تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
بقلم : صموئيل أديب
إلى مدّعي الحكمة والمعرفة.. الذين يرون أنّهم الأصحُّ دائماً!
أهدي لهم هذه المقاله
أول ساعةٍ امتلكها في حياتي وأنا في الصف الثاني ابتدائي، كانت من نوع "كاسيو" هدية من عمي "أنسي" .. الموديل الأشهر في تاريخ جيلي ذو البلاستيك الأسود والأزرق وبتنوّر وفيها منبة..
أرتديها وأنا فخورٌ وأمشي في الشارع ولونها الأزرق و صوت المنبه يجعلني أشعرُ بأنني رئيسٌ (مراجيح مولد النبي )
ويا لفرحتي عندما يسألني شخص ما ؛ كم الساعة ؟
و أجيبه كمذيع نشرة الأخبار المشهور (خيرى حسن )
"الساعه خمسة على الشمال و عشرين على اليمين ، حتى أنظر إلى الساعة بنفسك " ..!!
أذهب إلى والدي طالبًا لنظرات الإعجاب من الكبار مثل أي طفل "رخم" .. و أسأله : الساعه كم..؟ وأرد (لا ساعتك غير مضبوطة .. مقدمة دقيقتين… أشترِ ساعة كويسة، فضحتنا !! )
.. شهران والشاشة أصبحت سوداء ولا حس ولا خبر.. ولأني "الذكيُّ "من يومي"،، قررت أن أفتح الساعة وأصلّحها بنفسى وأعيد الترس المفكوك لمكانة مثل الساعاتي الشاطر..
فتحتها و لم أجد فيها أي ترس.. كلها قطعة واحدة على بعض لا أفهم فيها أي شئ ..
معتذراً.. ذهبتُ للسيد الوالد . و بعدها ( ااي ) .. سَلم كفه سلام حار على " قفاي" و قال لي : البطارية فرِغتْ وكان ممكن تغييرها لو أنت بلّغتني منذ البداية بدل أن تدمّرها ..
و عقاباً لي بقيت أوفّر لمدة خمس شهور من مصروفي ثمناً للساعة الجديدة..
…. عزيزى القارىء
كلُ حياتكَ عبارة عن موضوعات مثل الساعة . تبدأ جميلة و فيها فرحة ( دراستك ..شغلك.. حبك..جوازك….) وعند أول مشكلة.. تقرر أنْ تُصلِحها بنفسكَ .. وتظن أنك ستجد الترس الخارج من مكانه وستضغط عليه فستعود الحياة لوضعها الطبيعي السعيد ..
لكنْ.. تكتشف أن الموضوع ليس مجرد ترس خرج من مكانه.. فالموضوع أكبر من هذا بكثير وأن الحياة معقدة وكلها أسلاك وبطاريات وأشياء أكبر من فهمك بمراحل ..
أتمنى أن تكون فهمت الدَّرسَ .. أن تسأل من هم أكثر خبرة منك .. أن تقرأ لكي تفهم الحياة… أن لا تعتمد على ذكائك الخارق لأن الحياة قصيرة وهي تجري منك وأنت لاتشعر .. و لأن هناك أخطاء قد تدفع ثمنها عمرك كله…
و للأسف لا يوجد للحياة كتالوج. ولا شرح لطريق السعادة ولا كيف تكون أبًا ولا كيف تكون شخصاً ناجحاً . لكن لها قاعدةٌ واحدةٌ ..لكى تنجح كُن تلميذاً متواضعاً و اسأل واقرأ حتى لو معك دكتوراه وشعرك شاب من الزمن
و اتمنى أن لا تخسر "ساعتك" مثلي.. لأن كف الحياة أصعب بكثير كثير
من كف السيد الوالد…