تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لوحظ خلال الساعات الماضية إعادة تفعيل باريس قنوات اتصالها المباشر مع القيادة السعودية لاستعجال "أي حل" لبناني، بحسب تعبير أوساط متابعة للحراك الفرنسي، سيما في ضوء اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والاتفاق معه على "العمل معاً" للمساعدة في إخراج لبنان من أزمته العميقة، مشيرةً إلى أنّ ماكرون يعتزم زيارة الرياض في وقت قريب لمحاولة التوصل مع القيادة السعودية إلى أرضية مشتركة حيال التصور المرتقب للحل اللبناني، خصوصاً في ضوء إعادة فتح قنوات التواصل المباشرة بين المملكة العربية السعودية وإيران، بحسب "نداء الوطن".
وفي بيروت، لفت تحرك السفيرة الفرنسية آن غريو باتجاه المسؤولين للدفع باتجاه إقامة طاولة حوار تفضي إلى "انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة"، حسبما أعلنت من السراي الحكومي بعد لقائها ميقاتي، باعتبار أنّ "الاحوال باتت طارئة وملحة ويجب استعادة زمام المبادرة على أسس تستند الى الحوار البناء".
أما على مستوى الموقف السعودي، فقد أكدت جولات السفير وليد البخاري على القيادات اللبنانية إثر عودته من اجتماع باريس التشاوري على عدم وجود أي تبدّل في توجهات المملكة العربية السعودية ونظرتها للحل اللبناني على أسسس "سيادية إصلاحية خارجة عن أي اصطفافات حزبية وفئوية"، وهذا ما جدد البخاري التشديد عليه سواءً بقوله من معراب أنّ "موقف المملكة ثابتٌ تجاه لبنان ولن يتغيّر، ودورها في اللجنة الخماسية يصبُّ في مصلحة لبنان وسيادته"، أو بتأكيده من الصيفي أمس على ثقة السعودية "بتطلعات الشعب اللبناني وإرادته في الخروج من الأزمات، لا سيما أنّ لبنان عودنا على مناعته تجاه الأزمات وقدرته على النهوض منها".
ونقلت مراسلة “النهار” رندة تقي الدين عن مصدر فرنسي رفيع وصفه الحديث بين ماكرون وبن سلمان حول لبنان وموضوع الفراغ الرئاسي بانه كان بناء جدا. وقال ان باريس ستستمر في العمل مع المملكة السعودية حول الملف الرئاسي اللبناني واذا اقتضت الحاجة لاحقا قد يزور المستشار الرئاسي الديبلوماسي باتريك دوريل السعودية للمزيد من التنسيق حول الموضوع علما انها ليست مبرمجة حاليا.
وتأمل فرنسا في ان عودة العلاقات بين السعودية وايران قد تعطي نتائج على الملف اللبناني علما ان الملف اليمني هو الاهم بالنسبة للسعودية. وتجدر الاشارة الى ان فرنسا تبحث عن حل للفراغ الرئاسي في لبنان وان اختيارها صيغة ترشيح سليمان فرنجية مع حكومة اصلاحية وضمانات من فرنجية بانه لن يعطل الحكومة الاصلاحية ولا يستخدم الثلث المعطل لا ينبثق من صداقة او انحياز لفرنجية بل لان الصيغ الاخرى مع مرشحين آخرين لم تنجح.
الى ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية لـ»الجمهورية» انّ الجانبين الفرنسي والسعودي متّفقان على تمكين لبنان من تجاوز محنته، والتعجيل في انتخاب رئيس، كاشِفةً انّ ما حصل في الايام الأخيرة (سجال الساعة والخطاب الطائفي)، قد أثار مخاوف كبرى من ان ينزلق الوضع في لبنان الى واقع شديد الخطورة على كل المستويات، وباريس والرياض يعتبران انّ الضرورة مُلحّة لبلورة مخرج مشترك يُراعي المصلحة اللبنانية من كل جوانبها، وهما يعملان في هذا الاتجاه».
ورداً على سؤال عما اذا كان في الافق لقاءات ومشاورات فرنسية سعودية وشيكة، لفتت المصادر الديبلوماسية الى ان ثمة خطوات قريبة جدا ستلي حتماً الاتصال بين الرئيس ماكرون وولي العهد بن سلمان، ليس بالضرورة ان يعقد اي لقاء في باريس، او في اي مكان آخر لإجراء مشاورات جديدة، خصوصاً انّ الجانبين يمكن القول انهما اصبحا في نقاشهما حول الملف الرئاسي في لبنان مراحل متقدمة جدا، والصورة باتت جلية امامهما، ومن هنا ليس مستبعداً ابداً، بل متوقع بقوة ان تتسارع التطورات في الايام القليلة المقبلة ويتبدّى مخرج مشترك سعودي فرنسي يتأسّس عليه توافق لبناني يُفضي سريعاً الى انتخاب رئيس للجمهورية والبدء بالخطوات التي يفترض أن تليه على صعيد إعادة تكوين السلطة والمؤسسات في لبنان».