تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
كتبت ناديا الحلاق في الجريدة
أظهرت أحداث الأيام الماضية، بدءًا من الخرق في المطار، وصولاً إلى خرق الموقع الاكتروني لمجلس النواب، أن لبنان لا يتمتع بالحد الأدنى من الحماية، في مجال الأمن السيبراني.
ووفق مصادر أمنية، فإن هناك ما يقارب ثلاثة ملايين خرق تعرض لها لبنان، في السنتين الماضيتين، شملت مؤسسات وشركات وهواتف وحسابات أفراد.
لا يتعلق موضوع الأمن السيبراني بحصول جهات خارجية على المعلومات السرية، وانتهاكات الخصوصية فقط. بل الأخطر من ذلك، هو أن هذا الخرق، يسمح بتنفيذ عمليات تخريب للمؤسسات، وفي قطاعات حساسة جداً.
خاصة في البنى التحتية، كالطاقة والاتصالات والمياه وغير ذلك.
هذا يعني أن لبنان الرسمي مكشوف…! فمن يحمي البلد من الاختراق؟
الخبير العسكري العقيد المتقاعد أكرم سريوي يقول لموقع “الجريدة”:
لبنان دولة مكشوفة في الفضاء السيبراني، وهذا حال معظم دول العالم الثالث.
والسبب أن لبنان لا يملك شركات وطنية متخصصة بالأمن السيبراني.
ولذلك قام بتوقيع عقد مع شركة "اكيويتف"، وهي شركة أمريكية للأمن المدار، مقرها في نيوجرسي.
توفر "اكيويتف" المراقبة الخارجية، وإدارة الأجهزة والأنظمة الأمنية؛ من جدار الحماية المُدار ، واكتشاف التسلل ، والشبكة الخاصة الافتراضية، إلى فحص الثغرات الأمنية، والخدمات المضادة للفيروسات.
وهي بذلك تملك حق الوصول إلى كافة الداتا والمعلومات، ولديها كافة المفاتيح الالكترونية، وكودات التشفير، وكلمات السر، في اجهزة الكمبيوتر الخاصة بشركتي الاتصالات.
“توقيع العقد مع شركة اكيويتف يعني ببساطة أن كافة المعلومات التي تحصل عليها الشركة، وتقوم بمعالجتها، موجودة لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية، وحكماً كل ما هو موجود لدى أميركا يصل إلى إسرائيل.
لهذا السبب نرى أن إسرائيل تعرف بشكل دقيق، تفاصيل ومعلومات مهمة، خاصة عن قادة وعناصر المقاومة في لبنان.
ما سمح لها بملاحقتهم واغتيالهم، رغم كل إجراءات الحماية التي يتخذونها”.
ويتابع: “إضافة إلى قرب إسرائيل من لبنان، مما يسمح لها بتركيب أجهزة تنصت على شبكات الاتصال اللّبنانية.
خصوصاً نظام “بيغاسوس”، الذي هو برمجية تجسس، تطورها وتبيعها شركة “إن إس أو غروب” ومقرها الأراضي المحتلة”.
ويلفت سريوي إلى أن “البعض يؤكد أن الشركة الأميركية، لم توقع مع وزارة الإتصالات على بند الحفاظ على سرية المعلومات.
ولكن في الحقيقة لا أهمية لهذا الأمر، لأن المعلومات ستصل إلى كيان الإحتلال، أكانت الشركة وقّعت أم لم توقّع على هذا البند.
ولا أحد يستطيع أن يمنع ذلك، أو أن يثبت أن الشركة قامت بتزويد إسرائيل بالمعلومات. كما أن لبنان لا يستطيع مقاضاة الشركة من دون إثبات”.
ويرى سريوي أن “الحل الوحيد لضمان الأمن السيبراني والحفاظ على سرية المعلومات في أي دولة، هو تأسيس شركة وطنية لخدمات الأمن الرقمية”.
ولكن تبقى المشكلة الكبرى، أن شركات الانترنت، وكل التطبيقات على أجهزة الهاتف IOS و اندرويد، هي أميركية.
وكل مستخدم سيقدم ما تطلبه من معلومات، طواعية للشركة صاحبة التطبيق، من “واتس اب”، إلى “فيسبوك”، ومنصة “X”، وغيرها.
ولكل انسان بصمة صوتية، تسمح بالتعرف إليه، وتحديد مكان وجوده، بمجرد استخدامه أي جهاز تلفوني نقال…
ما يعني أن الجاسوس في جيبك!