#الثائر
--خاص الثائر--
من أجل تدقيق المعلومات، ومعرفة الصح من الخطأ، عما يتداوله الناس حول فيروس كورونا والوقاية منه، وإمكانية اختفائه مع تحسن الطقس، وغير ذلك من أخبار. التقى الثائر مع الأخصائية في الطب الداخلي والمناعة السريرية، في مستشفى ابو جودة - جل الديب، الدكتورة * أنجيلا ضاهر غانم ، وأجرينا معها الحوار التالي :
١- ما هو هذا الفيروس وبماذا يختلف عن الإنفلونزا العادية؟
إن فيروس كورونا المستجد (covid-19) هو من فصيلة الفيروسات التاجية ومن عائلة مختلفة عن فيروس الأنفلونزا العادي لكنه كما هو حال الأنفلونزا، ينتقل من خلال قطرات الرذاذ (سعال، عطس أو محادثة قريبة). ويختلف عنه بسرعة الإنتشار (يمكن لشخص واحد أن يُعدي حتى ٣ أشخاص بينما الأنفلونزا تُعدي كحد أقصى شخص واحد) وكذلك يظهر فارق في النسبة العالية بالحاجة الى الإستشفاء لمصابي الكورونا مقارنةً مع المصابين بالإنفلونزا (١٩% مقابل ٢%) والوفيات (من ١ إلى ٣% مقابل ٠،١%).
٢- هل صحيح أن الفيروس التاجي المستجد لا يصيب سوى الكبار في السن وذوي المناعة الضعيفة؟
يُصيب هذا الفيروس جميع الفئات العمرية، لكنه يُسبّب أعراضاً أقوى وأخطرعند الذين يعانون من أمراض مزمنة، خاصة المتعلقة بالجهاز التنفسي. ويمكن القول أيضاً أن المُدخنين هم أكثر عِرضةً للإصابة بهذا الفيروس، كون الرئتين عندهم تكون غير سليمة.
٣- هل صحيح أن تناول ألثوم وبعض المأكولات الغنية بالفيتامين "س" يكفي للوقاية من هذا الفيروس؟
إنّ اعتماد نمط غذائي صحّي يُساعد في المحافظة على جسم سليم، ويُبعد أمراضاً مزمنة، كالسكري، والضغط والشحوم. لكن الطريقة الوحيدة المؤكدة للوقاية من الفيروس التاجي المستجد، هي وضع القناع على الأنف والفم، خلال الإحتكاك مع الأشخاص، وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو بمواد مطهّرة، كلما لمسنا أشياء يمكن أن يكون قد لمسها أشخاص آخرون، خاصة عند خروجنا من المنزل .
٤- هل صحيح أن هذا الفيروس يبقى في الهواء الطلق وعلى الأسطح لساعات؟
عندما أُجريت الدراسات على هذا الفيروس، تمت في مختبرات مُغلقة وفي ظروف معينة، تختلف عن الحالة الطبيعية للأماكن التي نتواجد فيها عادةً (حركة الهواء، الرطوبة ...). لذا لا يمكن التأكّد من هذه المعلومة بعد. والأفضل هو الوقاية الدائمة بغسل اليدين جيداً وعدم لمس الوجه قبل التأكد من القيام بذلك.
٥- ما مدى صحة القول بأن الHydroxychloroquine هو علاج شاف للكورونا؟
الHydroxychloroquine هو دواء قديم يستخدم ضد الملاريا ولعلاج أمراض داء المفاصل، كونه يقوم بتنظيم المناعة في الجسم. فعند التعرض لفيروس الكورونا تحاول مناعة الإنسان محاربة هذا الجسم الغريب والتصدي له. يمكن لهذه المناعة أن تكون قوية إلى حد يُمكّنها من القضاء عليه في حالة الجسم السليم. هنا تكمُن أهمية هذا العلاج، الذي سيُركّز ويُنشّط ردة فعل المناعة ضد الفيروس فقط.
إن الدراسات التي أجريت على الHydroxychloroquine في مواجهة الكورونا تبعث على التفاؤل، خاصة تلك التي أُجريت في فرنسا. يجب التنبه الى أن هذا العلاج لا يُعطى إلا تحت إشراف طبي، وفي حالات معينة فقط، وهو لا يقضي على الفيروس مباشرةً بل يساعد فقط في التصدي له.
٦- هل يُمكن أن يقضي وصول فصل الصيف على الكورونا؟
تبين لنا أن الكورونا فيروس ينتقل من شخص إلى آخر، حتى في الأماكن الحارة أو الرطبة. والبرهان على ذلك انتشاره في البرازيل وأستراليا اللتين تشهدان طقساً حاراً حاليا. إنّما هل يُبطىء الحر سرعة الانتشار؟ لا جواب حالياً بعد .
٧- هل غسل الأنف بالماء والملح كاف للحماية من الكورونا؟
لم تُثبت الدراسات أن هذه العادة تحمي من الكورونا. ننصح كل شخص يعاني من حساسية الطقس، ان يقوم بغسل أنفه بهذه الطريقة، لتخفيف العوارض المتعلقة بالحساسية، وعدم اعتبارها متعلقة بفيروس الكورونا.
٨- هل رش السيارات التي تقوم به بعض البلديات كإجراء وقائي كاف؟
لا أعتقد أن الفيروس يستقر على السيارة خلال تنقّلها من منطقة إلى أخرى، خاصة مع وجود عامل الهواء. إنما يجب أن نتذكر أن مدينة ووهان الصينية، قامت برش المنطقة بأكملها لوقف تفشّي الفيروس. أعتقد أن هكذا إجراء مهم في مناطق كثر فيها الوباء كقضاء بشري مثلاً.
٩- هل جميع المواد المطهّرة لليدين متشابهة؟
غسل اليدين بالماء والصابون لمدة ٢٠ ثانية كفيل بقتل فيروس الكورونا. في حال عدم التمكن من الغسل، فإن استعمال مواد مطهّرة مقبول، شرط أن تكون نسبة الكحول فيها تفوق ال٧٠ درجة.
١٠- هل يمكن التعافي من فيروس كورونا أم هو مرض مُزمن؟
عند التعافي من الكورونا يكون الفيروس قد خرج كليا من الجسم ولا يتحول الى مرض مزمن. ومع ذلك تبيّن أنه قد يترك عقابيل (آثار كتلك التي تظهر على الشفة) على الرئتين خاصة إذا كانت الأعراض شديدة، مما قد يؤثر على إمكانية التنفس.
هل من نصائح أخيرة؟
النصيحة الوحيدة هي الوقاية وتجنُّب الإصابة، وتقوية مناعة الجسم بالرياضة والغذاء الصحي وكذلك يجب التقيد بالإرشادات الصحية. وأتمن لكم الصحة والتوفيق والمزيد من التقدم لموقع الثائر، ومسيرتكم الإعلامية التوعوية الرائدة.
* دكتورة أنجيلا ضاهر غانم
اخصائية في الطب الداخلي والمناعة السريرية - مستشفى أبو جوده، جل الديب