تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
على صعيد التحرك الدولي باتجاه مسرح التأزم اللبناني، وبينما يترقب المسؤولون زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بربارة ليف أواخر الشهر الجاري إلى بيروت، حاملةً رسائل أميركية واضحة حيال خارطة الطريق الدستورية والإصلاحية المطلوبة دولياً وعربياً لخروج لبنان من أزمته بالاستناد إلى نتائج الاجتماع الخماسي في باريس، تتجه الأنظار مجدداً اليوم إلى العاصمة الفرنسية لرصد مفاعيل المشاورات الثنائية، الفرنسية – السعودية، بمشاركة كل من مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري.
وإذ تؤكد مصادر مواكبة لـ"نداء الوطن" أنّ لقاء باريس اليوم يأتي في إطار "استكمال البحث والتشاور حول السبل الآيلة إلى رفع مستوى التنسيق والضغط لكسر حالة الاستعصاء والمراوحة وكبح جماح الانهيار المتسارع على الساحة اللبنانية"، عكست أوساط "الثنائي الشيعي" عشية اللقاء أجواء تؤكد أنّ كلاً من "حزب الله" و"حركة أمل" يراهنان ويعقدان الأمل على أن يلعب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دوراً مساعداً في إعادة تعويم مرشحهما سليمان فرنجية على طاولة المشاورات الرئاسية، ربطاً بمستجدات الاتفاق السعودي - الإيراني، لا سيما وأنّ هناك اتصالات مفتوحة بين الرئيس نبيه بري والمسؤولين الفرنسيين للدفع بهذا الاتجاه، بالتوازي مع تواصل مباشر أجراه دوريل مع فرنجية في الآونة الأخيرة للغاية عينها.
وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية» انّ اللقاء سيشهد مقاربة جديدة للتطورات مضافة الى الجهود التي بذلها دوكان ونتائج مفاوضاته التي أجراها في واشنطن وباريس مع فريق البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، للبحث في شكل المساعدات التي طلبها لبنان في ملف الطاقة أو في ملف التعافي الاقتصادي على رغم من عدم قيام لبنان بأي خطوة تؤدي الى تنفيذ التعهدات التي قطعها في الاتفاق المعقود معه على مستوى الموظفين في 9 نيسان العام الماضي، إضافة الى البت بالاصلاحات التي لا يمكن تأجيل البحث فيها أكثر مما مضى حتى اليوم.
وبعدما لفتت المصادر الى ان الجانب الاقتصادي والمالي والانساني سيطغى على البحث، قالت ان اللقاء سيتناول ايضا الاستحقاق الرئاسي من باب التفاهم الجديد بين المملكة وإيران وانعكاساته المرتقبة على الوضع في لبنان، وإصرار الطرفين على مجموعة من المواصفات الرئاسية التي تلاقت في جوانب عدة منها ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية قبل القيام بأي خطوة أخرى وتشكيل حكومة جديدة تتعامل مع المجتمع الدولي والجهات المانحة.
في المقابل، قللّ مصدر سياسي رفيع عبر «الجمهورية» من امكانية احداث خرق سريع خلال لقاء باريس اليوم، وان كان في استطاعته لجم اندفاعة «الفيتوات» في انتظار بلورة الصورة المواكبة للاتفاق السعودي ـ الايراني، وكذلك في انتظار نتائج المسعى الباريسي الثاني على هذا المستوى. وقال المصدر: «ستبقى انشغالاتنا منصَبّة على حركة الدولار التصاعدية ومحاولات الصمود في وجه التسونامي التي يجتاح فيها كل القطاعات ولا سيما منها مقومات الحياة اليومية للمواطن». ونفى «وجود اي نية لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري للدعوة الى جلسة نيابية قريباً لانتخاب رئيس «فموقفه الحاسم، وهو أنه لن يعيد مسلسل الجلسات الهزلي، لن يتغيّر، فلا جلسات طالما ان ليس هناك تطور في الملف يغيّر المشهد».
من جهة أخرى، وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" ان اللقاء سيعيد التأكيد على ثابتة اجراء الانتخابات الرئاسية، على ان المعلومات التي تتحدث عن امكانية وضع خارطة طريق قد تكون صائبة في ظل خشية فرنسية – سعودية من تفلت الاوضاع في البلاد. وقالت هذه المصادر انه لا بد من انتظار مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني على لبنان، وتحديداً في ما خص رئاسة الجمهورية مع العلم ان المسألة قد تستغرق بعض الوقت، ولذلك تتكرر النداءات بمعالجة الشق الداخلي.
وتوقفت عند ما يتسرب عن اوساط الثنائي الشيعي في ما خص تقدم اسهم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، ولفتت الى ان لا شيء جدياً، والواقع الانتخابي على حاله مع تسجيل اتصالات لم تؤد الى الخرق المطلوب. وحسب المعلومات، فان السفير بيار دوكان المسؤول عن تنفيذ قرارات مؤتمر سيدر، التي تم تعطيلها، من خلال رفض الاصلاحات المطلوبة في قطاع الكهرباء خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.
كما سيتم وفقاً لمصادر دبلوماسية عربية البحث بانشاء الصندوق الخاص بمساعدة الشعب اللبناني لتدارك النتائج الكارثية للتدهور الاقتصادي والمعيشي، ومرحلة ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهوري وكيفية توسيع مروحة المساعدات التي تشمل قطاعات واسعة في الدولة اللبنانية.