تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ايلولُ على الابوابِ... واخبارُ الحربِ هي نفسها وموجاتُ القتلِ تتصاعدُ منْ الجنوبِ إلى غزة إلى اوكرانيا وروسيا،
فيما بورصةُ مرشَّحي الرئاسةِ الاميركيةِ تُسجِّلُ نقاطاً طلوعاً ونزولاً، تِبعاً "لشطحاتِ" مرشَّحي الرئاسةِ في اميركا..
هذا كلُّهُ في مكانٍ، فيما نحنُ بدأنا موجةَ هلعٍ جديدةً منْ "جدري القرود"، وكأنهُ ينقصنا حفلاتُ "كراهيةٍ" وتباعدٍ جديدةٌ بينَ الناسِ،
وادويةٌ ومعقَّماتٌ تعودُ لتُكبِّرَ صناعةَ الادويةِ ومافياتها..
***
لكنَّ كلَّ الأهمِّ على مشارفِ ايلول ..
حقوقُ الناسِ مع الدولةِ "الغائبةِ" عنْ الوعي و"المصيِّفة" كما يُقالُ بحراً و"فقرا"و"كوت دازور" واليونان وايطاليا..
فمنْ يسألُ عنْ حقوقِ الناسِ، وعنْ كلِّ المشاكلِ التي انتهى إليها "ايار" الحكوميُّ وبقيتْ على حالها.
فهلْ مَنْ يعرفُ على ماذا رسا قانونُ الإيجاراتِ غيرِ السكنيَّةِ؟
او صندوقُ تعويضاتِ المعلمينَ في القطاعِ الخاصِ؟
ام ماذا عنْ مطالبِ اساتذةِ الجامعةِ اللبنانيةِ والتعاقدِ والتفرُّغِ؟
ماذا عنْ مطالبِ الاساتذةِ والمتعاقدينَ؟
ماذا عنْ القضاةِ الذينَ لا يحضرونَ ولا يفصلونَ بشؤونِ الناسِ، ولا نعلمُ ماذا يريدونَ وماذا لا يريدونَ؟
رغمَ أنَّ رئيسَ مجلسِ القضاءِ الاعلى القاضي سهيل عبود يؤكِّدُ مشكوراً أنَّ مجالسَ العملِ التحكيميةَ وغرفَ القضاءِ ستعاودُ عملها بانتظامٍ اعتباراً من 15 ايلول المقبل.
ماذا عنْ الإتصالاتِ والكهرباءِ والانترنتْ والسلامةِ المروريةِ؟
وإذا حضرتْ إلى الصحةِ فحدِّثْ ولا حرجَ عنْ كوارثِ حاجاتِ الناسِ الصحيَّةِ، فيما اتصالاتُ "الشحادةِ" والتبرُّعِ للأسفِ تخطتْ المعقولَ...
***
امَّا في المالِ والنقدِ والوضعِ الاقتصاديِّ، فهلْ منْ يعرفُ على ماذا سيرسو تصنيفُ لبنانَ على اللائحةِ الرماديَّةِ ام لا،
وحاكمُ المركزيِّ بالإنابةِ بالكادِ تمكَّنَ منْ إنجازِ شيءٍ في واشنطن.
امَّا المفاوضاتُ مع صندوقِ النقدِ ففي خبرِ كانَ،وهمْ سيأتونَ في تشرين ليجدوا صفرَ إصلاحاتٍ،
والحكومةُ لم تُنجزْ شيئاً لا في إعادةِ هيكلةِ المصارفِ ولا في الموازنةِ ولا في القوانينِ ولا حتى في توحيدِ سعرِ الصرفِ،
ولا حتى تغييراً في سعرِ الدولارِ المصرفيِّ..
امَّا حقوقُ الناسِ في ودائعهمْ ففي خبرِ كانَ، فلا خطَّةَ ولا ودائعَ، والناسُ همدتْ همَّتُها وسكتتْ وعضَّتْ على الجرحِ ونسيتْ تعبَ السنينَ.
مَنْ يسألُ عنْ الناسِ؟
وسطَ كلِّ الحقوقِ الضائعةِ،يأتينا الوزيرُ "الفيَّاضُ" ببهلوانيتهِ وخفَّتهِ ليقولَ لنا:"نحنا مش عم نشحد، نحنا عم نديِّنْ العالم كرامة".
عيبٌ هذا الكلامُ، عيبٌ هذا الكلامُ، في وقتٍ نحنُ نشحدُ ثمنَ ربطةِ الخبزِ!