تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتب الخبير في أسلحة الدمار الشامل والقانون الدولي اكرم كمال سريوي :
تطور خطر جداً حدث في الحرب الأوكرانية، بعد وصول مئة جندي فرنسي إلى أوكرانيا في اليومين الماضيين.
وبينما كان من المتوقع أن ينتشر الجنود الفرنسيون في مناطق خلفية، بعيدة عن جبهة القتال، تبين أنهم توجهوا مباشرة إلى الخطوط الأمامية.
وتفيد المعلومات أن الجنود الفرنسيين وصلوا إلى مدينة سلافيانسك على محور باخموت.
وهذه القوة الفرنسية التي عزمت ادارة الرئيس ماكرون على إرسالها إلى أوكرانيا، تم سحبها من دول أفريقيا. وتحديداً من النيجر، التي شكلت ضربة قاصمة لفرنسا بعد الانقلاب الأخير وطرد القوات الفرنسية منها. وكذلك من عدة دول أخرى، كانت قد خرجت منها فرنسا؛ مالي، وافريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو.
تتألف القوة الفرنسية التي وصلت طلائعها إلى أوكرانيا من؛ 280 عنصراً من الوحدات الخاصة، و450 مهندساً ومختصاً في سلاح الإشارة، وعدد من العناصر المختصة بسلاح الصواريخ، خاصة صواريخ نوع سكالوب الفرنسي، الذي هو الاسم البديل لصواريخ ستورم شادو البريطانية، و عناصر أُخرى من وحدات استطلاع وتدريب وإصلاح معدات.
وقد يصل عدد هذه القوات إلى 1540 عنصراً، أو حتى إلى ألفي عنصر.
وهذه الدفعة الأولى ستتولّى تقديم الدعم للواء 54 الاوكراني، الذي يتولى الدفاع عن مدينة سلافيانسك، ولديه كتيبة في الأمام، قريبة من باخموت.
وتشير المعلومات، أن هذه هي الدفعة الأولى من القوات، التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي، وأعرب عن استعداد فرنسا لإرسالها إلى أوكرانيا.
وهي تنتمي طبعاً إلى الفيلق الأجنبي، الفرنسي، الذي كان يقاتل في أفريقيا ودول آسيوية أخرى.
وهو مخصص للعمل خارج فرنسا، ويضم عدداً كبيراً من الجنود من دول خارجية.
ويوصف هذا الفيلق بالتدريب الجيد لعناصره، والمهارة العالية في القتال، ولديه تجارب عديدة في العمليات العسكرية، خاصة في الدول الأفريقية.
وليس هذا وحسب، فلقد صرح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، أن بلاده أعدّت حزمة من الأسلحة والآليات، التي سيتم ارسالها قريباً إلى أوكرانيا.
وتضم الحزمة 150 آلية مدرعة قديمة مخصصة لنقل الجنود، لكنها ما زالت تعمل وصالحة للاستخدام.
كذلك سيتم ارسال صواريخ مضادة للطائرات من نوع أستر- 30 و 100 مسيرة جوية.
وكانت فرنسا قد وقّعت مع أوكرانيا في شباط الماضي، اتفاقية تعاون عسكري لمدة عشر سنوات. تعهدت بموجبها تقديم مساعدات متنوعة لأوكرانيا، في مجالات التدريب، وتطوير الأسلحة. خاصة في مجال صناعة المدفعية، والصواريخ، والحرب السيبرانية، وتطوير البنى التحتية، ومساعدات مدنية.
وتعهدت فرنسا بتقديم مساعدات بقيمة ثلاث مليارات يورو، خلال هذا العام، ويشدد الرئيس الفرنسي ماكرون على أنه لن يسمح بانتصار روسيا في هذه الحرب.
وتفيد المعلومات من الجبهة الروسية، أنه حتى الآن لم يتم العثور على بطاقات فرنسية بين الجنود القتلى على الجبهة. وتُرجّح المصادر أن الفرنسيين قد يكونوا ما زالوا في سلافيانسك، ولم يشتركوا فعلياً في القتال الأمامي بعد.
لكن من الواضح أن الاندفاعة الفرنسية، تجاوزت الخطوط الحمر، وهذا سيزيد الأمور تعقيداً في الأشهر القادمة.
خاصة أن سلافيانسك هي هدف رئيسي للقوات الروسية، على محور باخموت، والتي من المتوقع أن تصل إليها، قبل نهاية شهر حزيران المقبل.
فهل ستشعل فرنسا مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو؟
هذا متوقف حتى الآن على ما سيحصل في الميدان، وطبيعة الرد الروسي على الاستفزاز الفرنسي الجديد.