تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الطريقةُ التي تتعاملُ فيها الدولُ مع لبنانَ في ملفَّي رئاسةِ الجمهوريةِ والازمةِ النقديةِ، تُوحي وكأننا امامَ انتدابٍ دوليٍّ جديدٍ على لبنانَ، من دونِ ان يكونَ هناكَ ايَّةُ ايجابياتٍ حتى الساعةَ لهذا الانتدابِ....
لكنَّ السؤالَ، وحتى لا يذهبُ القرَّاءُ بعيداً في تحليلِ ما كتبتُ هو مَنْ وضعَ اللبنانيينَ امامَ هذا الانتدابِ الدوليِّ الجديدِ؟
أليستْ هذهِ المنظومةُ العاجزةُ عن إدارةِ بلدٍ إنهارَ بفضلِ جشعها وصفقاتها وفسادها...
أليسَ غريباً ان تتدخَّلَ الدولُ ويأتي موفدٌ ويذهبُ موفدٌ ويُستدعى سياسيونَ كما في مذكراتِ الجلبِ الى الخارجِ للاستماعِ إليهم كما في جلساتِ التحقيقِ والاستجوابِ..
***
هلْ يُشرِّفُ اللبنانيينَ مشهدُ مرشحينَ للرئاسةِ يخضعونَ لاسئلةٍ واستجواباتٍ حولَ برامجهمْ في السفاراتِ وفي القصورِ الرئاسيةِ وفي عواصمِ العالمِ...
ثمَّةَ من يقولُ ان الاسئلةَ تتركَّزُ حتى حولَ اسماءِ قادةِ الجيشِ وحكامِ البنكِ المركزيِّ والوزراءِ والقضاةِ، وحولَ كيفيةِ التعاملِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ، وحولَ الالتزامِ بالقوانينِ الاصلاحيةِ وحولَ الاستراتيجيةِ الدفاعيةِ...
الويلُ لِمنْ "يتلعثمُ" في الاجاباتِ، ولِمنْ لا يُعطي ضماناتٍ، والعلاماتُ العشرُ لِمنْ يفرشُ الورودَ ويُقدِّمُ العهودَ والوعودَ..
اسوأُ ما نعيشُ فيهِ هو حجمُ وعددُ الدولِ والعواصمِ والانظمةِ والمؤسساتِ التي تتدخَّلُ في قراراتنا الداخليةِ،
بفضلِ حماقاتِ هذهِ المنظومةِ وارتكاباتها وتآمرها وارتباطها مع الخارجِ...
***
كانتْ العقدةُ في التوتُّرِ الايرانيِّ – السعوديِّ، فإذا بالاتفاقِ يوتِّرُ الداخلَ اللبنانيَّ اكثرَ مِما يريحهُ...
ماذا لو اختلفتْ وجهاتُ نظرِ واشنطن والرياض او الرياض وباريس او باريس وواشنطن او دمشق وطهران؟
نحنُ بحاجةٍ الى توافقِ الجميعِ حتى نتَّفقَ فيما بيننا...
فهلْ هؤلاءُ يمكنُ تصنيفهمْ بالمسؤولينَ؟
وهلْ يُعقلُ ان نسلِّمَ رقابنا ومستقبلنا لهمْ وهمْ أوصلونا الى ما نحنُ فيهِ وعليهِ؟
***
نحنُ امامَ تحدٍ اساسيٍّ وهو بناءُ دولةٍ سيِّدةٍ وحرَّةٍ ومستقلةٍ.
فهلْ بإمكاننا ذلكَ إذا كانَ ايُّ سفيرٍ باستطاعتهِ التاثيرَ على قرارِ نائبٍ بالتشريعِ او بالتصويتِ على قانونٍ،
او إذا كانتْ ايَّةَ عاصمةٍ تبيحُ لنفسها حقَّ تسميةِ رئيسِ جمهوريةٍ او رئيسِ حكومةٍ او حاكمِ بنكٍ مركزيٍّ او قائدِ جيشٍ...
ما الذي يميِّزُ ايامنا عن ايامِ الاحتلالِ العثمانيِّ والبابِ العالي، او عن ايامِ الانتدابِ الفرنسيِّ او عن زمنِ الوصايةِ السوريةِ؟
هي اللعبةُ نفسها تدورُ وتدورُ... اوراقُ اللعبِ همْ الساسةُ اللبنانيونَ امَّا اللاعبونَ فهمْ أنفسهمْ..
وإنْ تغيَّرتْ عناوينُ اقامتهمْ...!