت فيه مناقبيته، واصراره على رفعة التميز. كيف لا، وقد نهل من الاخلاق منبعا، وللاغتناء بالمعرفة خطّ سبيلاً؟
في هذه الرسالة التي اختارها، تطلع الدكتور جبرا الى الآفاق العالية، وما كان الأمر سهلا، في وطن كثرت فيه الصعاب. وعلى الرغم من ذلك، اصبحت اجيالنا التي نهلت من منبع الجامعة التي ترأسها منذ العام 2004 امواج تفوّق، وهو رسّخ في سعيها التجذر الدائم في الاصالة.
وبفضل مثابرته على العطاء، باسم لبنان المعرفة، غدا حصاده وفيراً. وهو ساهم في انشاء كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية، كما عزّز كليات الهندسة فيها، الى جانب العديد من المناصب التي تولاها، وكان آخرها رئيسا للرابطة الدولية للجامعات والكليات الأميركية بالاجماع.
أيها المحتفى به الدكتور جوزف جبرا،
تقديرا لعطاءاتك باسم لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط. عسى ان يتواصل عطاؤك في خدمـــة القدوة، التي وحدها مرادف دعوة لبنان".
كلمة الدكتور جبرا
بعد ذلك، قلد الرئيس عون الدكتور جبرا الوسام، ثم القى المحتفى به كلمة قال فيها:
"هو "تشريفٌ" قد لا اكون له مستحقاً، لكنّه، في ما يحمل من عمقِ معنى، "تكليفٌ"، أراني مُلزماً بالانصياع الى موجباته، لأكون حقاً: "لبنانياً في خدمة لبنان".
فخامة الرئيس،
إنه الشعورُ نفسُه يَغمُرُني، ذاك الشعور الذي لم يفارقني منذ ان غادرتُ البلاد على متنِ مركبٍ قاصداً الولايات المتحدة الاميركية لمتابعة تعليمي العالي، وهو هو،
ما دفعني الى العودة، وفاءً منيّ لوطنٍ، وُهِبْتُ فيه نعمةَ الحياة، مضافةً الى سلسلة نِعَمِ العلاقة مع الانسان، ومع الارضِ المعطاء، ومع الايمان، والأهم، مع الوفاء... فكان كل ذلك بمثابة الدَين الذي كان علي دوماً السعيُ الى سداده.. .
فأتى الإمتثال الى قرار تسلم رئاسة الجامعة اللبنانية الاميركية وَحَمْلِ لواء المضي في الدفع بها الى الامام، لتكون،
على مستوى الرقيّ الذي ميّز لبنان في المنطقة، فجعل من ربوعه، ومن جامعاته مقصداً لكل من اختار شقّ طريق مستقبله وبناءَ غدِهِ بنجاح.
ستة عشر عاماً أمضيتها في مهمتّي هذه التي أراحت ضميري ومشاعري المثقلة بحبّ لبنان وبوجوب سعييّ الى ان أرّد لهذا الوطن ولشعبه الطيّب جزءاً مما له عليّ، فعملت من خلال مسؤولياتي على ان تكون جامعة (LAU) رسولاً للبنان الحقيقي الى الخارج. وساعدني في مسعاي فريق مخلص هو حاضر معي هنا اليوم ومؤمن بلبنان، كما نراه، فأسسنا فروعاً لجمعية الخريجين قارب عددها الخمسين، إمتدّت إلى كل انحاء العالم عاكسة صورة جميلة للشباب اللبناني، مُبقيةً
في الاذهان تاريخ وحاضرَ لبنان الذي يريده ابناؤه ويحلمون به،
كما عززّنا الجهاز الاكاديمي وطعمّناه بأفضل المقدرات التعليمية،
وسّعنا الكليات وزدنا عددها ووضعنا قدراتنا الاكاديمية والطبية وخصوصاً كلية الطب في خدمة مستشفانا، ولم نكتفِ، بل اسسنا حرماً للجامعة قرب مبنى منظمة الامم المتحدة في نيويورك حيث لمع طلابنا في نموذج الامم المتحدة، يرفع اسم لبنان ويشكل مفخرةً حقيقية لكل لبناني، وصورة جلّية عن هذا الوطن الحضاري.
وأثبتت مؤسستنا، بفضل جهد هذا الفريق، التزامها الاجتماعي، فكانت في طليعة المواجهين لإنتشار وباء كورونا، من خلال عيادتنا النقالة التي جالت على كل ارجاء وطننا واجرت الفحوصات المخبرية بالالوف مجاناً، اسهاماً منّا في تحمل جزءٍ من مسؤولية ملقاة على كل منّا، لنُبقي لوطننا الهالة التي كرسها الأوائل له...
وهو لبنان الذي سعيتم وتسعون اليه انتم فخامة الرئيس، بالرغم من كل المصاعب السياسية والاقتصادية التي تواجه الوطن، الا انني واثقٌ أنكم، بما تمتلكون من ارادة وحكمة، قادرون على تجاوز المحنة وعلى اجتياز آثارها.
وثقوا، فخامة الرئيس، ان التعليم العالي اساسٌ في رحلة الانقاذ والتخطيط للغد، فهو لطالما كان هكذا، وهكذا سيستمر.
من هنا أهمية رعايتكم الشخصية لهذا الملف الحساس، حماية له من كل تدخّل وصوناً له من الطفيليات، فهو امانة في اعناقنا جميعاً، بل هو "ثقة" أوكلت الينا، وعلينا السعي الى حملها باشفار العيون، فبالتعليم العالي نضمن لوطننا ولأبنائنا درب التقدّم نحو الغد النيّر، ونحقق للبنان ما يحتاج اليه من تطور ورقيّ ليظل ركناً من اركان حضارةٍ أطلقها هو برجالاتٍ تعبدّوا للعلم والانسانية...
وستظل خدمة التعليم العالي، كَمَثَل الوزنات الخمس" التي ينبغي السعي الحثيث دوماً الى تثميرها، ولا يفترض ابداً طمرها تحت التراب.
وشكراً جزيلاً لكل من سعى وجدّ لكي أقلد من فخامة رئيس البلاد وسام الارز الوطني من رتبة ضابط.
وأخص بالذكر معالي الوزير الياس بوصعب وندى طربيه والدكتور سليم صفير رئيس جمعية المصارف في لبنان والدكتور كريستيان أوسي كما اشكر حضوركم جميعاً أهلي واولاد اعمامي، واعضاء مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الاميركية وزملائي القيّــــم ونواب الرئيس والدكتور ميشال معوّض الرئيس المنتخب لل (LAU)
وفي الختام هذا الوسام سيدي، يكلل مسيرتي التربوية، ويلزمني على المضيّ في خدمة وطني حيثما حللت. فشكري الفائق وتقديري العميق لكم فخامة الرئيس على هذا الفخر الذي سيكون مصدر اكبر شرف لي مدى حياتي. "