تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَ عصا العقوباتِ حرَّكتْ الجميعَ ليبدأوا العملَ التشريعيَّ والوزاريَّ،
في عزِّ آب حيثُ كانَ من المعتادِ، ان يمضي كُثُرٌ من الوزراءِ والنوابِ وحتى الرؤساءِ، عطلاتهمْ خارجَ لبنانَ، ومع ذلكَ، فقد حصروا تنقلاتهمْ خجلاً من الناسِ واكتفوا ببعضِ السياحةِ الداخليةِ المرموقةِ.
وعليهِ، تنكبُّ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ على جلستينِ اليوم وغداً الخميس، وعلى جداولِ اعمالهما بنودٌ كثيرةٌ.
اما مجلسُ النوابِ فدعيَ كما يبدو لجلسةٍ تشريعيةٍ للتصديقِ على الصندوقِ السياديِّ وعلى مشروعِ قانونِ الكابيتال كونترول...
"فشو عدا ما بدأ" حتى وُضعَ المشروعُ على جدولِ اعمالِ الجلسةِ التشريعيةِ؟
وهلْ بدأ تسديدُ الفواتيرِ للحاكمِ بالانابةِ وسيم منصوري حيثُ كانتْ الشروطُ واضحةً:
إقرارُ القوانينِ الاصلاحيةِ وهي عملياً القوانينُ التي يطلبها صندوقُ النقدِ الدوليِّ،
ولكنْ ألم يقلْ بعضُ النوابِ في السابقِ ان لا إمكانيةَ لاقرارِ قانونِ الكابيتال كونترول إلاَّ منْ ضمنِ خطةٍ اقتصاديةٍ كاملةٍ ترفعها الحكومةُ وتتضمنُ كلَّ القوانينِ الاصلاحيةِ ؟
فكيفَ سيشرِّعُ النوابُ منْ دونِ خطةٍ متكاملةٍ؟
واساساً مَنْ مِنْ الكتلِ المسيحيةِ سيشاركُ؟
علماً ان موقف كتلتي القواتِ اللبنانيةِ والكتائبِ صارَ معروفاً بأنَ لا تشريعَ قبلَ انتخاباتِ الرئاسةِ..
واستطراداً هلْ يُغطي تكتلُ لبنانَ القويِّ "الفاتحُ قنواتِ حوارٍ مع حزبِ الله" هذا التشريعَ النيابيَّ،
ويقطعُ الاجماعَ السياسيَّ المسيحيَّ مبرراً ان مطلبي الصندوقِ الِسيادي والكابيتال كونترول هما من المطالبِ الاساسيةِ للتيارِ الوطنيِّ الحرِّ.
***
تسيرُ البلادُ مع هذهِ المنظومةِ وكأنَ الامورَ فيها على خيرٍ، او فلنقلْ لا تسيرُ إلاَّ بسياسةِ العصا، وتذهبُ مسرعةً الى تلبيةِ الشروطِ،
خوفاً من الآتي الاعظمِ، باعتبارِ ان سلَّةَ العقوباتِ قد تستأنفُ وتشملُ بعدَ رياض سلامة وعائلتهِ قياداتٍ رفيعةً من الصفِ الاولِ في الوسطِ السياسيِّ اللبنانيِّ.
ولكنْ.. هلْ من حاجةٍ بعدُ الى رئيسٍ للجمهوريةِ طالما ان البلادَ تسيرُ على ريموت كونترول المجتمعِ الدوليِّ والعقوباتِ ونكاياتِ الداخلِ؟
وعليهِ.. ماذا لو كانتْ جلساتُ التشريعِ مقدِّمةً لتسهيلِ الحلولِ الرئاسيةِ خوفاً مِما قد يحملهُ ايلول؟
***
في أيِّ حالٍ اشاراتُ عدمِ الرضى القواتيِّ على التشريعِ وعلى نقصِ الداتا في موضوعِ الكابيتال كونترول ظهرتْ في موقفِ النائب جورج عدوان التلفزيونيِّ.
فهلْ تعودُ كرةُ الثلجِ لتتدحرجَ مجدداً في وجهِ الكابيتال كونترول،
الذي لا يشبهُ الكابيتال كونترول بأيِّ شيءٍ، ولم يعد فيهِ جدوى بعدَ ثلاثِ سنواتٍ ونصفٍ على الازمةِ، او ان ما كتبَ دولياً قد كتبَ؟
والضماناتُ التي اعطاها للخزانةِ الاميركيةِ ولصندوقِ النقدِ وسيم منصوري يجبُ ان تنفذَ؟
كلُّ ذلكَ في ميلٍ، لكنَّ الاساسَ، في مكانٍ آخرَ.
منْ أينَ تأتي الدولةُ خارجَ مصرفِ لبنانَ بالسيولةِ بالدولارِ لتدفعَ مستحقاتها بالعملةِ الصعبةِ؟
هنا السؤالُ...