تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يُحلِّقُ الدولارُ في الاعالي في بلدٍ ينزلُ اكثرَ فاكثرَ في القعرِ... لا سببَ يدعو لارتفاعِ الطلبِ على الدولارِ في بلدٍ استقبلَ ألوفاً من المغتربينَ، من المفترضِ أنهمْ اتوا وصرفوا "فريش دولار" لاهاليهمْ، وفي المطاعمِ والمؤسساتِ السياحيةِ والملاهي والمحلاتِ التجاريةِ.
اذاً، ما السببُ لارتفاعِ الدولارِ غيرُ تجارةِ الشيكات بينَ المصارفِ والصرافينَ والمضاربينَ؟
وأينَ دورُ المصرفِ المركزيِّ في "لجمِ" جموحِ هؤلاءِ لوقفِ قضمِ ما تبقَّى من ودائعِ الناسِ ولفرملةِ التضَّخُمِ والغلاءِ والاحتكارِ...
لعبةُ الجمبازِ والقفزِ من فوق الى تحت التي يمارسها البنكُ المركزيُّ مع المصارفِ والصرافينَ والمضاربينَ، يبدو ان لا حدودَ اخلاقيَّةً لها.
فبعدما كانتْ التوقُّعاتُ ان يكونَ الدولارُ في حالةِ ارتفاعٍ، ها هو الدولارُ ينخفضُ بشكلٍ هستيريٍّ بعدما رُفِعَ سعرُ منصَّةِ الصيرفةِ الى 38 الفاً،
هكذا ومن دونِ مبرِّرٍ سوى ان المغتربينَ نزلوا بالفريش دولار الى الاسواقِ، هكذا ومن دونِ ايِّ مبرِّرٍ آخرَ انخفضَ الدولارُ بشكلٍ هستيريٍّ.
فيما التوقُّعاتُ تتحدَّثُ عن أنها لعبةٌ طبيعيةٌ يُمارسها البنكُ المركزيُّ كالعادةِ مع مجموعةِ الصرافينَ للمِّ الدولاراتِ من الاسواقِ لتعودَ فترتفعَ اسعارها من جديدٍ بعدَ الاعيادِ وخصوصاً خلالَ شهرِ شباطِ المقبلِ.
نحنُ بحاجةٍ الى اكاديميةٍ خاصةٍ لتفسيرِ او لتعليمِ فنونِ بورصاتِ الجنونِ في الدولارِ وفي الطلعاتِ والنزلاتِ من دونِ اسبابٍ حقيقيةٍ.
***
الاسوأُ ان صرخاتِ الناسِ توقَّفتْ، والغضبُ عادَ لينحبسَ في الحناجرِ من دونِ انينٍ حتى ...
استسلمَ الناسُ لمصيرهمْ وصاروا وكأنهمْ يتكيَّفونَ مع اقتصادٍ مدولرٍ بنسبةِ 90 بالمئةِ ومع حصصٍ غذائيةٍ تأتيهمْ من هنا وهناك، ومع تقنينٍ في ادنى حقوقِ الحياةِ حتى فقط للاستمرارِ...
هذا الامرُ مرشَّحٌ للتدهورِ اكثرَ عندما سيبدأُ سعرُ الصرفِ الجديدِ في اولِ شباط.
فحينَ يتمُّ تخفيضُ قيمةِ السحوباتِ بالدولارِ من الحساباتِ المصرفيةِ حسبَ مصادرَ ماليةٍ، وعندما يتمُّ تقنينُ السحوباتِ بالليرةِ اللبنانيةِ،
عندها سيكونُ البكاءُ الحقيقيُّ،
سيرتفعُ الدولارُ اكثرَ،
ستزدادُ الاسعارُ وترتفعُ بشكلٍ جنونيٍّ وستتحوَّلُ اكثرَ فاكثرَ حياةُ الناسِ الى جحيمٍ حقيقيٍّ.
***
هذا هو السيناريو المتوقَّعُ في بلدٍ عجيبٍ غريبٍ بلغتْ نسبةُ النموِ فيهِ هذا العامَ 2 % فيما يُتوقَّعُ ان تصلَ في نهايةِ العامِ 2023 الى 3 او 4 % .
فكيفَ يمكنُ وصفُ هذهِ الظاهرةِ التي تحملُ كلَّ انواعِ المتناقضاتِ؟
ويُقالُ هنا ان صندوقَ النقدِ الدوليِّ بحكمِ المصدومِ من الارقامِ، وهو الذي كانَ يُراهنُ انهُ يمكنُ اخذَ البلادِ "بالبلاش" كما يُقالُ...
***
في الافقِ القريبِ لا تشريعَ، وبالكادِ سيتمُّ تمريرُ جلساتٍ لحكومةِ تصريفِ الاعمالِ،
اما الرئاسة الاولى فمعلَّقةٌ انتخاباتها حتى اشعارٍ آخرَ..
بانتظارِ اجتماعٍ يُراهنُ عليهِ اولَ العامِ في باريس تَحشدُ لهُ باريس مع دولةٍ خليجيةٍ في محاولةٍ لايجادِ اطارِ مبادرةٍ لاطلاقِ تسويةٍ رئاسيةٍ... ولكنْ... في ظلِ التوتُّرِ الايرانيِّ – الفرنسيِّ، والروسيِّ – الاوروبيِّ، والايرانيِّ – الخليجيِّ ... هلْ هناكَ من مجالٍ لاطلاقِ تسويةٍ؟
ووفقَ ايِّ آليةٍ إذا كانَ الثنائيُّ الشيعيُّ غيرَ منخرطٍ فيها حتى الساعةَ ولا يزال متمسكاً بترشيحِ حليفهِ غيرِ المعلنِ؟
وأينَ موقعُ واشنطن في هذهِ التسويةِ وهي تقفُ حتى الساعةَ مع المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في موقعِ المراقبِ؟
كلُّ الامورِ في الثلاجةِ حتى الساعةَ..
وحدهمْ الناسُ يكتوونَ بنارِ الإنهياراتِ وبقفزاتِ الدولارِ.
تذكَّروني.. وانتظروا شباط "اللبَّاط"..!