تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فولكلورٌ جديدٌ لكنَّهُ ممجوجٌ، أُضيفَ اليومَ الى جلساتِ انتخاباتِ الرئاسةِ... تتنوَّعُ الفصولُ والتكتكاتُ، يرافقها المزيدُ من "ولدناتِ" نوابِ التغييرِ، لكنَّ المضمونَ واحدٌ:
سريعاً نذهبُ نحوَ الشغورِ الرئاسيِّ مع املٍ بسيطٍ في تشكيلِ حكومةٍ في الايامِ الاخيرةِ.. حكومةٌ لأيِّ مهمةٍ؟
لا احد يعرفُ...
لكنَّ الأهمَّ هو ما سقطَ على اللبنانيينَ ليلَ الاحدِ:
من السماءِ حيثُ فاضتْ الطرقاتُ وعَلِقَ الناسُ لساعاتٍ في بحيراتِ المياهِ كالعادةِ، وصولاً الى موتِ مواطنٍ جرفتهُ السيولُ في كسروان...
اما ثاني ما سقطَ على اللبنانيينَ بعدَ ظهرِ الاحدِ،
فهو تعميمُ مصرفِ لبنانَ الذي وبقدَرِ ما اراحَ الناسَ لجهةِ الانخفاضِ السريعِ بسعرِ الدولارِ،
لكنهُ في الوقتِ نفسهِ فتحَ التساؤلاتِ حولَ الهندساتِ التي يفتعِلها الحاكمُ من عليائهِ لشفطِ الدولارِ من السوقِ تارةً، وإعادةِ توزيعهِ تارةً اخرى،
في لعبةٍ يدفعُ ثمنها الاقتصادُ والصرافونَ والناسَ العاديونَ... خاصةً وان اسعارَ السلعِ لا تزالُ في جنونِ ارتفاعها وعلى حالها...
***
كانَ معروفاً ان مصرفَ لبنانَ ومع شركاتِ تحويلِ الاموالِ وشحنها، "يضبُّ" الدولارَ من السوقِ لإعادةِ تكوينِ جزءٍ من احتياطي مصرفِ لبنانَ وللتدخلِ في لحظةِ سياسةٍ لخفضِ الدولارِ، وحتى لشراءِ الفيول للكهرباءِ...
لكنَ التوقيتَ قبلَ اسبوعٍ من مغادرةِ العماد ميشال عون القصرَ الجمهوريَّ مريبٌ، ويحملُ الكثيرَ من الدلالاتِ، ويدفعُ اكثرَ فاكثرَ للتساؤلِ حولَ مشروعيةِ تعاميمِ مصرفِ لبنانَ.
هو المواطنُ وحدهُ يدفعُ الثمنَ كلَّ مرَةٍ.
اليومَ يتمُّ تخفيضُ الدولارِ من دونِ ايِّ مبرِّرٍ نقديٍّ،
وهلْ نزلتْ الاسعارُ توازيا مع إنخفاضِ سعرِ الدولارِ،
وغداً مَنْ يضمنُ ان لا يعودَ الدولارُ ليرتفعَ بشكلٍ هستيريٍّ في لعبةٍ صارتْ جهنميةً.
***
سيقالُ غداً ان يومي الاربعاءِ والخميس المخصصينِ لانفراجاتٍ على صعيدِ الترسيمِ مع سوريا ومع اسرائيل،
سيشهدانِ تراجعاً اكثرَ في سعرِ الدولارِ، ولكنْ هلْ دخلتْ الدولاراتُ بالملياراتِ الى البلدِ وتعزَّزتْ الاستثماراتُ، وضخَّ الخليجيونَ اموالهمْ حتى يتراجعَ الطلبُ على الدولارِ...؟
نعيشُ في مجموعةِ اكاذيبَ ولم نعدْ نصدِّقُ ايَّ خطوةٍ يقومُ بها ايُّ فردٍ من افرادِ المنظومةِ...!
***
الكوليرا تتفشَّى إينما كانَ، وتُظهرُ عجزَ هذهِ المنظومةِ التي سرقتْ البلادَ على مدى اربعينَ عاماً.
عجزٌ عن تنفيذِ بنى تحتيةٍ وشبكاتِ صرفٍ صحيٍّ، وعن مراقبةِ تسيُّبِ الحدودِ...
ليسَ لدى الدولةِ لقاحاتٌ، والحلُّ الاسرعُ هو الخلُّ الابيضُ والكلور للتعقيمِ..
اما اساسَ الازمةِ فلا احدَ يسألُ عنها...
بلدٌ يسيرُ كسيارةٍ "خرباني" نحوَ القعرِ..
هلْ تحلُّ ازمتهُ طاولةُ حوارٍ رئاسيةٍ ليتحدَّثُ عنها الرئيس نبيه بري؟
قد نكونُ بحاجةٍ لحوارٍ امميٍّ... وقد لا يكونُ كافياً!