تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
وزير الشؤون الاجتماعية: سكان الحدود يفضلون الموت على مراكز الإيواء
#الثائر
تصاعدت حدة التوتر بشكل قياسي في جنوب لبنان، إثر مقتل 9 عناصر لـ«حزب الله» خلال 24 ساعة، وغارات إسرائيلية مكثفة بالطيران الحربي والمسيّر، وسط مخاوف من توسع رقعة القصف المتبادل بين الطرفين التي تضاعفت إثر دعوة سفارات أجنبية في لبنان، بينها الألمانية والسويدية، رعاياها إلى المغادرة في أسرع وقت.
ونعى «حزب الله»، خلال 24 ساعة، بين الأربعاء والخميس، 9 عناصر سقطوا في ضربات إسرائيلية استهدفت مقرات ومنازل في الجنوب، بينهم 4 قُتلوا دفعة واحدة في استهداف منزل في الناقورة، جنوب غربي لبنان، ليل الأربعاء؛ ما أدى إلى تدميره بالكامل. ويُعدّ هذا الرقم الأعلى لقتلى الحزب الذين قُتِلوا في يوم واحد منذ استئناف القتال بعد انتهاء هدنة غزة. وجاءت الضربات المكثفة بعد إعلان الحزب عن تنفيذ 11 عملية يوم الأربعاء.
وواصل الحزب الخميس تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف عسكرية، وأعلن في بيانات متعاقبة حتى بعد ظهر الخميس، تنفيذ 6 عمليات، تمثلت في استهداف تموضع لجنود إسرائيليين في شتولا، والمطلة، ومحيط موقع المنارة، وكذلك استهدف موقع الجرداح، إلى جانب تدمير التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام. وأفادت قناة «المنار» بأن مقاتلي الحزب كانوا يطلقون صواريخ «البركان» الضخمة باتجاه مواقع وراء الحدود، بالتزامن مع تحليق مسيرات إسرائيلية على علو منخفض، وتحليق الطائرات الحربية التي نفذت عدة غارات جوية في المنطقة الحدودية.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن «طائرة حربية تابعة لسلاح الجوّ قصفت نقطة مراقبة، وبنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة (حزب الله) في منطقة مارون الراس جنوب لبنان. وبعد وقت قصير، هاجمت قوة من الجيش الإسرائيلي خليّة مضادة للدبابات رصدتها في المنطقة». وذكر أن قواته «أطلقت خلال الليل قذائف (الهاون) لإزالة تهديد في منطقة رب الثلاثين على الحدود اللبنانية». وأضاف أنه «رصد صباح الخميس عدداً من عمليات الإطلاق، من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل».
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أن القصف الإسرائيلي استهدف أطراف بلدة حولا - وادي السلوقي، كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على الطرف الشرقي لحديقة مارون الراس، على مقربة من نقطة الجيش اللبناني، حيث ألقت صاروخين من نوع جو - أرض. وأعقب ذلك غارة مماثلة للطيران الإسرائيلي على محلة عقبة صلحا عند أطراف مدينة بنت جبيل.
ونفذت مسيرة إسرائيلية غارة ثانية على مارون الراس، حيث استهدفت الطرف الشرقي لحديقة المدينة. كما استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة الطراش جنوب غربي بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي الذي استهدف أيضاً بالقذائف الفوسفورية معتقل الخيام وميس الجبل. وسُجّلت غارات جوية على بلدة يارون وأطراف مارون الراس. وسُجل عدد من الغارات بواسطة مسيرة استهدفت محيط عيتا الشعب. وحلق طيران استطلاعي في أجواء قرى قضاء صور والساحل البحري، وصولاً إلى مجرى الليطاني.
معركة مختلفة عن 2006
في غضون ذلك، قال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار، إن «ما يشهده الجنوب حالياً من مواجهات مع (إسرائيل) يختلف عن كل ما شهده الجنوب اللبناني سابقاً، وبالتأكيد يختلف عن عدوان عام 2006؛ ففي عام 2006 كانت هناك حرب وتدمير وتهجير، والقسم الآخر انتقل إلى مراكز إيواء، ولكن اليوم المواطن الجنوبي متشبث بأرضه حتى الاستشهاد ولا أن ينتقل إلى مراكز الإيواء».
وقال حجار من صيدا في جنوب لبنان إن «الناس في المناطق الحدود الجنوبية هم اليوم أكثر من أي يوم مضى متشبثون وصامدون بأرضهم، حتى لو ماتوا من الجوع، وهذا ما شاهدتُه خلال جولتي مطلع العام في هذه المناطق». وأضاف: «الناس في المناطق الحدودية يفضلون الموت على مراكز الايواء لأنهم اختبروا التهجير في عام 2006».