تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حسناً فعلَ النائب نديم الجميل حينَ طالبَ بمناقشةِ بنودِ وخطَّةِ الترسيمِ البحريِّ في مجلسِ النوابِ...
فمسؤوليةُ التوقيعِ ستقعُ تداعياتُها على الاجيالِ المقبلةِ.
حتى ولو كانَ لا يجوزُ ان نتشبَّهَ بالعدوِّ الاسرائيليِّ، فها هو العدوُّ يَحبسُ انفاسَ العالمِ بانتظارِ مناقشتها للعمومِ اليوم الخميس ...
فلماذا علينا كلبنانيينَ ان نبصمَ على ما توافقَ عليهِ الرؤساءُ الثلاثةُ مع المستشارينَ والوسطاءِ، من دونِ ان نعرفَ حقيقةَ ما سيوقِّعُ لبنانُ عليهِ.
فهلْ قامَ وزيرُ الخارجيةِ مثلاً المغيَّبُ عن الاجتماعاتِ بإطلاعِ اللبنانيينَ عمَّا سيتمُّ التوقيعُ عليهِ،
ام هلْ شرحَ وزيرُ الدفاعِ غيرُ المعروفِ للناسِ نقاطَ الحدودِ البحريةِ والمكاسبِ الاقتصاديةِ؟
هلْ المهمُّ فقط ان نطمئنَّ ان لا حربَ في المدى المنظورِ، وان الهدنةَ طويلةٌ حتى لا نذهبَ الى نقاشٍ علنيٍّ لهذا التوقيعِ، إذا تمَّ، وبانتظارِ معرفةِ الردِّ الاسرائيليِّ المربكِ بينَ الحساباتِ الانتخابيةِ وبينَ المنافعِ الاقتصاديةِ لتصديرِ الغازِ الى اوروبا..
في لبنانَ كلُّ الامورِ تسيرُ تحتَ الطاولةِ.
وكأنَ الناسَ واجبهمْ ان يثقوا بهذهِ المنظومةِ الفاشلةِ والفاسدةِ والسارقةِ التي أمَّنوها على اموالهمْ فسرقتها، وأمَّنوها على اولادهمْ فهجَّرتهمْ، وأمَّنوها على عائلاتهمْ فقتلتهمْ، وأمَّنوها على مستقبلهمْ فاحبطتهمْ...
لماذا علينا ان نثقَ بكلِّ ما يقومُ بهِ هؤلاءُ؟
***
ها همْ لم يتعلموا من كلِّ ارتكاباتهمْ فقدَّموا موازنةً غيرَ واقعيةٍ وغيرَ دقيقةٍ، وها همْ انتخبوا نواباً ليدافعوا عن حقوقِ الناسِ، فإذا بهمْ يغرقونَ بالشعبويةِ والسخافةِ وقلَّةِ المسؤوليةِ.
وها همْ ينتظرونَ رئيسَ حكومةٍ مكلَّفاً ليشكِّلَ حكومةً، فإذا بهِ يُضيِّعُ الوقتَ يميناً ويساراً،
خشيةَ مواجهةِ رئيسِ الجمهوريةِ بالحقيقةِ، وبرغبتهِ عدمَ تشكيلِ حكومةٍ لأنهُ مرتاحٌ مع هؤلاءِ الوزراءِ الدمى في يدهِ..
بِمنْ نثقُ؟ بالمصارفِ وقد انقضَّتْ على اموالِ المودعينَ؟ بالمستشفياتِ وهي تتركُ الناسَ تموتُ في غيابِ العلاجِ، بوزيرِ التربيةِ الذي يفسخُ عقداً مع معلمةٍ متعاقدةٍ لأنها وقفتْ بوجههِ؟
بِمنْ نثقُ؟ ولماذا نثقُ وقد قالوا لنا ان الليرةَ بخيرٍ، فإذا بها بالحضيضِ،
وأن الامنَ مستتبٌّ فإذا بالسرقاتِ تعمُّ الاحياءَ، وان الكهرباءَ ستأتي 24/24 فإذا بها تغيبُ 23 ساعة وتأتي بالكادِ ثلاثينَ دقيقةً، وأن المياهَ ستغمرُ البيوتَ بفضلِ السدودِ، فإذا بالسدودِ فارغةٌ، والقساطلُ في المنازلِ فارغةٌ، وندفعُ ثمنَ المياهِ بالفريش دولار..
"إسأل مجرِّباً ولا تسأل خبيراً"...
جرَّبناهمْ، فلماذا نثقُ بهم؟