#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إلى متى ستبقى المكابرة؟
إلى متى ستبقى عمليةُ دفنِ الرؤوس في الرمال؟
منذ 17 تشرين الأول الماضي حين بدأت الثورةُ والأزمةُ الاقتصادية المستشرية في آن واحد، تراجعت الحركة على كل المستويات، إستمر النزيف الذي يتسبب به أستهتار الدولة، وكأن شيئاً لم يحدث .
أُقفلت مصانع ومعامل ومؤسسات وبقي القطاع العام يقبض رواتبه وكأنها ورقٌ لا قيمة لها، اذ هبطت قيمة الليرة وارتفعت الاسعار باكثر من 40 %، ولم يبقَ للعنصرِ او للضابطِ او الحاجبِ ما يقتاتَ به حتى منتصف الشهر .
اما حضرات كبار الوزراء الذين استطاعوا بسرعة قياسية شراء 5 او 6 سيارات فارهة بنفس اللون، ويقولون ان ذلك من جيوبهم.
سُرِّح آلاف العمال والموظفين من معاملهم ومؤسساتهم، وبقي موظفو القطاع العام في اماكنهم دون فائدة مادية.
***
وهنا لا بد ان ننوّه بالجيش اللبناني الأبي بكامل عديدهِ وافرادهِ وضباطهِ ومديرية المخابرات، وعلى رأسه القائد العماد جوزف عون، والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي الساهرة على امن المواطن وراحته وعلى رأسها اللواء عماد عثمان،والمديرية العامة للامن العام التي تعمل ليلاً ونهاراً تحت اشراف "مهندس التفاهمات" ورجل المهمات الصعبة اللواء عباس ابراهيم ،والمديرية العامة لامن الدولة وعلى رأسها اللواء طوني صليبا،كل هؤلاء من القطاع العام، وماذا اصبحت قيمة رواتبهم بالليرة اللبنانية؟ اذ ان الراتب الاعلى فيها يقارب ستة ملايين ليرة، فماذا عن باقي الرتب.
القطاعُ الخاص كان يجني ربحاً بكل مجالاته، اما الامنيون الامناء علينا، فلم ولن يحققوا ارباحاً بل خسروا نصف قيمة رواتبهم وأكثر.
قفز العاطلون عن العمل في لبنان إلى ما فوق المليون، فهل السلطة "النبيهة" تريد ان تستغني عن حماة سياجِ الوطن مثلا؟ .
***
للتنويه وللتوضيح والاصرار ، نحن مع القطاعين دون منازع، هما شعب لبنان والقهر والاسى والألم يجمعهما.
فهل هذا مسموح ؟
وهل هذا معقول ؟
ولماذا دام فضلكم لا تجلبوا بقانونٍ او بلا قانونٍ الاموالَ المنهوبةَ من الطبقةِ السياسيةِ الفاسدة؟ بينما لا تزالون تتباحثون وتلفون وتدورون حول رفع السرية المصرفية، ومَن سيرفعُ عن مَن.
***
المشكلةُ الاكبرُ الآتيةُ:
لن تجدوا مَن يدفع ضريبةً لأنه لن يكون قادراً على ذلك .
لن تجدوا مَن تفرضوا عليه رسوماً على مصنعهِ أو مطعمهِ أو فندقهِ، لأنكم لن تجدوا مصنعاً أو مطعماً أو فندقاً فاتحة أبوابها .
***
ستصبحونَ سلطةً من دون شعب ،وسيشعرُ الشعبُ بأنه يعيشُ في ظلِ سلطةٍ تتحكمُ به ولا تحكمه لأنها اعتادت على التحكمِ لا على الحكمِ.
***
دول العــالم تتعـافى...دولتنا تتغافى.
دولُ العالمِ ستصحو...دولتنا ستدخلُ في غيبوبةٍ.
***
لكن الأملَ الوحيد يبقى في شعبٍ بطلٍ في قطاعيه الخاص والعام ، لا يريدُ الإستسلام لأن لا مكان آخر يذهب إليه .
ان من استفادوا من قطاعاتُ الهدرِ والفسادِ والاستفادةِ والتلزيماتِ والمناقصات، هم بألف خيرٍ وسلامٍ وتعالٍ.
وإدّعاءِ الفكرِ والفهمِ والهندسةِ والمعرفةِ والادارةِ...ونقول انها اسوأُ ادارةٍ اكاديميةٍ مرت بتاريخ لبنان.