تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عملياً اطلقَ الثنائيُّ الشيعيُّ ماكينةَ الترشيحِ الرسميِّ لسليمان فرنجيه، فبعدَ كلامِ الرئيسِ نبيه بري الصحافيِّ، جاءَ حديثُ السيد حسن نصر الله ليعلنَ الموقفَ رسمياً.
وعليهِ، إذا تمَّ تحديدُ جلسةٍ لانتخابِ رئيسٍ، عندها، وكما كتبنا بالامسِ تكونُ انطلقتْ عمليةُ استعراضِ النقاطِ والاسماءِ والاصواتِ،
ولنْ تكونَ هناكَ اوراقٌ بيضاءُ من قبلِ الثنائيِّ، بلْ ستكونُ الاوراقُ محصورةً بسليمان فرنجيه من قبلِ الثنائيِّ وبعضِ الحلفاءِ وبعضِ المستقلينَ وبعضِ اصواتِ السنَّةِ وبعضِ اصواتِ المسيحيينَ.
ولكنْ هلْ اكتملَ المشهدُ الخارجيُّ والداخليُّ لكي تنطلقَ عمليةُ الانتخابِ، وهلْ هذا يعني ان الثنائيَّ قد يقولُ لاحقاً لفرنجيه:
لقد عملنا ما في وسعنا ولكننا لم ننجحْ بسببِ غيابِ اكبرِ كتلتينِ مسيحيتينِ عن دعمكَ، وبسببِ القدرةِ على تعطيلِ النصابِ، فلنذهبْ الى مرشحٍ آخرَ.
أم ان الثنائيَّ سيستفيدُ من لحظةٍ اقليميةٍ ودوليةٍ وعربيةٍ وحتى داخليةٍ، لحشدِ اصواتٍ لمصلحةِ فرنجيه مُضافاً إليها نوابُ اللقاءِ الديمقراطيِّ؟
حتى الساعةَ... لا شيءَ يُوحي إلاَّ بالحائطِ المسدودِ، وبالطريقِ المقفلةِ امامَ الرئاسةِ وبفيتوهاتٍ من هنا وهناك على اسمي جوزف عون وسليمان فرنجيه.
فهلْ اللحظةُ الاقليميةُ هي التي ستوصلُ مرشحاً ما وعلى وقعِ ماذا؟
أم ان اللعبةَ الداخليةَ، وهي مستبعدةٌ.. قد تأخذُ مجراها الطبيعيَّ لانتاجِ رئيسٍ...
***
كلُّ ذلكَ لا يهمُّ في جمهوريةِ الانتحارِ اليوميِّ، والنوباتِ القلبيةِ والعصبيةِ التي يعيشها الناسُ، فأيُّ رئيسٍ سيأتي؟
سيأتي على جمهوريةٍ يموتُ فيها الناسُ خنقاً وذِلاً وجوعاً وفقراً وبطالةً وانتحاراً.
ها هو الخبرُ الحزينُ يأتي عن مواطنٍ هو عسكريٌّ متقاعدٌ من قوى الامن يموتُ بنوبةٍ قلبيةٍ في احدِ المصارفِ بعدما تأكدَ أنهُ غيرُ قادرٍ على سحبِ تعويضهِ الماليِّ الخاصِ من المصرفِ...
هذا هو الوجعُ الحقيقيُّ ومن هنا يجبُ ان يبدأَ أيُّ نقاشٍ، ومنْ هنا يجبُ ان يكونَ برنامجُ أيِّ رئيسٍ،
فمنْ هو هذا العبقريُّ القادرُ على اجتراحِ المعجزاتِ في بلدٍ مفلسٍ،
ومع قطاعاتٍ منهارةٍ ومع مستشفياتٍ لا تعملُ إلاَّ بالفريش، ومع مدارسَ وجامعاتٍ لا تقبضُ إلاَّ دولاراً ومع سوبرماركت لا تقبضُ إلاَّ بالدولارِ ومع مولِّداتٍ لا تقبضُ إلاَّ بالدولارِ.
اما الدولارُ فمنْ أينَ نأتي بهِ في بلدٍ مُفلسٍ بفعلِ غباءِ احدِ رؤساءِ حكوماتهِ السابقينَ، وفي بلدٍ محاصرٍ ومعزولٍ عن العالمِ، وأيُّ حوالةٍ تأتي إليهِ من الخارجِ تحتاجُ الى شهرٍ، كيفَ...؟
ومنْ قالَ ان نزولَ الدولارِ لنْ يشهدَ ارتفاعاً هستيرياً في الاسابيعِ القادمةِ؟
ومنْ قالَ ان اللعبةَ وفي حالِ عدمِ انتخابِ رئيسٍ وعدمِ تعيينِ حاكمٍ مركزيٍّ جديدٍ،
قد تفلتُ بعدَ نهايةِ تموزَ ليصلَ الدولارُ الى 150 الفَ ليرةٍ...؟
منْ قالَ؟ لماذا إذاً الرئيسُ؟