تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لبعضِ منْ "نسيَ" حجمَ وقاحةِ العدوِّ الاسرائيليِّ، جاءَ تحليقُ الطيرانِ الحربيِّ الاسرائيليِّ بشكلٍ منخفضٍ ومكثفٍ فوقَ مناطقِ جبلِ لبنانَ مساءَ الاحدِ، ليؤكِّدَ للبعضِ منْ جديدٍ حجمَ الخروقاتِ الاسرائيليةِ اليوميةِ لسيادتنا في بحرنا وجوِّنا وارضنا وهواتفنا وبيوتنا.
وشعرَ اللبنانيونَ للحظةٍ وكأنَّ خطوةً عسكريةً ما تُحضَّرُ، وإلاَّ فما الهدفُ منْ هذا الاستفزازِ الوقحِ، ومنْ هذا الاستعراضِ الهمجيِّ في سماءِ لبنانَ.
ومع اصرارنا الشديدِ على ضرورةِ تطبيقِ القرارِ 1701 منْ الطرفينِ، أي منْ اسرائيلَ ومنْ حزبِ اللهِ .. لكنَّ السؤالَ لماذا تتخطى اسرائيلُ كلَّ يومٍ منطقةَ الــ 1701 على سبيلِ المثالِ وتجتاحُ سيادةَ البلادِ منْ جنوبها إلى شمالها،منْ دونِ أنْ يحقَّ للبنانَ كدولةٍ أنْ يحتجَّ..
هلْ اعتدنا على فكرةِ السيادةِ المنتهَكَةِ على كلِّ الحدودِ منْ الشمالِ إلى الجنوبِ فالبقاعِ وصولاً إلى البحرِ والسماءِ..؟
***
حزينٌ امرُ هذا البلدِ الذي يدفعُ أثمانَ حروبِ الآخرينَ، ولم يتعلَّمْ مسؤولوهُ وبعضٌ منْ شعبهِ حتى كيفَ يحمونهُ منْ هبَّاتِ وعواصفِ الخارجِ.
وكيفَ يبنونَ دولةَ القانونِ التي تعلو على الطوائفِ وارتباطاتها، والزعماءِ وولاءاتهمْ، والناسِ وانتماءاتهمْ ...
لو كانَ عندنا دولةُ قانونٍ ومؤسساتٍ وقضاءٍ مستقلٍّ، هلْ كانَ احدٌ ليتجرَّأ على حملِ بارودةٍ وعلى التعرُّضِ لعسكريٍّ، على إنتهاكِ الحدودِ ، وعلى تهريبِ البضائعِ، وعلى سرقةِ مالٍ عامٍ، وعلى التعدِّي على شبكةِ الكهرباءِ او على سرقةِ اتصالاتٍ او على تلويثِ بحرٍ او نهرٍ...؟
هذهِ امثلةٌ عنْ إنتهاكاتٍ يوميةٍ لا نتجرَّأ على الحديثِ عنها، ونحنُ نتحدَّثُ عنْ إنتهاكاتِ العدوِّ...
نحنُ ايضاً ننتهكُ مؤسساتَ بلادنا وننزعَ عنها هيبتها ونتركها فالتةً ومشرَّعةً على كلِّ انواعِ الارتكاباتِ والسرقاتِ والسمسراتِ.
هلْ يحقُّ لنا أنْ نحلُمَ بدولةٍ نتهيَّبُ فيها منْ جديدٍ عندما نمرُّ امامَ حاجزٍ للجيشِ ، على سبيلِ المثالِ ...؟ هذا أدنى ما نحلُمُ بهِ في دولةٍ تعودُ للقانونِ والقضاءِ...
منْ الآنَ وإلى أنْ تتحقَّقَ أمنياتنا، كم علينا أنْ نشهدَ على ارتكاباتٍ وإنتهاكاتٍ؟