#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
قبضَ الثوارُ على المعول، على المطرقة على المنجل، زرعوا الحقل، حصدوا القمح، ورووا الأرض من عرق جباههم السمراء. صنع الحدادُ مدفأةً، والنجار باباً، والسمكري والبنّاء والسائق وكل عامل جَهدَ كي تكتمل صورة الوطن. اختزنوا القليل من قرشهم الأبيض ليومهم الأسود ، وأتمنوا عليها بنوك لبنان .
يوم اغتصب الأسرائيليُ أرضهم، قبَضَت يدهم على الزناد، حملوا هموم الوطن، ساروا على دروب النضال، ضحوا ودافعوا واستبسلوا وسطّروا آيات البطولة، افترشوا الأرض، عانقوا الهضاب، سقوها دماً، فأنبتت عزاً وعنفواناً وفرحاً، وأزهرت نصراً مجيداً في عيدهم في نوار .
كان ذلك منذ عشرين عاماً
عشرون عاماً مضت، ولم يبقَ لعمال لبنان شيئاً. لقد رحل العدو عن أرضهم، لكن أعداءهم في الداخل، ارتدوا أقنعة الحملان، زرعوا المقالات، صدحوا وطنيةً، ورَفَلوا بأثواب التقوى والعرفان، ثم قبضوا على كل قرش كل فلس وحتى على لقمة الجوعان .
أين ذهبت أموالنا؟ أين ذهبت ودائعنا؟ أين ذهبت أتعابنا؟ أين ذهب نضالنا وتضحياتنا؟ من قبض ثمن دماء الشهداء؟ من تاجر؛ بقضيتنا؟ بوطننا؟ بخيرات بلادنا؟ بمصالح لبنان؟
بل من ساوم على شعب لبنان وباعه وجعله سلعةً ولقمةً في فم أجنبي وتاجر جوعان؟
قبضة الثورة عادت لتنتصب في الميدان، عادت لتقتصّ من كل فاسد وسارق، ومن كل من تاجر بعمال لبنان. عادت على يراع ينبض إيماناً، يشعّ نوراً وفكراً، يهدم التعصب والتمذهب، ويخطّ كلمة ثائر .
يصنع مجد وطنٍ، ويُرسل تحية عنفوان، لكل عامل، لكل شهيد، لكل مناضل، لكل حُرٍ، لكل بطلٍ، عدنا نشبك الأيدي معاً، لنصنع من جديد مستقبلاً مشرقاً للبنان .
أيها العامل أنت الثائر، وقبضتك للثورة عنوان .
كل عام وانتم بالف خير
---- " عيد العمال " ---