تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
امتص الرد الصاروخي الايراني على إسرائيل، ليل الأربعاء الماضي، جانبا من النقمة والاستياء الضمني والعلني، ألذي اصاب حزب لله وجمهوره، جراء وقوف النظام الايراني موقف المتفرج،إزاء الاستهداف الإسرائيلي لقيادات حزب لله الاساسية وعلى راسهم الامين العام حسن نصرلله ، وتنفيذ اوسع هجمات صاروخية على قواعده ومقراته في لبنان، من دون أن تحرك ساكناً، بل اكثر من ذلك، لم يصدر اي رد فعل بارز من مرشد الثورة الاسلامية علي خامنئي ، يهدد برد فعل عسكري على مستوى الحرب الإسرائيلية الواسعة ضد الحزب واغتيال نصرلله ، الحليف الاساس للنظام،في تنفيذ المشروع المذهبي للسيطرة على المنطقة، بينما اعلن رئيس الجمهوريةمهدي بزشكيان ان الحزب ليس باستطاعته الوقوف بوجه إسرائيل، فيما ذهب محمد جواد ظريف مساعد الرئيس، الى القول “ان ايران ليست ملزمة بالدفاع عن الحزب وهي قدمت الكثير من المال والسلاح والتدريب له ، ولكن تم اختراقه من قبل إسرائيل”.
لم يبدد الرد الصاروخي الايراني، المخاوف والشكوك التي ساورت مؤيدي الحزب، من انتهاج النظام الايراني سياسة تصالحية مع الولايات المتحدةالأمريكية عبّر عنها الرئيس بزشكيان علانية في أكثر من مناسبة، وابدى فيها استعداده للانفتاح على الخارج والولايات المتحدةالأمريكية تحديدا، ومرفقا مواقفه بعبارات التودد للشعب الاميركي، والتي اعتبرها مناصرو الحزب، بأنها مؤشر على سياسة جديدة، يزمع النظام اتباعها مع الخصم الاميركي اللدود، الذي يناصب الحزب العداء ويدعم إسرائيل، ويخشى ان تكون هذه السياسة على حساب الحزب واستمرارية علاقته مع النظام الايراني.
لم تتوقف الامور عند هذا الحد، وإنما زادت الشكوك اكثر، عندما تبين ان النظام الايراني، ابلغ الادارة الاميركية مباشرة او عبر دول صديقة، نيته الرد على إسرائيل، بحجةالانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية ونصرلله ظاهريا، ومحددا الاهداف قبل القيام به بوقت طويل، ليتسنى لواشنطن إبلاغ إسرائيل، واتخاذ التدابير والإجراءات لمواجهة واسقاط الصواريخ والمسيرات، والتقليل من اضرارها ومفاعيلها على الارض.
وهكذا كان، وحصل الرد الصاروخي الايراني، وكان بمثابة نسخة منقحة عن رد النظام المسرحي، على الضربة الصاروخية المميتة التي وجهتها إسرائيل، لمبنى القنصلية الايرانية في دمشق بشهر نيسان الماضي، واستهدفت خلالها قادة من الحرس الثوري الايراني، وتم اسقاط معظم الصواريخ الايرانية قبل وصولها، بينما لم تحدث التي سقطت منها، سوى اضرار بسيطة، لاتقارن بنسبة ضئيلة من الاغتيالات الإسرائيلية لهنية وقادة حزب لله .
الآن تسرب الادارة الاميركية معلومات، عن تنسيق بين واشنطن وتل ابيب، لاختيار اهداف ايرانية محددة، لكي تنفذ إسرائيل تهديداتها بالرد على ضربة طهران الصاروخية، لاتشمل مواقع المنشآت النووية، ولاتؤذي النظام الايراني بالصميم، مايعني في الخلاصة، أن الضربات المتبادلة، هي لتسجيل المواقف الشكلية ودغدغة مشاعر المؤيدين، وليست الا لتكريس سياسة الانفتاح التي ينادي بها الرئيس الايراني الاصلاحي بمباركة من القيادة الايرانية، لصالح استمرار النظام، ولو على حساب ضرب واستهداف ذراعه الاساس حزب لله، على يد إسرائيل، كما يحصل حاليا.
معروف الداعوق - اللواء