تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
على الرغم من الاعتراضات الصارخة ضد المقترح الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان الإسرائيلي، أكان في بيروت أو في تل أبيب، فإن الحراك السياسي والديبلوماسي والاقتصادي، نشط أمس، على قاعدة أن ما كتب قد كتب، وحتى دون التريث وانتظار لقاء الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي عصر امس، والذي تناول المقترح المطروح، إلى جانب الشأن الحكومي تحديدا.
وقالت مصادر متابعة لـ «الأنباء» الكويتية إن جهات ديبلوماسية معنية بالشأن اللبناني وبعملية الترسيم بالذات تواصلت مع فاعليات سياسية واقتصادية، وحثتها على تحضير مشاريعها إلى مرحلة ما بعد الترسيم، متوقعة حصول انفراجات في مجالات عدة.
المصادر لاحظت ان للمعترضين من الجانب اللبناني أكثر من منطلق، البعض ينظر إلى عملية الترسيم كجزء من صفقة أميركية - إيرانية، دليلها تبادل سجناء أميركيين في إيران بأرصدة مالية إيرانية في كوريا الجنوبية تقدر بـ 7 مليارات دولار.
والبعض الآخر يرد اعتراضه إلى التجاوزات الحاصلة على حقوق لبنان البحرية، وعلى ما يمكن ان يترتب على اتفاق الترسيم من عبث بموقف لبنان الرافض للتطبيع واخواته.
النائب التغييري ملحم خلف، حذر من نتائج وخيمة لترسيم الحدود، وقال في تغريدة له، ما نسمع عنه تهليلا حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا لا يرتكز على أي سند قانوني او مرتكز تقني، والمعيار المعتمد اعتباطي وغير قانوني ويترتب نتائج وخيمة على نهائية الترسيم البحري مع قبرص، والمنتظر مع سورية.
الخبير الجغرافي عصام خليفة، من جهته قال: ان المادة 277 من قانون العقوبات يعاقب بالاعتقال المؤقت 5 سنوات على الأقل، كل لبناني حاول بأعمال أو خطب أو كتابات أو بغير ذلك أن يقتطع جزءا من الأرض اللبنانية ليضمه إلى دولة أجنبية أو أن يملكها حقا او امتيازا خاصا بالدولة اللبنانية».
وأضاف: «هكذا يتخلى الرؤساء الثلاثة عن ثروة تقدر بمئات مليارات الدولارات (مساحة 1430 كلم2) لإسرائيل بتخليهم عن الخط 29 على نحو غير قانوني وغير علمي وغير وطني، وذلك لصالح الخط 23 الذي تبين بالوثائق الدامغة انه اختراع إسرائيلي».
كذلك، أعربت مصادر المجتمعين لـ”نداء الوطن” عن ثقتها بأنّ “وحدة الموقف اللبناني الرسمي ستفضي إلى إنجاز مسودة الاتفاق النهائي والتوقيع عليها في فترة زمنية قصيرة”، موضحةً أنّ الملاحظات التي وضعها لبنان على الطرح الذي نقله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين “هي في أغلبها ملاحظات تقنية واستيضاحية لا تؤثر على جوهر الاتفاق”، وأشارت إلى أنه بمجرد إرسال الرد اللبناني إلى هوكشتاين اليوم “سيكون لبنان قد حسم موقفه وتوجهاته حيال اتفاقية الترسيم بانتظار الجواب الإسرائيلي النهائي للتوجه بناءً على ذلك إلى الناقورة في سبيل صياغة المحضر النهائي وإعداد نسختين منه، واحدة للتوقيع اللبناني عليها وأخرى للتوقيع الإٍسرائيلي، على أن تكون النسختان مقترنتين بتوقيع الوسيط الأميركي وممثل الأمم المتحدة”.
وعبرت مصادر مطلعة ل"اللواء" أن جو الترسيم تفاؤلي في إمكانية الوصول إلى صيغة وهذه الصيغة ستعرض في الناقورة في حضور أميركي واممي.
ولفتت إلى أن حقل قانا يستثمر كاملا للبنان، وعلم أن الاجتماع الرئاسي الثلاثي أخذ بالاعتبار الجو الإسرائيلي السائد والمواقف المتناقضة وردود الفعل المختلفة.
ولفتت الى أن المفاوضات على الورقة انتهت وإن التوقيع سيتم على محضرين منفصلين أي كل محضر على حدة من قبل كل من الجانب اللبناني والجانب الإسرائيلي.
وعلمت “اللواء” من مصادر مطلعة على سير عملية ترسيم الحدود البحرية، أن ملاحظات الرؤساء تقنية وفنية تتعلق بالإحداثيات وحول الآلية التي ستعتمد عدا ملاحظات وصفت بانها شكلية وغير جوهرية. وقد تطابقت ملاحظات الرؤساء الثلاثة حول نفس الأمور. وبعد إدخال الملاحظات على مسودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تعرض على الرؤساء وفي حال الموافقة على الصياغة تُرسل الى هوكشتاين لعرضها على الكيان الإسرائيلي لمعرفة موقفه. على ان تنتهي العملية خلال الأسبوع المقبل ما لم يصدر عنه ما يعيق التنفيذ في ضوء الاعتراضات الإسرائيلية من خصوم رئيس الحكومة يائير لابيد، الذي قالت المصادر انه ابلغ الاميركيين انه لن يتأثر بمواقف المعارضة.
وأكدت المصادر لمتابعة انه على الرغم من اللغط الدائر حول موضوع الترسيم فإن الأجواء الإيجابية ما زالت مخيمة على العملية حسب ما اكدت الأطراف المعنية بها لا سيما الجانب الأميركي.
اكد مصدر مواكب عبر "نداء الوطن" لمسار المفاوضات وما افضت اليه من نتائجانه استنادا الى الموقف اللبناني الرسمي «فان التوقيع على الاتفاق النهائي هو مسألة ايام والرد اللبناني متوقف على الصياغة من اللجنة الفنية والذي انجز ليلاً على ان يعرض على الرؤساء الثلاثة صباح اليوم لاخذ موافقة كل منهم على صيغة الرد النهائية وترسل فورا الى هوكشتاين، لندخل في مرحلة انتظار الجواب النهائي الذي على اساسه يتم التوجه الى الناقورة لصوغ المحضر النهائي الذي سيحرر على نسختين، نسخة يوقع عليها لبنان والوسيط الاميركي والامم المتحدة ونسخة مماثلة توقع عليها اسرائيل والوسيط الاميركي والامم المتحدة وتبلغ نسخة عن كل منهما الى الامم المتحدة».
واشار المصدر الى ان الملاحظات بعضها جوهري ولكن لا تؤثر على الموقف المبدئي وملاحظات تقنية استيضاحية، انطلاقا من العرض الاميركي الذي يتضمن اقراراً بحدود لبنان البحرية على اساس الخط 23، والتزام شركة توتال الفرنسية بدء الحفر في البلوك رقم 9، وترتيبات امنية تبدأ من عمق 5 كيلومتر يتولاها لبنان والامم المتحدة، ولا علاقة للترسيم البحري بالترسيم البري ولا مساس بنقطة رأس الناقورة البرية الـB1، وتحصل اسرائيل على نسبة ارباح من شركة توتال عن حصتها في الجزء الجنوبي من حقل قانا اي البلوك 9، وتأجيل الاستخراج والنقل من حقل كاريش لمدة 15 يوما بطلب من شركة «انرجيان» لاسباب تقنية ولكن عمليا لتسهيل الاتفاق».
وكشف المصدر عن ان «الادارة الاميركية هي الضمانة للاتفاق ولن يستطيع احد الاخلال به استناداً الى نتائج الانتخابات الاسرائيلية، لان هناك قراراً اميركياً بالتهدئة الكلية في الشرق الاوسط وتحديداً على طول الحدود الجنوبية البرية والبحرية، وهي تعمل على الاستخراج الاقصى للغاز من البحر المتوسط للتعويض على الدول الاوروبية عن الغاز الروسي، وبالتالي القضية استراتيجية وليست شكلية ومرحلية».
وافضى الاجتماع الذي دعا اليه عون امس في قصر بعبدا وحضره بري وميقاتي للبحث في العرض الذي قدمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، الى تبني الملاحظات التي وضعتها اللجنة الفنية لترسيم الحدود البحرية والتي تؤكد الثوابت اللبنانية التي اعتمدت منذ بدء المفاوضات وتحفظ للبنان حقوقه وتؤمّن مصلحته. وكان تأكيد على وحدة الموقف اللبناني حيال عرض هوكشتاين والذي سيبلّغ الى الوسيط الأميركي خلال الساعات القليلة المقبلة. وبموجب هذه الملاحظات، تم ادخال تعديلات على العرض الأميركي سيتسلمها هوكشتاين وينقلها الى الجانب الإسرائيلي.
صحف -