تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
لقد سقطت حلب خلال ساعات، وانسحب الجيش السوري دون مقاومة تُذكر، وتقدمت الفصائل المسلحة ليلاقيها سكان حلب بالترحاب، والتحاق مئات المقاتلين منهم بصفوف الفصائل المسلحة، مما أوحى بوجود عدد كبير من الخلايا النائمة، التي كانت داخل المدينة.
قادت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) الهجوم على محورين، الاول باتجاه الشمال الشرقي نحو حلب وريفها، والثاني جنوباً نحو مدينة حماة.
حاول الجيش السوري بناء خط دفاعي في حماة، لكن الفصائل المسلحة هاجمت المدينة من ثلاث اتجاهات، من الشرق والشمال والغرب، وفي حين صمد الجيش على الجبهة الشمالية، سقطت الاجنحة بسرعة، مما أجبر الجيش على الانسحاب من المدينة.
تم التشويش بشكل كبير على اتصالات الجيش السوري، مما يؤكد وجود دعم للمسلحين من جهات دولية كبرى، كما أن هناك مراقبة جوية دقيقة، وصور اقمار اصطناعية، وأسلحة متطورة خاصة المسيرات، والمناظير الليلية، قُدمت للمسلحين.
من جهة الجيش السوري وحلفائه لا شك أنه هناك اخفاق استخباراتي، وضعف في الاستعدادات الدفاعية، هذا إضافة إلى عدم القدرة على الحشد، وغياب المرونة والقدرة على المناورة، مما جعل الفصائل المسلحة هي تحدد مكان وزمان المعارك، وتحتل القرى والمدن بسرعة وسهولة.
التساؤلات كثيرة وكبيرة، خاصة لناحية بطء التحرك الروسي والايراني، والسماح لهذه الفصائل المدعومة من تركيا والولايات المتحدة الامريكية وقوى أخرى، بأن تحتل هذه المساحة الواسعة والحيوية من سوريا.
لا شك ستسعى الفصائل للتقدم نحو حمص، وعندها ستصل بسهولة إلى الحدود اللبنانية، وتفصل الساحل السوري عن دمشق،وهناك خطط لديهم للوصول إلى منفذ بحري، عبر مدينة طرابلس اللبنانية.
وثم ستتحرك جبهة درعا والجنوب السوري، واذا نجحت الفصائل في ذلك، يكون قد اكتمل مشهد تقسيم سوريا إلى اربع دويلات، تتقاسم النفوذ عليها كل من؛ روسيا، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وستخرج إيران من المشهد السورية، ولاحقاً العراقي، وهذا طبعاً بعد ما حدث في لبنان، من تطويق لدور إيران ونفوذها، عبر توجيه ضربات قاسية لحزب الله.
خارطة الشرق الاوسط الجديد الذي تحدث عنه نتنياهو، اضافة إلى حديث الرئيس التركي أردوغان عن "وضع جديد يتشكّل بهدوء في سوريا" يوحي دون شك، أن هناك تفاهمات حصلت بين القوى الكبرى، ستدفع سوريا ثمنها، وكذلك محور المقاومة الذي أصيب بلا شك في مقتل، ولن يتعافى من جراحه قبل فترات طويلة.
ولمعرفة مزيد مما يرسم للمنطقة، نترك للقراء الكرام، الاطلاع على هذا المقال، الذي تم نشره في موقع "الثائر" في 26 تشرين الثاني 2024 على الرابط التالي:
اغتيالات فوضى ودويلات عنوان المرحلة المقبلة في لبنان والشرق الأوسط
https://www.althaer.com/news/295022