#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما هذا " العقل المبدعُ " الذي يولِّد كلَّ يوم هندسة جديدة او تعميمًا أو إجراءً، أنحس مما سبقها ،وكل ذلك من أجلِ أن يسحبَ آخر قرشٍ من جيبِ آخر مواطن ، سواءٌ أكان مقيمًا او مغتربًا .
ولنفصِّل آخر "إبداعاتِهِ" !
تعميمٌ جديدٌ مفاده أنه إذا وصل مئة دولار من الخارج إلى أحد المواطنين في الداخل عبر OMT أو غيرها من شركات التحويل المالية، لا يستطيع الذي وصلت إليه المئة دولار أن يسحبها بالعملة التي وصلت فيها، أي بالدولار، بل بالليرة اللبنانية
" وفق السعر المتداول" بحسب ما جاء في التعميم! هذه البدعة الجديدة تطرح أكثر من علامة استفهام :
بأي حقٍ يتيحُ " شارلوك هولمز " لنفسه تحديد العملة التي سيقبض بها صاحب التحويل قيمة تحويلته؟
ماذا يعني "وفق السعر المتداول"؟ فهناك ثلاثة أسعار متداولة :
سعر مصرف لبنان 1515 ليرة للدولار .
سعر سحب الودائع دون الثلاثة آلاف دولار على سعر 2600 ليرة للدولار .
السعر لدى الصيارفة بين 3050 و3100 للدولار .
فعلى أي سعرٍ سيسحب صاحب التحويلة تحويلته ؟
هذا " كمينٌ أول " في التعميم .
" الكمينُ الثاني" أن شركة التحويل المالية التي تلقت المئة دولار ملزمة ان تحولها إلى مصرف لبنان لا ان تحتفظ بها، وكل دورها هو ان تتلقى عمولةً على عملية التحويل .
هكذا تكون كل العملية بخدمة "شارلوك هولمز":
المغترب الذي حوَّل المئة دولار، وصلت بالليرة .
مستلم المئة دولار، تسلمها بالليرة .
مكتب التحويل قبض عمولته بالليرة .
وحده شارلوك هولمز أخذ المئة دولار ليُعيد تجميع احتياطه من العملات الصعبة، ليس لأنقاذ البلد بل ربما لأجراء هندسات مميتة أكثر للشعب .
***
ما هذا الشارلوك هولمز العظيم؟
يغتنم الفرصة أن المطار مقفل، ولا يستطيع المغتربون ان يوصلوا اموالًا لأهلهم " كاش" عبر أناس آتين إلى لبنان .
ويغتنم فرصة أن المصارف معظمها مقفل بسبب كورونا، والعمل شغَّال فقط على ماكينات ATM .
فيوجهُ ضربةً قاضيةً على طريقةِ " افلام الكاوبوي " ولا ينقصهُ سوى ان يقول لهم :
" هاتوا دولاراتكم " !!!
هل من بطلٍ شجاعٍ، شريفٍ، في هذه الدولة يجرؤ على وضع حدٍ لهذه الهندسات المجحفةِ بحقِ الناس؟
وضعتم أيديكم على أموال الناس، وها أنتم اليوم تستعدون لتجميع دولارات لتضعوا ايديكم عليها تحت ألف عنوان وعنوان وتحت ألف تعميمٍ وتعميم .
لكن إسمعوا جيدًا : لن تُعطوا هذه الفرصة مرة ثانية إلا بالحد الأدنى جدًا جدًا جدًا .
فما المطلوب؟
المطلوب مواطنٌ تصلهُ حوالة، ان يتقدَّم أمام قاضي العجلة للمطالبة بقبض التحويلة بالعملة التي وصلت بها، وبالتأكيد سيأتي حكم قاضي العجلة لمصلحة صاحب التحويلة. عندها يُنسَف تعميم " شارلوك هولمز" من أساسه ...
لكن الأهم من كل ذلك، كيف يُترَك "شارلوك هولمز" متفلتًا" من أي ضوابط مالية وقانونية ؟
وبأي حق يُسمَح له ما لم يسمح به بأي هندسات مالية عالمية في ارقى بلاد العالم ، هل هكذا يعامل المقيمُ والمغتربُ، بموجب هذه الهندساتِ وهي براءةُ اختراعٍ شخصيٍ، التي ادت بالبلد الى الافلاس.
***
بالتأكيدِ نعرفُ ونعترفُ ان "مستر هولمز" يصر على أبقاء الحجرِ الصحيِ المنزليٍ الى أطول فترة ممكنة، كي يَسرحَ...
وسنرى كيف "يمرحُ" بعد رفعِ الحجرِ...