تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وزيرُ الاتصالاتِ يُحذِّرُ من إنقطاعِ خدماتِ اوجيرو، ويقولُ أن الوزارةَ لم تحصلْ على ليرةٍ واحدةٍ للصيانةِ منذُ بدايةِ العامِ، ووزارةُ الماليةِ لا تدفعْ للوزارةِ ما يجبُ دفعهُ.هذا تهديدٌ من جديدٍ بقطعِ لبنانَ عن العالمِ وعزلهِ عن الانظمةِ العالميةِ بعدما حاولتْ حكومتهُ مع بدءِ سريانِ التوقيتِ الصيفيِّ عزلَ لبنانَ ايضاً عن النظامِ العالميِّ.
النِّعمُ التي تُغدقها علينا هذهِ المنظومةُ كثيرةٌ، وما اكثرَ الابداعاتِ فيها.
فمنْ كانَ ليتخيَّلَ ان لبنانَ قد يُصبحُ بلا انترنتْ، وان النظامَ الصحيَّ في البلادِ سينهارُ وستنفدُ الادويةُ وتتوقفُ العلاجاتُ بعدما كانَ البلدُ مستشفى الشرقِ الاوسطِ،
وبعدما تَحوَّلَ لبنانُ بعدَ سنواتِ الحربِ وبدايةِ السلمِ الى “HUB” ، ونقطةٍ محوريةٍ لجذبِ الاستثماراتِ وشركاتِ الاتصالاتِ والخدماتِ القائمةِ على الانترنتْ، ها هو يُصارعُ من اجلِ الابقاءِ على خدماتِ الانترنتْ التي صارتْ بالارضِ، فيما العالمُ يدخلُ الى حضارةِ 5 G.
***
قطاعُ السياراتِ المستعملةِ يُصارعُ بعدَ الجنونِ الذي اصابَ الدولارَ الجمركيَّ فيما قطاعُ السياراتِ الجديدةِ صارَ حُكراً على اصحابِ الثرواتِ والدولاراتِ الفريش،
لكنَّ الجامعَ بينَ القطاعينِ هو تعثُّرُ تسجيلِ السياراتِ في النافعةِ التي تعملُ ثلاثةَ ايامٍ ويُديرها ضباطٌ وعناصرُ من قوى الامن الداخليِّ، مع اتهاماتٍ لموظفيها بارتكاباتٍ وسمسراتٍ...
وبدلَ ان تستعجلَ الادارةُ في المعاملاتِ لرفدِ الخزينةِ بالمواردِ الماليةِ،
ها هي الوارداتُ تتراجعُ بشكلٍ كبيرٍ في النافعةِ، كما في الدوائرِ العقاريةِ،
التي عاد إليها بعضُ الموظفينَ الذينَ كانوا موقوفينَ وكأنَ شيئاً لم يكنْ.
***
نحنُ على ابوابِ موسمِ اصطيافٍ وسياحةٍ...
كيفَ نتحضَّرُ لاستقبالِ المغتربينَ حتى لا نقولَ سياحاً في البلادِ بدءاً من مطارِ بيروتَ الدولي الذي تنقطعُ عنهُ المكيِّفاتُ وتنبعثُ من حولهِ روائحُ النفاياتِ مروراً بالاوتوسترادِ المزدحمِ بالتلوُّثِ البصريِّ وصولاً الى وسطِ بيروت المتَّشحِ بالسوادِ والعتمةِ...
ما هي القيمةُ الاضافيةُ التي يقدِّمها لبنانُ للمغتربينَ غيرُ قصائدِ الشعرِ والغزلِ بالصحنِ اللبنانيِّ وبجمالِ الجبالِ والشواطىءِ؟
ماذا يبقى من روحِ البلادِ؟ لا شيءَ...
خصوصاً عندما نقرأُ اخباراً من السودانِ المهدَّدِ بإنقطاعِ الاتصالاتِ والمياهِ نتيجةَ إنقطاعِ الكهرباءِ...
صرنا نتشبهُ بالسودانِ وصارَ السودانُ يتشبهُ بنا...
***
روحُ البلادِ هي روحُ الفرحِ والاعيادِ والناس التي تضجُّ بالحياةِ والسعادةِ والرفاهيةِ والكرامةِ.
فأينَ اللبنانيونَ من كلِّ هؤلاءِ، وهمْ ينتظرونَ الموتَ ببطءٍ على وقعِ إنهيارِ كلِّ شيءٍ لديهمْ،
بانتظارِ الفرجِ الآتي من انتخابِ رئيسٍ تُوحي الاشاراتُ وتؤكِّدُ ان موعدهُ سيكونُ بعيداً،
إلاَّ إذا طرأ تطوُّرٌ كبيرٌ يُغيِّرُ في التوازناتِ.
لكنْ منْ يُغيِّرُ في خرائطِ الفيتوهاتِ المتبادلةِ في الداخلِ وتوازنِ الرعبِ القائمِ على تعطيلِ النصابِ لدى كلِّ فريقٍ.. حتى الساعةَ لا احدٌ!