#الثائر
رأى " تيار المستقبل "، في بيان اليوم، أن "أكثر ما يثير السخرية في كلام الوزير جبران باسيل ، دعوته اللبنانيين وأهل السياسة والاقتصاد، الى اتخاذه مثالا يجب الاقتداء به في الشفافية والنزاهة وحسن السيرة والاداء. فالشاب يرفض أن يتعلم من كل التجارب المريرة التي استدرج العهد اليها، وما زال يتصرف باعتباره محور الأفكار الخلاقة التي تدور من حولها السياسات العامة في البلاد. فعن أي صفات حميدة يطالب باسيل الآخرين بالاقتداء بها؟"
وسأل: "هل ترتكز قواعد الاقتداء على نتائج الهدر في قطاع الكهرباء وتحميل الدولة نصف الدين العام؟ أم ترتكز على تعطيل المؤسسات الدستورية لتأمين وصول عمه الى رئاسة الجمهورية؟ أم على عرقلة التعيينات ومجالس الإدارة في المرافق الحيوية للابقاء على سياسات وضع اليد من أزلام التيار؟ أم على وضع برنامج سيدر للاستثمار والنهوض الاقتصادي في الحجر السياسي لسنتين؟ أم على اعتبار التنقيب عن النفط حقا حصريا رئاسيا وحزبيا وشخصيا خلافا للحقيقة ومجريات التاريخ؟ أم باستنفار العصبية الطائفية واستخدام قصر بعبدا ساحة لإطلاق طروحاته السياسية؟ أم باستعداء مكونات الحكومة ونعتها بأوصاف مهينة واستفزاز المناطق بزيارات تتحدى المواطنين في عقر دارهم؟ أم بالخطاب الانتقامي الكيدي الذي سبقته اليه قوى الوصاية وأدواتها في نهاية التسعينات؟ اننا نحيل دعوة جبران باسيل إلى الاقتداء به الى أهل بيته أولا والى المحازبين التاريخيين الذين أقصاهم أو تفرقوا من حوله، والى اللبنانيين الذين صبوا عليه جام غضبهم في الساحات والاعتصامات من كل المناطق".
وقال: "أما من ناحية المضمون السياسي لكلمة باسيل، فإنها تقع في خانة توجيه السياسات العامة للحكومة ورئيسها، وتكاد أن تكون في بعض جوانبها ومقدماتها نسخة من الكلام الأخير لرئيس الحكومة من قصر بعبدا، وفي جوانب أخرى نسخة مسبقة من القرارات المتوقع صدورها عن جلسة مجلس الوزراء. وقد يكون من الصعوبة في مكان، لمن يستمع الى مطالعة جبران باسيل بعد الاستماع لبلاغ حسان دياب من القصر الجمهوري، التمييز بين المنطقين والخطابين الى حدود التطابق والتلازم، مما يؤكد وجود غرفة واحدة تنشط على خط الانقلاب الجاري على صورة غرفة العمليات التي أنشئت في بعبدا العام 1998. غير أن القاسم المشترك الأساسي بين الخطابين، يبرز في التوجهات الانتقامية من مرحلة سياسية معينة تبناها حسان دياب واعتبرها قاعدة لإبراز دوره السياسي".
أضاف: "بات من الواضح جدا، من خلال قراءة مستجدات الأسبوع الأخير، أن رئيس حكومة لبنان المعين، قرر الوقوف وراء الرئيس ميشال عون ، واستطرادا خلف رئيس الظل الحقيقي والفعلي جبران باسيل، وأن يأخذ بيدهما في تنفيذ الأجندة الكيدية التي يسعون اليها منذ العام 2005. والجديد في هذه الأجندة تركيب قنوات قانونية وإدارية وقضائية لتنفيذ حلقات الانتقام واتخاذ مجلس الوزراء، ورئاسة الحكومة تحديدا، أداة لإعداد هذه القنوات وتسويقها، كما لو أنها خشبة الإنقاذ من الانهيار المالي والاقتصادي".
وختم: "أحد المعلقين الصحافيين كتب اليوم عن تصميم الرئيس اللبناني على اقتلاع الحريرية، وهو انطباع ليس بعيدا من الواقع، لجهة التصميم وليس الاقتلاع، وفي هذه الحال ستكون خشبة النجاة التي قرر حسان دياب أن يركبها مع جبران باسيل، خشبة الخلاص من العهد القوي ... إذا شاؤوا الى ذلك سبيلا".