تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
صدر عن تجمع الولاء للوطن بيان حول الاستحقاق الرئاسي:
أولاً- دعا رئيس مجلس النواب إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية بتاريخ ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥، وهو استحقاق دستوري بالغ الأهمية في النظام السياسي اللبناني. وقد تأخر إنجازه أكثر من عامين، الأمر الذي أدى إلى عدم توازن السلطة السياسية في لبنان وضعف الدولة التي تديرها حكومة تصريف أعمال.
ثانياً - إن قراءةً موضوعية ومسؤولة للوضع الدقيق والحرج الذي يمر به وطننا تفرض علينا، كتجمع وطني، اتخاذ موقف واضح تجاه الاستحقاق الرئاسي، ينطلق من رؤية التجمع التي تعبر عنها وثيقته بعنوان "سيادة وطن وكرامة مواطن".
ثالثاً- إن عدم التزام العدو الإسرائيلي بالاتفاق الذي تم توقيعه مؤخراً، ومواصلته خرقَه يومياً بشكلٍ فاضحٍ وعدائي، يضع موضوع الحدود، والاستقرار الأمني، وعودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم، والبدء بإعادة إعمار ما تهدم، كل ذلك في أولويات المرحلة المقبلة للعهد الجديد. وهي مرحلة تحتاج إلى رئيس جمهورية يتمتع بثقة كبيرة من المجتمع الدولي بشخصه و صفاته وتاريخه، لكي يتمكن من الدفع باتجاه تطبيق الاتفاق، وتثبيت الأمن والاستقرار، واستقدام الدعم العربي والدولي لمرحلة الإعمار.
رابعاً- فيما يتعلق بتطبيق القرار 1701 في هذه الظروف المعقدة وتحدياتها، تقع على عاتق الجيش اللبناني مسؤولية وطنية كبيرة بالإضافة إلى مسؤولية حماية لبنان من أي تهديد محتمل قد تسببه التطورات المستجدة في سوريا، ما يجعل الاعتبار الأمني عنوانًا أساسيًا للمرحلة المقبلة. وعليه، فإن شخصية رئيس الجمهورية المنتخب يجب أن تمتلك خبرة واسعة في مجال الأمن والدفاع كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة اللبنانية.
خامساً- من ناحية أخرى، يعاني لبنان (الدولة والإدارة والمجتمع) منذ فترة طويلة من سلسلة أزمات حادة موروثة ومتجددة، في ظل أزمة ثقة كبيرة بين اللبنانيين والسلطة السياسية نتيجة الفساد المستشري في الدولة. وقد أدى ذلك إلى انفجار اجتماعي في 17 تشرين الأول 2019، تبعه انفجار المرفأ وتداعياته، وأزمة المصارف، وحرمان المودعين من أموالهم، وانهيار العملة
الوطنية، وتدني الرواتب والأجور، واستفحال أزمات متتالية ومتنوعة عطلت مختلف القطاعات، باستثناء المؤسسات العسكرية والأمنية. وفي طليعتها الجيش الذي بقي صامدًا، جاهزًا، مرابطًا على حدود الوطن وساهرًا في الداخل، يقوم بواجبه الوطني انطلاقًا من عقيدة وطنية ترتكز على القيم والانتماء والولاء، وليس على الرواتب والمكتسبات. وما كان ذلك ليحدث لولا قائد استثنائي على رأس هذه المؤسسة، تمكن من الحفاظ على تماسك الجيش وجهوزيته، والذي بدوره حافظ على الوطن.
سادساً- إن هذه المقاربة تؤكد بوضوح أن استعادة المواطن اللبناني ثقته بالدولة تحتاج إلى رأس لهذه الدولة يتمتع بصفاتٍ قيادية وطنية استثنائية كالتي ميزت شخصية العماد جوزاف عون، الذي بينت التجربة قدرته على قيادة الجيش بحكمةٍ وعزمٍ وحزم رغم شدة العواصف والرياح، وإدارته المؤسساتية للجيش بشفافية مطلقة، واعتماده مبدأ الكفاءة وعدم التهاون في مكافحة الفساد، واتخاذ القرارات من خلفية وطنية عميقة لا تراعي سوى المبادئ والقيم والأنظمة والقوانين، وليس أي جهة أو طرف أو سلطة أخرى.
بناءً عليه، وبثقة مطلقة، إننا في تجمع الولاء للوطن، وانطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية ومن ضمير وطني حي، ندعو السادة النواب إلى تأمين انتقال هذه الصفات القيادية من الجيش إلى الوطن الجريح، بما يمنح جميع اللبنانيين فرصةً وأملاً من خلال انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. كما يدعو التجمع اللبنانيين جميعاً إلى التعاون مع الرئيس العتيد في عملية بناء الدولة العصرية القوية والعادلة التي تتسع لجميع أبنائها.
ختاماً، ومن رحم الآلام والمآسي والجراح التي أنهكت هذا الشعب الأبي، لا بد من ولادة جديدة للبنان الرسالة، لبنان السيادة والكرامة، تعيد له دوره المتميز في هذا العالم، يفخر به مواطنوه المقيمون والمغتربون. وإننا في تجمع الولاء للوطن مصرون على مواصلة النضال والمضي قدماً، بروح وطنية خالصة، باتجاه بناء الدولة المستقلة، دولة القانون والمؤسسات، دولة تليق بتضحيات شعبها، كل شعبها، على مر الزمن وامتداد التاريخ.
عشتم وعاش لبنان
بيروت في ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٤