تابعنا عبر |
|
|
الثائر تقدم لكم تقنية الاستماع الى مقالاتها علّم أي مقطع واستمع إليه
#الثائر
تكثر حالات الإصابة بعوارض مزعجة ومؤلمة تطال الجهاز التنفسي والمعدة، مثل الإرهاق والإسهال والقيء والألم في المفاصل والسعال الجافّ وألم الصّدر والدوخة وغيرها… لدرجة أنّ بعض المرضى يحتاجون للدخول إلى المستشفى لتلقّي المساعدة الطبية السريعة. فما السّبب؟ وهل من داعٍ للقلق؟
تُجيب الإختصاصيّة بالأمراض الجرثوميّة والمُعدية دكتور ميرا جبيلي، في حديثٍ لموقع mtv، أنّ “تقلّبات الطّقس تُسبّب العديد من العوارض الصحية، وهذا يعود لانتشار الفيروسات المتنوّعة في ظلّ الإنتقال من موسم إلى آخر وانخفاض درجات الحرارة وما يُرافق ذلك من تلوّث ووضع بيئي متدهور. ونتيجة لهذا الواقع، تكثر حالات الإصابة بالعدوى الفيروسيّة مع عوارض متنوّعة قد تختلف من شخص إلى آخر، إلا أنّها كلّها مزعجة قد تستمرّ لأيام أو أسابيع وقد تصل إلى شهر. ويجب أن يعرف الناس أنّ العدوى الفيروسيّة ليست grippe فقط، إذ يمكن أن تُسبّب مضاعفات عدّة تطال الجسم بأكمله”.
وتُضيف د. جبيلي، أنّه “بعد أيّ عدوى فيروسيّة يُحتمل أن يبقى السّعال لمدّة شهر وهذا عارضٌ شائع نشهده اليوم مع كورونا والفيروسات المنتشرة في الفترة الأخيرة، لهذا السّبب نستغرب كثيراً ونتفاجأ بعوارض لم نكن نلاحظ حدّتها في الفترات السابقة”.
وتُشير إلى أنّ “التلوث المُتنامي مع مرور السنوات والأوضاع البيئيّة المتدهورة، سببٌ آخر لزيادة العوارض وتحفيز الحساسية”.
كيف يتعامل اللبنانيّون مع هذا الواقع الصحّي؟
تقول د. جبيلي: “اعتاد الناس على اللجوء إلى الصيدلية فور الشعور بأيّ عوارض، ويقع الإختيار الأوّل على المضادات الحيويّة antibiotiques، وهذا ما نحذّر منه ولا ننصح به أبداً”، موضحةً أنّ “المضاد الحيوي لا يُفيد بما أنّ معظم العدوى المنتشرة حالياً، فيروسيّة، لا تُعالَج بالمضادات الحيويّة”.
وتنصح بالإنتظار حتّى تخفّ العوارض وتختفي من تلقاء نفسها مع التركيز على التخفيف من حدّتها ببعض الخطوات مثل أخذ البانادول، الإكثار من شرب السوائل، تناول شاي الأعشاب، العسل، وتجنّب مسببات الحساسية قدر الإمكان”.
وتُضيف: “إذا كانت العوارض شديدة، يُنصح باستشارة الطّبيب في العيادة أو المستوصف أو طوارئ المستشفى”. “ما في شي بيغني عن فحص المريض” لتحديد التشخيص المناسب وبالتالي وصف العلاج الفعّال. إذ تقول د. جبيلي إنّ الطبيب قد يطلب من المريض القيام بفحوصات دم أو صورة للصدر أو الرئة، للتأكّد من الحالة الصحية قبل إعطاء العلاج.
كما تُشدّد على ضرورة تجنّب أخذ مضادات الإلتهاب anti-inflammatoire، خصوصاً في حال المعاناة من مرض مزمن مثل ضغط الدم أو السكري أو مشاكل في الكلى، منعاً لحصول أيّ مضاعفات صحية خطيرة.
ونصيحة طبّية أخيرة: لا تتردّدوا في أخذ طعم الإنفلونزا سنويًّا، “فعندما تنخفض درجات الحرارة أكثر، يبدأ موسم الإنفلونزا. كثيرون يجهلون خطورة الإنفلونزا في عوارضها ومضاعفاتها، خصوصاً في الحالات الشديدة التي تتطلّب الدخول إلى المستشفى”، وفق د. جبيلي.
إذاً، حالات العدوى الفيروسيّة شائعة وليست غريبة وطبيعيّة في هذه الفترة من السّنة، إلا أنّ عوارضها أصبحت ملحوظة أكثر من السابق بعد تفشّي كورونا والوضع البيئي المتردّي والذي يزداد سوءاً مع الوقت.