تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
لم يعد سرّاً أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري وضع فيتو على "القائد". في كلامه الأخير إلى "الأخبار" وجّه برّي رسالة حاسمة بهذا الاتّجاه تتجاوز بأهمّيتها كشفه علناً وللمرّة الأولى تمسّك عين التينة، واستطراداً الثنائي الشيعي، بورقة سليمان فرنجية في معركة الوصول إلى قصر بعبدا "مع المحاولات المستمرّة لتوفير أوسع تأييد له".
في الآونة الأخيرة دأب برّي على اعتماد "التسريبات" التي تحدّثت عن تسليم رئيس المجلس بصعوبة انتخاب العماد عون "الذي يحتاج إلى تعديل دستوري" إلى أن تولّى بنفسه حَسم الأمر: لا لجوزف عون.
يرى كثيرون أنّ موقف الرئيس برّي هو الواجهة أيضاً لما لا يريد "حزب الله" المجاهرة به بعدما آثر الأخير التأكيد، على لسان بعض قياديّيه، أن "لا فيتو على أيّ مرشّح، ونسير بمن يتمّ التوافق عليه".
بالطبع لا يهدف برّي إلى تقديم "خدمة" سياسية للنائب جبران باسيل عبر تثبيت العوائق القانونية المانعة لانتخاب قائد الجيش رئيساً، ولو ساعدته الظروف لفعل عكس ذلك تماماً. لكنّ موقف الثنائي الشيعي وتعنّت باسيل فرضا محاصرة المرشّح لرئاسة الجمهورية، وربّما التضييق على أيّ محاولة خارجية لانتخابه.
ويصف مصدر مطّلع، بحسب "أساس" علاقة برّي بقائد الجيش بـ"الجيّدة انطلاقاً من حرص رئيس المجلس على عدم الاصطدام مع أيّ قائد جيش".
على الرغم من اعتماد عون حين تعيينه استراتيجية تقوم على "التحرّر" من التدخّلات و"الطلبات" الحزبية في المؤسسة العسكرية، وخصوصاً في ما يتعلّق بالتشكيلات، ومع أنّه مثلاً لم يراجع عين التينة أو مسؤولي الحزب في المناقلات المرتبطة بالضبّاط الشيعة، لم يتصرّف بطريقة كيديّة ولم يُقصِ بعض الضبّاط المحسوبين بالكامل على الرئيس برّي والمعروفين بالأسماء من مواقعهم.
كما لم يتمكّن قائد الجيش من اقناع الرئيس بري بحل أزمة ترقية الضبّاط من رتبة عقيد إلى رتبة عميد حيث بقي الخلاف بين بري وباسيل أقوى من أي مسعى لرفع الظلم عن أي مسعى لرفع الظلم عن هؤلاء الضبّاط.
ويجزم المطّلعون أنّ "مشكلة برّي مع قائد الجيش هي سليمان فرنجية" لناحية تبنّي ترشيح الأخير واعتباره رجل المرحلة وارتياح "بيئة برّي" للتعاطي السياسي مع رئيس تيار المردة أكثر بكثير من قائد الجيش فيما لو انتُخب رئيساً. والأهمّ هو كونه خياراً استراتيجياً يتشارك فيه مع الحزب من دون أن يعني برّي ما يتردّد من اتّهامات تعتبر "قائد الجيش أميركياً". وبالتأكيد في الحرب المفتوحة بين جوزف عون وجبران باسيل يقف برّي إلى جانب "القائد".
راهناً، لا يبدو برّي بوارد القيام بأمرين:
- التذرّع بقوّة الفراغ، حتى في ظلّ أزمة هي الأخطر في تاريخ لبنان الحديث وتلامس خطّ الفوضى، للذهاب إلى انتخاب قائد الجيش من دون تعديل دستوري.
- الذهاب نحو تعديل دستوري يتيح انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، على غرار انتخاب قائد الجيش الأسبق إميل لحود رئيساً للجمهورية، إذ يسلّم بأنّ هذا الأمر غير وارد في ظلّ حكومة مستقيلة تصرِّف الأعمال ومن المفترض أن ترفع اقتراحاً بهذا الشأن إلى مجلس نواب مكبّل أصلاً بالفيتو المسيحي المانع لالتئامه.
مَن واكب مرحلة الانتقال الرئاسي بين ميشال سليمان وميشال عون يقرّ بأنّ الرئيس برّي كان مستعدّاً لفعل عكس ما يُكبِّل به نَفسه اليوم: تعديل الدستور من أجل وصول قائد الجيش السابق جان قهوجي إلى قصر بعبدا بعدما ضغط باتجاه انتخابه في وجه تبنّي حزب الله ترشيح ميشال عون لرئاسة الجمهورية بدعم من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.