مقالات وأراء

الأب جان بول خوري: هلّ نتجرع كأس المحنة حتى آخر نقطة؟

2020 حزيران 06
مقالات وأراء

#الثائر

- الأب " جان بول خوري "

تلقيت اتصالا صباحيا مفاده، بان هناك مؤسسة عريقة القدم تريد الاقفال نهائيا لأنها لم تعد تستطيع الصمود امام هول الأزمة ، لم اندهش ابدا لا بل لم أتفاجأ قط من هذا الخبر المُحزن، لان إقفال المؤسسات بات حديث الساعة موضة سارية في أية وسيلة إعلامية كانت... الجميع تحت هول الصدمة...

اما الذي أحزنني، فهو مصير تلك التضحيات التي بذلت من اجل هذه المؤسسة، التي تضم إليها الفئات المهمشة من المجتمع، التي لم يكن لديها ملجأ تختبئ فيه ايام المحن والمصاعب، ها هي الآن ستترك لمصير غير معروف!

آه ما أقساه مشهدًا مؤلمًا عندما ستقفل الابواب في وجه البؤساء والمساكين إلى غير رجعة...

ما قاله لي المتصل، تسبب في نفسي غصة ولوعة، الغصة، اننا امام وضع لا نستطيع تغييره، ولو بجزء منه، وأما اللوعة، فهي حال المؤسسات التي ترزح تحت كاهل الازمة الاجتماعية الخانقة، وفي كلا الآمرين، كاننا امام المسيح المنازع في ليلته الاخيرة في بستان الزيتون، ما اصعب شرب هذه الكأس! يا رب لا مشيئتنا بل مشيئتك... فعندما تحولت مؤسسات اليهود إلى مسلخ لقتل البار والصديق، تحوّل المجتمع إلى سجن كبير، لا بل معقتل للحريات لا بل واكثر في الحياة... فهلّ نتجرع كأس المحنة حتى آخر نقطة؟ هلّ نبقى مع يسوع المظلوم، ام نتنصل كبطرس ونهرب كالرسل من ساعة الصليب وترهيب العالم؟ لقد حانت ساعة الصلب، حانت ساعة الموت المحتّم الذي لا مفر منه من اجل استمرار شعبنا المسكين، نعم حانت ساعة التضحيات الملموسة في سبيل بقاء العائلة المؤسسة الأولى للمجتمع، من دونها لا مجتمع ولا حياة... ساعة المؤسسة هي ساعة التضحية من اجل كل إنسان ومن اجل الوطن.... والا، لماذا المؤسسة اذا كانت تخاف من التضحية في سبيل أسس المجتمعات والاوطان؟ فما نفع مؤسسة لا تريد التضحية متعنة في ربح من هنا وربح من هناك؟ ما بال مؤسساتنا، تنعي نفسها بنفسها، ولماذا اذا هي مؤسسة، اذا لم تنشأ من اجل مواجهة التحديات ولا سيما الازمات؟ اتمنى ألا تشبه مؤسساتنا حالة العذارى الجاهلات المتكلات على الآخرين في اعانتهن بتأمين الاستمرارية لهنّ! ففي ظل هذه لازمة على كل مؤسسة ان تعود إلى تقييم ذاتها عبر النقد البناء الموضوعي، سائلة نفسها هذه الأسئلة :

١- لماذا وضعت هذه المؤسسة ما الغاية من وجودها؟

ما هي رسالتها والأهداف؟ هل تحاكي المؤسسة الواقع الذي تعيشه العائلة ؟

٢- وهل تطلعاتي المستقبلية للمؤسسة، أخذت بعين الاعتبار الأزمات المفترضة؟ ام استثمرت القدرات في فتح وبناء هياكل اسمنتية ام انني لم آخذ بعين الاعتبار التعاطي مع انهيار اقتصادي مفترض قد يشكل تهديدا على المؤسسة؟

رحماك ربي من قسوة هذه الايام وجفاء ازمانها وضراوة سنيها، علّنا نستفيق من سباتنا، فنعمل إرادتك التي كشفتها يوما للرسل عندما قلت لهم :" كل من سقى كأس ماء لاخوتي هؤلاء الصغار فقد سقاني انا"

آه، ربي، لا تسمح ان تقفل مؤسساتنا في وجه الاطفال العطاش الى البرّ ، فإن جفاء الايام لهي قاسية على كل واحد منا ، لاسيما نحن الذين اخترتهم من بين الناس ليكونوا خدام المساكين، الطف بنا يا رب لقد شبعنا هوانا وذلا، ولا تسمح ان يتيه القطيع ويفنى الصديق من بيننا...

اخترنا لكم
"عملية الزر الأحمر".. عميلان للموساد كشفا تفاصيل مثيرة
المزيد
ماذا أهدى وليد جنبلاط إلى أحمد الشرع؟
المزيد
هل يحتاج انتخاب قائد الجيش إلى تعديل الدستور؟
المزيد
أرز الشوف: إنجازات رغم الصعوبات ورؤية واعدة للمستقبل
المزيد
اخر الاخبار
"ويخلقُ اللهُ ما لا تعلمونَ"!
المزيد
"عملية الزر الأحمر".. عميلان للموساد كشفا تفاصيل مثيرة
المزيد
جعجع: العيد هذا العام يحمل طابعاً مختلفاً.. افرحوا!
المزيد
"حزب الله": نكثّف جهودنا جنوباً في ملف التعافي من آثار الحرب
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
الراعي عرض مع كوبيتش التطورات وتشديد على حكومة تنال ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي واطلع من روكز على اهداف لقاء لبنان وطني
المزيد
"ويخلقُ اللهُ ما لا تعلمونَ"!
المزيد
"الانهيارات ستجرف الجميع والسلاح لن يعود قادراً على الاستمرار" سليمان: لست مرشّحاً وعون سيُسلّم
المزيد
بعد التواصل مع ميقاتي...حجار: "إن غداً لناظره قريب"!
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
أرز الشوف: إنجازات رغم الصعوبات ورؤية واعدة للمستقبل
كشافة البيئة نظمت في عيّات ورشة "تنمية مهارات العرض والإلقاء والتقديم"
إحذروا هذه الأشياء قد تكون خطر للغاية، ملكي: لألزام المؤسسات الزراعية، بالحصول على رخصة باشراف ورقابة مهندسين زراعيين!
رصد ظاهرة غامضة في قاع البحر الميت.. ما هي المدخنات البيضاء؟ (فيديو)
البنك الدولي يشيد بجهود الإمارات في معالجة التحديات المناخية
لماذا ينصح بشرب كوب من الماء الدافىء قبل تناول الطعام؟