تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كيفما ننظرُ حولنا نرى الانهياراتِ تحيطُ بالمؤسساتِ والقطاعاتِ واحدةً تلوَ الاخرى وسط إنسدادِ افقٍ في نفقِ طويلٍ وطويلٍ..
زادَ الطينُ بلَّةً تهديدُ العدوِ بضربِ مطارِ بيروتَ الدوليِّ كونهُ ممراً كما يزعمُ اعلامِ العدوِ للاسلحةِ من ايران...
ينفي المسؤولونَ اللبنانيونَ الامرَ طبعاً،لكنَّ التحذيرَ قائمٌ والخوف قائمٌ على بلدٍ ينتظرُ ابناءهُ القادمينَ في شهرِ الاعياِد، ليمدُّوا العائلاتِ والبلادَ بالاموالِ والتي وحدها صارتْ محرِّكَ الاقتصادِ، بعدما اكدَ البنكُ الدوليُّ ذلكَ قبل ايام.
كما ان البلدَ ينتظرُ حركةَ السيَّاحِ الذينَ وعلى قلَّتهمْ وإنحسارِ قدومهمْ من العراقِ والاردن،
فأنهم يُشكِّلونَ مكسباً لبلدٍ فقدَ كلَّ مقوِّماتهِ باستثناءِ السياحةِ الطبيعيةِ وسياحةِ المطبخِ اللبنانيِّ للأسفِ،
وبعدما كان البلدُ صرحاً للعلمِ ومنارةً اكاديميةً وثقافيةً وحضاريةً في الشرقِ ويخرِّجُ للعالمِ الوفَ الطلابِ المتفوقينَ سنوياً،ويأتي إليهِ ابناءُ النخبِ العربيةِ وغيرها ليدرسوا في جامعاتهِ،
تتبدلُ معالمُ البلدِ للأسفِ، ويتحوَّلُ شيئاً فشيئاً الى رصيفٍ وميناءٍ لكلِّ ازماتِ ووحولِ العالمِ...
***
ماذا بقيَ من جامعاتنا بعدما هاجرَ ابرزُ اساتذتها وفقدتْ التمويلَ للدراساتِ والابحاثِ والافكارِ، وانتقلَ طلابها الى جامعاتِ الخارجِ لأنها اكثرُ استقراراً وتحوَّلَ الطلابُ العربُ الى عواصمِ العالمِ،
لأنه لم يعدْ هناكَ شيءٌ يربطهمْ بلبنان الذي سمعوا عنهُ من اهلهمْ..
للأسفِ، وبعدما كانَ البلدُ مستشفى الشرقِ، هاجرهُ اطبَّاؤهٌ وصارَ اللبنانيُّ يبحثُ عن حبةِ دواءٍ بالحلالِ وربما بالحرامِ من اجلِ الحصولِ عليها، فيما الناسُ تموتُ لأنها غيرُ قادرةٍ على اجراءِ عمليةٍ جراحيةٍ او لعدمِ توفُّرِ تجهيزاتٍ او معداتٍ وغيرها؟
وبعدما كانَ البلدُ اهمَّ منصَّةٍ في الشرقِ للخدماتِ المصرفيةِ والتأمينيةِ،
ها هو القطاعُ في القعرِ واموالُ الناسِ مصادرةٌ، والمصارفُ على شفيرِ اعلانِ الافلاسِ،
وصندوقُ النقدِ الدوليِّ يبتزُّنا ليشحِّدنا ثلاثةَ ملياراتِ دولارٍ بعدما ينزعُ منَّا كلَّ الخصوصياتِ والمميزاتِ التي صنعتْ المجدَ اللبنانيَّ.
***
هلْ نحنُ مسؤولونَ؟
ليسَ الشعبُ هو المسؤولُ..
هناكَ "عصابةٌ" او زمرةٌ قرصنتْ على البلادِ ومؤسساتها ونهبتها، وتركتنا مشرَّعينَ على مؤامراتِ الخارجِ لتدميرِ البنيةِ الاقتصاديةِ اللبنانيةِ وهويةِ لبنانَ ونموذج النجاحِ اللبنانيِّ..
بايدينا نحنُ ندمِّرُ البلادَ وبخفَّةِ المسؤولينَ عن صياغةِ سياساتنا الاقتصاديةِ والماليةِ والضرائبيةِ،
"نُهشِّلُ" من تبقَّى و"ننفِّرُ" من يريدُ تحويلَ قرشٍ الى البلدِ لأيِّ استثمارٍ.
هلْ انتهى دورُ لبنانَ؟
ربما الدورُ انتهى للأسفِ على يدِ عصابةٍ مجرمةٍ،
لكنَّ لبنانَ باقٍ ما دامَ هناكَ شعبٌ يتنفَّسُ اعياداً وفرحاً ورجاءً وايماناً...!