#الثائر
أكّدت " جمعية غدي " أنّ "البيئةَ غدت قضيتُنا الأبرز إذا ما نظرنا إلى مستقبل الإنسان ومصيره ونوعية حياته"، ولفتت إلى "أننا في لبنان مدعوون لنكون في طليعة الدول الساعية إلى مواجهة التحديات الكبيرة التي فرضها تغيُّر المناخ كقضية كونية تستهدف مستقبل الكوكب الذي هو ملاذنا الأول والأخير".
جاء ذلك في بيان تلاه اليوم رئيس الجمعية فادي غانم ، وقال استهلالاً:
في يوم البيئة العالمي، والذي يصادف في الخامس من شهر حزيران (يونيو) من كل عام، يحدونا الأمل بأن نبلغ آفاقاً جديدة تُبدّد الكثير من الهواجس، في ظل ما نشهد من ظواهر تؤكد أن مصير الإنسان على هذا الكوكب بات مهدداً، ولا نستغرب أن تطغى المواضيع المتعلقة بالبيئة، يوماً بعد يوم، على أحاديثنا ونقاشاتنا في كل موقع ومقام، وصولاً إلى مواقع التواصل الإجتماعي، فضلاً عن أنّ البيئة راحت تتصدر بقضاياها المتشعبة عناوين الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، لكن في المقابل لا يرقى التطبيق والممارسة العمليين إلى مستوى التحديات والآمال، ما يؤرّق أكثر المتضررين من تداعيات المناخ، مع كثرة الأمراض الناجمة عن التلوث وتغيُّر المناخ.
هذه المناسبة التي غدت الأهم بين سائر المناسبات المدرجة على قائمة الأمم المتحدة، خصوصاً وأنّ هذا "اليوم" بات يحتل رمزيةً خاصةً في سياق التصدي للقضايا والمشكلات التي تواجه البشرية جمعاء، من الجوع إلى الفقر إلى الصحة والأمن والغذاء، إلى الجفاف والأعاصير والتلوث، وجميعها مرتبطة بالبيئة الحاضرة يوميا كقضية مرتبطة بحياتنا، بمعيشتنا، بوجودنا، لا بل باتت القضية الأخطر في ما نشهد من تحديات صارت مجلبة لكوارث... والآتي أعظم!
نعلم أن واقعنا البيئي، وفي مكان ما، هو رجع صدًى لواقع سياسي محكوم بالفوضى والمصالح، لكننا اليوم وفي هذا اليوم الذي يحتفي به العالم تحت شعار "التنوع البيولوجي" - الذي هو الأساس بدعم جميع أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء. فهو يؤثر على كل جانب من جوانب صحة الإنسان -، نستحضر البيئة أبعد من "مشهدية الفساد"، على أمل أن يكون في مقدورنا ذات يوم القول بأن لبنان سيكون قريبا في مهب الأمل.
ومن موقعنا كجميعة غدي، وأيضا انطلاقاً من أنّ جمعيتنا استشرفت أهمية الإعلام المتخصص فأطلقت توازيا مع نشاطاتها أول موقع بيئي في لبنان موقع "غدي نيوز" البيئي العلمي المتخصص، سنكون إلى جانب الحق لنؤمّن ما يفترض أن يصبح شكلاً من أشكال التكامل بين الدولة ومؤسسات المجتمع الأهلي بعيداً من الصخب "الصالوناتي"، فقد كنّا في قلب معادلة البيئة وسنبقى.
إن واقع الحال يتطلب تعزيز حضور وزارة البيئة لتكون مسلحةً بصلاحيات استثنائية، وعدم مصادرة دورها والقفز فوق قراراتها، في ظل الفساد الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وسط مسلسل طويل من الفضائح المستمرة بقوة بعض النافذين في السلطة وخارجها، والأمثلة كثيرة، وخصوصاً ملف معالجة النفايات وردم البحر لصالح مكبّات لوّثت كل شيء، وما رافقه من مسلسل فاضح على صعيد التلزيمات واقتسام المغانم بين بعض أركان السلطة إلى ملف السدود العشوائية، فاليوم العالمي للبيئة نريده محطةً لمحاربة الفساد ومواجهة الصفقات، نريده منصةً لتعميم ثقافة المعرفة والعلم، لتكريس الشفافية في كل ما يتّصل بحياتنا ومصيرنا ومصير أبنائنا".
فنحن في "جمعية غدي" نؤكّد أن "البيئة غدت قضيتُنا الأبرز إذا ما نظرنا إلى مستقبل الإنسان ومصيره ونوعية حياته"، ونحن في لبنان مدعوون لنكون في طليعة الدول الساعية إلى مواجهة التحديات الكبيرة التي فرضها تغيُّر المناخ كقضية كونية تستهدف مستقبل الكوكب الذي هو ملاذنا الأول والأخير".
فلبنان من دون هواء ومناخ وتربة وغطاء أخضر وشاطئ نظيف... يخسر أبرز مقومات وجوده، إن هذا اليوم هو فرصةٌ للتذكير بأن البيئة يجب أن تكون أولويةً تتقدم على ما عداها من قضايا سياسية على أهميتها، ومن هنا ندعو جميع السياسيين إلى عقلنة صراعاتهم لأن المُضي نحو الهاوية وخسارة معالمنا السياحية والجمالية تعني أنه لن يبقى ثمة لبنان نختلف عليه من بوابة مصالحنا الضيقة".