تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " فادي غانم "
روى لي صديقي حكاية لبنانية طريفة حصلت في إحدى الثكنات العسكرية قديماً قال:
كان في لبنان سابقاً نظام "الاحتياط" وهو عملية استدعاء للشباب اللبناني، وإخضاعهم لفترة معينة من التدريب العسكري، وغالباً ما كان هؤلا من تلامذة الثانويات، أي مرحلة الشباب الملحقة بالمراهقة. وكانت أيام التدريب بالنسبة لهم أشبه بمن دخل السجن، وكُلف بأعمال السخرة، فهم لا يتقاضون رواتب بل بدل مادي صغير، وممنوع عليه الخروج من الثكنة، سوى بضع ساعات في الاسبوع.
وفي إحدى الثكنات العسكرية التي كان يتم فيها تدريب متطوعين، قام قسم منهم بإحداث فجوة صغيرة (طاقة) في جدار الثكنة، في مكان ظليل يصعب رؤيته، كانوا يهربون منها كل ليلةللقاء الفتيات والسهر، ثم يعودن قبل الفجر.
لاحظ الضباط أن هناك عمليات هروب تحصل خلال الليل، لكنهم لم يكتشفوا المكان الذي يتم منه ذلك، فالحرس في كل مكان، ويوجد إضافة إلى المدخل الرئيس، أكثر من عشر نقاط حراسة في محيط الثكنة.
بعد مدة تم اكتشاف فتحة الهرب بالصدفة عن طريق فتاة دخلت إلى الثكنة لرؤية حبيبها. واتخذ قراراً فورياً بوضع نقطة حراسة جديدة في المكان لمنع هرب المجندين منها، سُمّي ب "حرس الطاقة" ريثما يتم ترميم الحائط وسد الثغرة.
بعد عدة سنوات جاء قائد جديد إلى الثكنة، وكان يقوم بجولة تفقدية، ولفته وجود حرس قرب الحائط، في مكان لا يرى فيه شيئاً خارج السور، الذي يرتفع حوالي أربعة أمتار!!!!
فسأل الضابط المرافق عن سبب وجود خفير في هذا المكان، لكن الضابط قال: عندما جئت إلى هذه الثكنة كان الحرس موجوداً ولا أعرف السبب.
بعد التدقيق في الأسباب اكتشف القائد الجديد حقيقة القصة، وأن هذا الحرس وضع منذ عشر سنوات بشكل مؤقت، ليتم اصلاح الجدار، لكن بعد ترميم الحائط تم تشكيل الضابط المسؤول، ولم يتم إلغاء نقطة الحراسة تلك، وهكذا استمر تعيين حرس الطاقة لعدة سنوات.
في عام ١٩١٦ نفذت ألمانيا عملية تقديم الساعة، بهدف توفير الطاقة خلال الحرب العالمية الأولى، ثم تبعتها بذلك عدة دول أوروبية، وما زال الأمر مستمراً حتى اليوم، بين الغاء وعودة، وجدل كبير في أوروبا والعالم، حول جدوى هذه الخطوة، وتأثيراتها السلبية والإيجابية.
اقلعت معظم دول العالم عن هذا الإجراء، خاصة دول أسيا وأفريقيا وأستراليا وأميركا الجنوبية، أما أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية فما زالت تعتمد تبديل التوقيت بين صيفي وشتوي.
قد تكون أوروبا ودول المنطقة الشمالية من الأرض، بحاجة إلى هذه الخطوة، كونها تتمتع بضوء نهار طويل صيفاً قد يصل إلى أكثر من ١٨ ساعة، وقصير شتاءً يقتصر على ٨ ساعات. أما في لبنان فلا يوجد هذا الفارق الكبير بين الصيف والشتاء، ولا حاجة لتبديل التوقيت بين صيفي وشتوي، ولقد أقلعت معظم الدول العربية عن هذا التقليد.
وبالنسبة لتوفير الطاقة، وإنارة الشوارع، فإن الأمر لم يعد مرتبطاً بتوقيت، ويكفي استخدام متحسسات الضوء، لتحديد الوقت الصحيح والدقيق لإنارة الشوارع، هذا طبعاً على افتراض أن لكهرباء ستعود يوماً إلى شوارع لبنان.
ويبقى السؤال هل من يتخذ قراراً مناسباً في هذا الموضوع، ويلغي تأخير وتقديم الساعة ويريح اللبنانيين؟؟؟؟؟ أم أنه في لبنان كل مؤقت دائم، بغض النظر عن الأسباب، أي بما يشبه "حرس الطاقة".